تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

سَرر هذا الشهر

ـ[ابن جبير]ــــــــ[30 - 08 - 06, 04:56 م]ـ

باب الصوم من آخر الشهر

حَدَّثَنَا الصَّلْتُ بْنُ مُحَمَّدٍ حَدَّثَنَا مَهْدِىٌّ عَنْ غَيْلاَنَ. وَحَدَّثَنَا أَبُو النُّعْمَانِ حَدَّثَنَا مَهْدِىُّ بْنُ مَيْمُونٍ حَدَّثَنَا غَيْلاَنُ بْنُ جَرِيرٍ عَنْ مُطَرِّفٍ عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ - رضى الله عنهما - عَنِ النَّبِىِّ ?. أَنَّهُ سَأَلَهُ - أَوْ سَأَلَ رَجُلاً وَعِمْرَانُ يَسْمَعُ - فَقَالَ «يَا أَبَا فُلاَنٍ أَمَا صُمْتَ سَرَرَ هَذَا الشَّهْرِ». قَالَ أَظُنُّهُ قَالَ يَعْنِى رَمَضَانَ. قَالَ الرَّجُلُ لاَ يَا رَسُولَ اللَّهِ. قَالَ «فَإِذَا أَفْطَرْتَ فَصُمْ يَوْمَيْنِ». لَمْ يَقُلِ الصَّلْتُ أَظُنُّهُ يَعْنِى رَمَضَانَ.

قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ وَقَالَ ثَابِثٌ عَنْ مُطَرِّفٍ عَنْ عِمْرَانَ عَنِ النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم «مِنْ سَرَرِ شَعْبَانَ». رواه البخاري

سَرَر/ضبطوا سرر بفتح السين وكسرها وحكى القاضي ضمها، قال: وهو جمع سرة ويقال ايضاً سَرار وسِرار بفتح السين وكسرها وكله من الاستسراء ذكره النووي في المنهاج 0 وجاء عند ابي داود بسنده عن الاوزاعي يقول سِرُّهُ أَوله وكذا عن سعيد بن عبدالعزيز – قال ابو داود وقال بعضهم: سَره وسطه، وقالوا آخرُهُ انتهى 0 وجاء عند مسلم من رواية الضُّبَعِيُّ عن مهدي (( ... من سُرَّةِ هذا الشهر)) وفي الغريب .. لا تنزل سُرَّة البصرة أي وسطها وجوفها من سُرَّة الانسان فإنها في وسطه 0 وفي المحيط في اللغة: والسُرةُ: الوَقْبَةُ التي في وَسْطِ البَطْنِ. وفي موضع والسرَارُ: يَوْم يَسْتَسِرُ فيه الهِلَالُ؛ وهو آخِرُ يَوْمِ من الشهْرِ، ورُبَما اسْتَسَر لَيْلَةً ورُبما اسْتَسَر لَيْلَتَيْنِ. وتَسَررَ القَمَرُ: بمَعْناه. وفي موضع وسَرَرُ الشِهْرِ بالتحريك: آخر ليلة منه، وكذلك سَرارُهُ وسِرارُه. وهو مُشْتَقٌّ من قولهم: اسْتَسَرَّ القَمَرَ، أي خَفيَ ليلةَ السَرارِ، فرُبَّما كان ليلةً وربما كان ليلتين. والسِرَرُ بالكسر: ما على الكَمْأَةِ من القشورِ والطين، والجمع أسْرار. والسَرَرُ أيضاً: واحد أسرار الكَفِّ والجَبْهَةِ، وهو خُطوطُها.

وابوعبيد وجمهور العلماء من اهل اللغة والحديث والغريب: المراد بالسرر آخر الشهر سميت بذلك لاستسرار القمر فيها – وانكر بعضهم هذا وقال المراد وسط الشهر قال: وسرار كل شيء وسطه قال: هذا القائل لم يأت في صيام آخر الشهر ندب فلا يحمل الحديث عليه بخلاف وسطه فإنها أيام البيض – ونقل الخطابي عن الاوزاعي سرره آخره قال البيهقي في السنن الكبير بعد أن روى الروايتين عن الاوزاعي الصحيح آخره ولم يعرف الازهري أن سرره أوله 0 انتهى وفي الغريب قال الازهري لا اعرف السِّرَّ بهذا المعنى إنما يقال سِرارُ الشهر وسَرَاه وسَرَه وهو: آخر ليلة يَسْتَسِرُّ الهلالُ بنور الشمس 0

وهذا الأخير ظاهر صنيع البخاري في الترجمة ينتظمه وهو ما نقل ابن حجر عن ابن المنير في الفتح وزاد انه من كل آخر شهر دون تخصيص شعبان

وجاء تهذيب السنن لابن القيم: وَقَدْ أَشْكَلَ هَذَا عَلَى النَّاس: فَحَمَلَهُ طَائِفَة عَلَى الِاحْتِيَاط لِدُخُولِ رَمَضَان، قَالُوا وَسَرَر الشَّهْر وَسِرَاره - بِكَسْرِ السِّين وَفَتْحِهَا، ثَلَاث لُغَات - وَهُوَ آخِره وَقْت اِسْتِسْرَار هِلَاله، فَأَمَرَهُ إِذَا أَفْطَرَ أَنْ يَصُوم يَوْمًا أَوْ يَوْمَيْنِ، عِوَض مَا فَاتَهُ مِنْ صِيَام سَرَرِهِ اِحْتِيَاطًا.

وَقَالَتْ طَائِفَة مِنْهُمْ الْأَوْزَاعِيّ وَسَعِيد بْن عَبْد الْعَزِيز: سَرَره أَوَّله، وَسِرَاره أَيْضًا فَأَخْبَرَهُ أَنَّهُ لَمْ يَصُمْ مِنْ أَوَّله، فَأَمَرَهُ بِقَضَاءِ مَا أَفْطَرَ مِنْهُ. ذَكَره أَبُو دَاوُدَ عَنْ الْأَوْزَاعِيّ وَسَعِيد. وَأَنْكَرَ جَمَاعَة هَذَا التَّفْسِير فَرَأَوْهُ غَلَطًا قَالُوا: فَإِنَّ سِرَار الشَّهْر آخِره، سُمِّيَ بِذَلِكَ لِاسْتِسْرَارِ الْقَمَر فِيهِ.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير