تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وقال العلامة الصنعاني في شرح حديث سمرة:" وفيه دليل على مشروعية ذلك للخطيب لأنها موضع دعاء ... " (2/ص68 سبل السلام).

وقال العلامة الشيخ عبد الله أبا بطين – عند ذكر مسألة الدعاء للوالي في الخطبة -:" الدعاء حسن يدعى له بأن الله يصلحه ويسدده ويصلح به وينصره على الكفار وأهل الفساد بخلاف ما في بعض الخطب من الثناء والمدح والكذب وولي الأمر يُدعى له لا يمدح لاسيما بما ليس فيه اهـ. الدرر السنية (3/ 230).

وقالت اللجنة الدائمة:" الأفضل إذا دعا الخطيب أن يعم بدعوته حكام المسلمين ورعيتهم .. ".

وقال الإمام الشيخ عبد العزيز بن باز:" وفيه الدعاء للمؤمنين وإن كان في إسناده لين (1) لكن له شواهد فيأخذ منها شرعية الدعاء للمسلمين ... ".

وقال العلامة الفقيه الشيخ صالح الفوزان – حفظه الله -:" ويسن أن يدعو للمسلمين بما فيه صلاح دينهم ودنياهم ويدعو لإمام المسلمين وولاة أمورهم بالصلاح والتوفيق وكان الدعاء لولاة الأمور في الخطبة معروفا عند المسلمين وعليه عملهم .. ".

وأما العلامة الإمام الفقيه الشيخ محمد بن صالح العثيمين – رحمه الله تعالى – فقد ذكر هذه المسألة بمبحث مهم يدل على دقة نظره وثاقب فهمه رحمه الله حيث قال:" وينبغي أيضا في الخطبة أن يدعو للمسلمين الرعية والرعاة لأن في ذلك الوقت ساعة ترجى الإصابة والدعاء للمسلمين لا شك أنه خير فلهذا استحبوا أن يدعو للمسلمين ولكن قد يقول قائل:

كون هذه الساعة مما ترجى في الإجابة وكون الدعاء للمسلمين فيه مصلحة عظيمة موجودة في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم وما وجد سببه في عهد النبي صلى الله عليه وسلم ولم يفعله فتركه هو السنة إذ لو كان شرعا لفعله النبي صلى الله عليه وسلم فلابد من دليل خاص يدل على أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يدعو للمسلمين فإن لم يوجد دليل خاص فإننا لا نأخذ به ولا نقول إنه من سنن الخطبة وغاية ما نقول إنه من الجائز لكن قد يروي أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يستغفر للمؤمنين في كل جمعة فإن صح هذا الحديث فهو أصل في الموضوع وحينئذ لنا أن نقول إن الدعاء سنة أما إذا لم يصح فنقول إن الدعاء جائز وحينئذ لا يتخذ سنة راتبة يواظب عليه لأنه إذا اتخذ سنة راتبة يواظب عليها فهم الناس أنه سنة وكل شيء يوجب أن يفهم الناس منه خلاف حقيقة الواقع فإنه ينبغي تجنبه اهـ من الشرح الممتع.

قلت: وقد ثبت حديث عمارة رضي الله عنه والشيخ قال:" إن ثبت قلنا إنه سنة " فلذا نقول: إن الدعاء في خطبة الجمعة سنة فعلها رسول الله صلى الله عليه وسلم فينبغي الاقتداء به في ذلك.

وقد خالف هؤلاء الأئمة في فهمهم شرعية الدعاء من حديث عمارة رضي الله عنه كل من العلامة الطيبي والعظيم آبادي والشيخ السندي رحمهم الله تعالى.

فقال الأول عن حديث عمارة من لفظ المسند:" رأيت رسول الله على المنبر يدعو وهو يشير بإصبع " قال:" قول "رافعا يديه" أي عند التكلم كما هو أدب الوعاظ إذا جمعوا يشهد له قوله الآتي وأشار بأصبعه المسبحة اهـ.

وقال العظيم آبادي:" وهل المراد في حديث عمارة بالرفع المذكور رفع اليدين عند الدعاء على المنبر أو المراد رفع اليدين لا وقت الدعاء بل عند التكلم كما هو دأب الوعاظ والقصاص أنهم يحركون أيديهم يمينا وشمالا ينبهون السامعين على الاستماع فحديث عمارة يدور إسناده على حصين بن عبد الرحمن ورواته اختلفوا عليه فرواية عبد الله ابن إدريس وأبي عوانة وسفيان كلهم عن حصين تدل على المعنى الثاني، ولذا بوّب النسائي باب الإشارة في الخطبة وبوب ابن أبي شيبة " الرجل يشير بيده وهكذا فهم الطيبي ".

ورواية هشيم وزائدة وابن فضيل كلهم عن حصين تدل على المعنى الأول وهكذا فهم النووي وأما ترجمة المؤلف وكذا الترمذي فتتحمل المعنيين، وعندي للمعنى الثاني ترجيح من وجهين:

الأول: أن أبا عوانة الوضاح وسفيان الثوري وعبد الله ابن إدريس أوثق وأثبت من هشيم بن بشير ومحمد بن فضيل وإن كان زائدة بن قدامة مثل هؤلاء الثلاثة في الحفظ فتعارض رواية هؤلاء الثلاثة الحفاظ برواية زائدة بن قدامة والعدد الكثير أولى بالحفظ.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير