تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

- {أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاء} إبراهيم24

- إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ وَالَّذِينَ يَمْكُرُونَ السَّيِّئَاتِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَكْرُ أُوْلَئِكَ هُوَ يَبُورُ} فاطر10

سَوَاء بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ:

هذا التعبير مذهل في هذا السياق ... فقد جاء لتأصيل أمور نفسية وخلقية في غاية الأهمية .. فقد رأينا في الكلمات السابقة كيف دعا القرآن أهل الكتاب إلى التخلي عن مواقعهم للالتحاق بالمسلمين ... ولا شك أن أكبر مانع يقف سدا في سبيل الاستجابة هو المانع النفسي المتمثل في عدم استساغة النفس الانتقال من طور المتبوعية إلى طور التابعية ... فاعتبار غيرها مركزا وهي هامشا صعب جدا عليها حتى أنها لتفضل السقوط في دركات جهنم على قبول الدور الثانوي ... ولنا في القرآن والسيرة أمثلة كثيرة على الجاحدين ... الذين يعلمون صدق النبي –ومن جملة ذلك إخباره عن جهنم وأصحابها-ومع ذلك لا يستجيبون بسبب حظ النفس.

"سَوَاء بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ" هو البلسم الشافي للنفس ...

أفادت أن الجميع سواسية فليس ثمة رفع لعرق على عرق أو أصلية قبيلة وفرعية أخرى .. أو مركزية جنس وطرفية آخر ...

إن كل ما في الأمر هو التساوي في كلمة ... وهذه الكلمة ليست من إبداع العرب ليحصل لهم شرف الاجتهاد، وإنما هي كلمة عليا جاءت تلقينا ب"قل".

فانظر-رحمك الله-إلى كرم القرآن .. عشر كلمات-فقط- تضمنت عدة أصول (ولا يخفى عليك أن الأصل الواحد يندرج تحته ألوف الفروع) وهذه تذكير بها:

-مصدر التلقي هو التلقين ..

-الدعوة يجب ان تكون وسطا لا مداهنة ولا تنفير.

-دين الله مركز تشد الرحال إليه، والعلم يؤتى ولا يأتي.

-دين الله سماوي ... نسمو به وإليه.

-أمة الإسلام واحدة تتجاوز الأعراق والأجناس ومعيار التفاضل فيها هو مدى التمسك بالكلمة.

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير