تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

الثاني: أن قوله الآتي لقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو على المنبر ما يزيد على هذه يعني السبابة التي تلي الإبهام يؤيد هذا المعنى الأخير لأن رفع اليدين في الدعاء ليس مأثورا بهذه الصفة بل أراد الراوي أن رفع اليدين كلتيهما لتخاطب السامعين ليس من دأب النبي صلى الله عليه وسلم بل إنما بأصبعه السبابة اهـ.

وقال العلامة السندي رحمه الله في حاشيته على النسائي (3/ص108) عند قول عُمارة رضي الله عنه:" يشير بأصبعه" قال: كأنه يرفعها عند التشهد اهـ وكذا قال مثله القرطبي في شرحه لمسلم (2/ 504).

قلت: وما ذكره هؤلاء العلماء رحمهم الله تعالى مع مخالفته لكلام أئمة الإسلام وفقهائه الأعلام: يجاب عنه أيضا من وجهين:

الوجه الأول: قولهم رحمهم الله تعالى أنه صلى الله عليه وسلم كان يفعل ذلك عند الموعظة غير متفق بتاتا مع لفظ الحديث فعمارة رضي الله عنه قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو على المنبر " فالحديث نص صريح أنه صلى الله عليه وسلم كان يشير عند الدعاء ولم يأتِ بالحديث ذكر للموعظة أو التشهد وهذا أيضا هو ما فسره به رواة الحديث كابن حبان وابن أبي شيبة وابن خزيمة والبيهقي والقاعدة: أن الراوي أعلم وأدق لفهم مرويه من غيره. وانظر تعليق العلامة زكريا الكاندهلوي على كتاب بذل المجهود للسهارنفوري (/ 9.

الوجه الثاني: وأما الوجهين اللذين أيد العظيم آبادي قوله بهما فليس فيهما حجة.

فالوجه الأول: قول إن سفيان وابن إدريس و أبو عوانة خالفوا هشيما وزائدة وابن فضيل وروايتهم أثبت.

فالجواب: أن الأمر ليس كما ذكر فقد رواه بالزيادة كل من شعبة وزائدة وزهير بن معاوية وهشيم وابن فضيل بل حتى سفيان الثوري قد رواه بالزيادة كما في ص1 من البحث فروايتهم هي التي تقدم كما قال هو نفسه رحمه الله:" والعدد الكثير أولى بالحفظ".

وأيضا: فلا يصح أن نقول إن الرواة مختلفين فأي مخالفة في ذلك وإنما هو تفسير منهم للمعنى يؤيده سياق الحديث ولفظه.

وأما الوجه الثاني: فقوله رحمه الله:" إن رفع اليدين في الدعاء ليس مأثورا بهذه الصفة بل أراد الراوي أن رفع اليدين كلتيهما لتخاطب السامعين .. "

فأقول: ليته عكس كلامه رحمه الله فإن رفع اليدين لمخاطبة السامعين ليس بمأثور بهذه الصفة وليس بمتصور عرفا ولا عقلا.

وأخيرا: نعلم بهذا أنه قد ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم دعا في خطبة الجمعة غير دعاء الاستسقاء المروي في الصحيحين من حديث أنس رضي الله عنه.

وأيضا: ففي الأحاديث السابقة وكلام أهل العلم سنية دعاء الخطيب ووقوعه لا استمراره فالظاهر أن دعاء الخطيب يوم الجمعة سنة لكن ليس على سبيل الاستمرار والديمومة في كل خطبة فينبغي أن تترك أحيانا وأن تكون جزءا من الخطبة الثانية لا أن تُجعل هي الخطبة الثانية كما يفعل بعض الخطباء – أصلحنا الله وإياهم -.

اللهم وفقني إلى طلب العلم النافع والعمل به والثبات عليه إلى يوم أن ألقاك ربي وحدك القادر عليه لا رب لي سواك.

انتهى تقييده في صباح يوم الثلاثاء في الشهر الرابع من عام 1423 هـ

كتبه/ نايف الوقاد


نايف الوقاد
عرض الملف الشخصي العام
إرسال رسالة خاصة إلى نايف الوقاد
إرسال رسالة بريد إلكتروني إلى نايف الوقاد
إيجاد جميع المشاركات للعضو نايف الوقاد

ـ[عبدالله الخليفي المنتفجي]ــــــــ[15 - 08 - 06, 02:21 ص]ـ
جزاك الله خيراً

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير