تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ومما يوسّع دائرة النزاع ويجعل هناك هوة سحيقة بين أصحاب المنهج الواحد هو الغلو في تضخيم المسائل الجزئية والتي يقبل فيها التنازع، وجعل الخلاف فيها كالخلاف في الأصول وهذا مزلق خطير في الفهم. ونحن لو تأملنا قليلاً في المسألة، لوجدنا أن وجود الخلاف في المسائل الجزئية هو ظاهرة صحية؛ بشرط إلا يسبب الفرقة والنزاع. فالصحابة ـ رضوان الله عليهم أجمعين ـ وكذلك أصحاب القرون المفضلة اختلفوا وتعايشوا بصورة طبيعية مع هذا الاختلاف؛ حتى إنك تجد هناك مذاهب فقهية مختلفة: فمذهب الطبري، والثوري وداود، والمذاهب الأربعة، ولكنهم ـ عليهم رحمة الله ـ كانوا يفقهون مسائلة التعامل مع المخالف.

ثالثاً: الأخذ بالأسلوب النبوي الكريم في عرض المسألة ومناقشة الآخرين، إننا كثيراً ما نفتقد في حوارنا ونقاشنا فن الحوار وآدابه، فنقدم الاتهام قبل المحاورة وهذا كاف لرفض الحق الذي نحمله، وكذلك التشهير على رؤوس المنابر والمنتديات وهذه ليست طريقة شرعية أو أسلوب أدبي نزيه. وإنه من المحزن أن تكون ألفاظ القدح والشتم أكثر من ألفاظ الاحترام والتقدير

. واستخدام السب والشتيمة ليس دليلاً على أن الحق مع قائلها؛ بل قد تكون دلالة على ضعف الحجة. فكثيراً ما يتجه أصحاب الحجة الضعيفة إلى السب والشتم لإخفاء ضعفه ومحاولة لإسقاط خصمه ولا شك إن استخدام مثل هذا الأسلوب هو إسقاط لمكانة المتكلم بها أولاً.

ولو أخذنا نتكلم عن أدبيات فقه التعامل مع الآخر لطال بنا المقام، ورغبة في الاختصار أذكر بعض المفردات والتي لابد منها في حواراتنا:

الإخلاص وابتغاء وجه الله هو القصد والدافع،

تقديم حسن الظن،

اتهام النفس قبل الآخرين،

ملازمة الدعاء للخصم،

ترك العناد والتعصب،

التنازل فيما يمكن التنازل به،

وغير ذلك من الأدبيات الإسلامية السامية. والتي بها نرضي ربنا قبل أن نرضي البشر.


[1] أقصد بالمخالف هنا من كان على منهج أهل السنة والجماعة.

هذا موضوع يستحق الاعادة والتكرار والحفظ والفهم والتطبيق
إن مشكلتنا الكبرى في نظري الضعيف هي في التطبيق
ومما يساعد الاخ على التطبيق
انه بعد كتابة رد او تحذير من شخص او جهة ما
يتخيل نفسه مكان الجهة او الشخص المنتقد
كيف يكون انفعاله وكيف يتوقع ان يكون الرد عليه
وليكرر على نفسه تعامل مع الاخرين مثل ما تحب ان يتعاملوا معك
والتزم الموضوعية والدليل والبرهان
فان ديننا دين دليل وبرهان

ـ[أنس سرميني]ــــــــ[13 - 11 - 06, 01:45 ص]ـ
الحقيقة هذا موضوع يستأهل بحثا علميا مؤصلاً
من الكتاب والسنة
كدراسة موضوعية للآيات والأحاديث التي تناولت هذا الموضوع

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير