تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

حقدا في قلوب أهل زمانه ومازالوا به حتى بغضوه إلى ملوكهم فطردوه عن بلاده حتى كانت وفاته في قرية له في شعبان من هذه السنة وقد جاوز التسعين والعجب كل العجب منه أنه كان ظاهريا حائرا في الفروع لا يقول بشئ من القياس لا الجلي ولا غيره وهذا الذي وضعه عند العلماء وأدخل عليه خطأ كبيرا في نظره وتصرفه وكان مع هذا من أشد الناس تأويلا في باب الأصول وآيات الصفات وأحاديث الصفات لأنه كان أولا قد تضلع من علم المنطق أخذه عن محمد بن الحسن المذحجي الكناني القرطبي ذكره ابن ماكولا وابن خلكان ففسد بذلك حاله في باب الصفات)

4 - وقال أيضا الإمام الذهبي في سير أعلام النبلاء عن الإمام ابن حزم:

اقتباس:

(ولم يتأدب مع الأئمة في الخطاب، بل فجج العبارة، وسب وجدع، فكان جزاؤه من جنس فعله .... وقد امتحن لتطويل لسانه في العلماء)

وقال أيضا الإمام الذهبي في " تذكرة الحفاظ " "

اقتباس:

(وقام عليه الفقهاء لطول لسانه واستخفافه بالكبار ووقوعه في أئمة الاجتهاد بأفج عبارة وأفظ محاورة وأبشع رد)

انتهى كلام الإمام الذهبي

@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@

قلتُ (أبو إسلام):

وكمثال على تأثر الإمام ابن حزم بالفلسفة في مجال العقيدة:

قال الإمام ابن حزم في الإحكام:

اقتباس:

نقول: إن الله عز وجل قادر على أن ينسخ التوحيد، وعلى أن يأمر بالتثنية والتثليث وعبادة الاوثان، وأنه تعالى لو فعل ذلك لكان حكمة وعدلا وحقا، ولكان التوحيد كفرا وظلما وعبثا، ولكنه تعالى لا يفعل ذلك أبدا، لانه قد أخبرنا أن لا يحيل دينه الذي أمرنا به

قلتُ (أبو إسلام):

فالإمام ابن حزم يرى أن الله تعالى لو لم يكن وعَدَنَا بعدم تبديل الإسلام

لكان من الممكن أن يأمرنا الله تعالى بالتثنية والتثليث وعبادة الأوثان

أي أن الذي يمنع الله عز وجل من أن يأمرنا بالتثليث وعبادة الأوثان

الذي يمنعه من ذلك سبب واحد فقط وهو أنه أخبرنا أنه لا يحيل دين الإسلام

ومقتضى كلامه هذا أنه عز وجل لو لم يكن أخبرنا أنه لن يحيل الإسلام

لكان من الممكن أن يأمرنا بالتثليث وعبادة الأوثان

ويرى الإمام ابن حزم أن التثليث وعبادة الأوثان حينئذ ستكون حكمة وعدلا وحقا

ويكون التوحيد حينئذ كفرا وظلما وعبثا!!!!!

فالمانع الوحيد من وقوع ذلك - عند الإمام ابن حزم - إنما هو وعد الله لنا أنه لن ينسخ الدين

وهذا المانع غير موجود عند أهل الأديان السابقة

لماذا؟

لأن الله تعالى لم يخبرهم أنه لن ينسخ الأمر بالتوحيد

فهل يُتصور أنه تعالى الحكم العدل كان من الممكن أن يأمرهم بالباطل الذي هو التثليث وعبادة الأوثان؟!!!!

وهنا سؤالان: الأول:

من المحال أن يأمر الله تعالى بالتثليث وعبادة الأوثان والظلم والكفر

أليس كذلك؟

الجواب: بلى

السؤال الثاني:ما الذي جعلنا نعتقد ذلك؟

هل لأنه عز وجل وعد أنه لن ينسخ الأمر بالتوحيد والعدل

أم لأنه عز وجل متصف بذاته بالعدل والحكمة فمحال عليه عز وجل أن يأمر بالباطل الذي هو التثليث والظلم والفاحشة؟!!!!!

فإذا كان الذي يجعل ذلك محالا إنما هو أنه عز وجل متصف بذاته بالعدل والحكمة فمحال عليه أن يأمر بالباطل , سواء وعدنا بعدم نسخ الدين أم لا

فهل هذا له علاقة بوعد الله لنا بعدم نسخ الإسلام؟!!!!!

إن الله تعالى يتصف بالعدل بذاته, فلا يأمر إلا بالعدل والحق , ولا علاقة لذلك بإخبار الله لنا بثبات دين أو نسخه

إن الله تعالى أحد , ومن المحال أن يأمرنا تعالى بالتثليث , ولا علاقة لذلك بإخبار الله لنا بثبات دين أو نسخه

فهذه صفات الله تعالى لا تنفك عنه , ولا علاقة لها بثبات الدين أو نسخه

وإلا هل كان من الممكن أن يأمرنا الله في الإسلام بعبادة الأوثان والتثليث بعد نسخ اليهودية والنصرانية اللتين أمر فيهما بالتوحيد؟!!

@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@

القسم الرابع:

إذا اتفق العلماء على قول في مسألة وخالفهم الإمام ابن حزم: فهل يُعتد بمخالفته وتكون معتبرة أم ينعقد الإجماع دونه وتكون مخالفته غير معتبرة؟

الكلام هنا في مبحثين:

المبحث الأول: رأي جمهور العلماء

المبحث الثاني: بيان الرأي الراجح , مع بيان الدليل القطعي على أنه هو الحق الذي لا يصح غيره

وإليكم التفصيل:

المبحث الأول: رأي جمهور العلماء

قال الإمام الزركشي في البحر المحيط:

اقتباس:

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير