و عن واثلة بن الأسقع قال: «كان رجل من الأنصار لا يزال يأخذ بيدي وبيد صاحبي إلى منزله و احتبس ليلة. قال: انطلق إلى النبي صلى الله عليه و سلم عسى نصيب. فأتيناه فأخبرناه فبعث إلى نسائه امرأة امرأة، كل ذلك يقول والله ما أمسى عندنا طعام! فرفع يديه إلى السماء فقال: اللهم إنا نسألك من فضلك و رحمتك و إنا إليك راغبون! فما ضم رسول الله صلى الله عليه وسلم يديه إلا رجل من الأنصار معه قصعة من ثريد عظيمة فيها ثريد ولحم ... الحديث»
أخرجه البخاري في " التاريخ الكبير " (6/ 79)، و ابن عساكر في " تا ريخ دمشق " (54/ 109) حدثنا سليمان بن عبد الرحمن حدثنا عبد ربه بن صالح حدثنا محمد بن عبد الرحمن القرشي عن واثلة بن الأسقع.
قلت: محمد بن عبد الرحمن القرشي، قال عنه الذهبي رحمه الله في " المغني " (2/ 606): تابعي عن واثلة بن الأسقع، مجهول لا يعرف.اهـ و ذكره ابن حبان في " الثقات " (5/ 365) و قال: روى عنه أهل الشام.اهـ
و مما يدل على أن المسح بعد الدعاء له أصل في السنة؛ حديث أسامة بن زيد رضي الله عنهما قال: " لما ثقل رسول الله صلى الله عليه و سلم هبطتُ و هبط الناس معي إلى المدينة فدخلت على رسول الله صلى الله عليه و سلم و قد أَصْمَتَ فلا يتكلم فجعل يرفع يديه إلى السماء ثم يصُبُّها عليَّ أعرف أنه يدعو لي ".
إسناده حسن. أخرجه أحمد (5/ 201)، و الترمذي (المناقب ح 3817) و قال: " هذا حديث حسن غريب ". و أخرجه أبو القاسم البغوي في مسند أسامة (ص45 حديث 4). و الطبراني في الكبير (1/ 160) من طريق: (يعقوب بن إبراهيم عن أبيه به. من طريق: محمد بن إسحاق حدثني سعيد بن عبيد بن السباق عن محمد بن أسامة بن زيد عن أبيه .. ).
أفبعد هذا كله، يقال أن مسح الوجه بعد الدعاء بدعة أو لا أصل له!؟
قال العلامة الشيخ ابن جبرين حفظه الله في شرح " أخصر المختصرات " (32/ 4):
أما مسح الوجه باليدين، فورد فيه أحاديث، ذكر الحافظ منها حديثا له شواهد بآخر بلوغ المرام، و ذكر أنه بإسناد حسن، و بالتتبع بلغت سبعة أحاديث، عن سبعة من الصحابة، أنه كان يرفع يديه، و يمسح وجهه بيديه بعد الدعاء.
و الذين أنكروه كأنهم لم يتتبعوا طرق الحديث، ثم – أيضا - ورد ذلك عن كثير من الصحابة، من فعلهم أنهم كانوا يمسحون وجوههم بأيديهم بعد الدعاء. اهـ
قلت: باب الإستدلال أوسع من باب التصحيح و التضعيف، و فعل السلف من غير إنكار يغني عن النظر في ذلك. هذا فيما لو كان الإتفاق على ضعف تلك الأحاديث، و لذلك لم يتجاسر بعضُ العلماء على النهي عن ذلك، على الرغم من قناعته بخلافه. كما مر عن الشيخ العثيمين رحمه الله. و كذلك فعل الشيخ بكر أبو زيد حفظه الله حيث ألّف رسالة في بيان ضعف تلك الأحاديث، على حسب ما أدّاه اجتهاده. و لكننا وجدناه يقول في كتابه " تصحيح الدعاء " (ص 27): و إن شاء مسح بهما وجهه إذا فرغ من الدعاء في حال كونه خارج الصلاة، لا داخلها لعدم الدليل الصحيح - بل و لا الضعيف - الذي يدل على رفعهما في الصلاة.اهـ
ـ[محمد عبدالكريم محمد]ــــــــ[04 - 05 - 07, 11:46 ص]ـ
جزاكم الله خيراً أجمعين والحمد لله الأمر فيه سعة وليس من أمور المعتقد وممن أقر الحافظ أيضاً الشيخ عبد الرحيم الطحان
ـ[ابو حمدان]ــــــــ[16 - 07 - 07, 04:45 ص]ـ
!!!!!!!!!!!!!!!!
ـ[سالم عدود]ــــــــ[22 - 12 - 07, 02:40 م]ـ
جزاك الله خيراً
ـ[الشيشاني]ــــــــ[01 - 01 - 08, 08:36 م]ـ
الأخ الكريم عبد الوهاب مهية - بارك الله فيك!
قلت في كلامك - حفظك الله - عن رأي الشيخ ابن العثيمين في المسألة هذا:
فمرة يرى أنه سنة كما في كلامه السابق، و مرة يقول إنه مشروع إلا أنه ليس بسنة، و مرة يرى أنه غير مشروع البتة
هل يمكنك - بارك الله فيك - أن تنقل كلام الشيخ الذي يدل على ما تحته خط؟ أي أنه مرة يراه مشروعا غير أنه ليس بسنة.
ـ[طارق علي محمد]ــــــــ[04 - 02 - 08, 04:49 م]ـ
ارجو من لعض الاخوة الذين ينقلون كلام من مؤلفات الشيخ عبد الفتاح ابو غدة ان يردفوا كلامهم بالاشارة اليه لانني وجدت كلاما منقولا برمته من رسالة له ولم اجد الاشارة اليه.وبارك الله فيكم
ـ[عبد القادر بن محي الدين]ــــــــ[04 - 02 - 08, 11:23 م]ـ
روى ابن القاسم في المجموعة عن مالك فيمن يمسح وجهه بيديه في آخر دعائه , وقد بسط كفيه قبل ذلك ,
فأنكر ه وقال , " ماعلمته ",
وفي المسألة حديث ابن عباس عند أبي داود قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" لا تستروا الجدر , من نظر
في كتاب أخيه بغير إذنه إنما ينظر في النار , سلوا الله ببطون أكفكم , ولا تسألوه بظهورها , فإذا فرغتم فامسحوا
وجوهكم " , قال أبوداود: روي هذا الحديث من غير وجه عن محمد بن كعب كلها واهية , وهذا الطريق أمثلها ,
وهو ضعيف أيضاً , وانظر تلخيص الحبير.
وقال العز ابن عبد السلام " ولا يستحب رفع اليد في القنوت كما لا ترفع في دعاء الفاتحة , ولا في الدعاء بين
السجدتين , ولم يصح في ذلك حديث , وكذلك لا ترفع اليدان في دعاء التشهد ولا يستحب رفع اليدين في الدعاء
إلا في المواطن التي رفع فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم يديه ولا يمسح وجهه بيديه عقيب الدعاء إلا جاهل.""
ولا بن مرزوق من المالكية تأليف له في ذلك سماه: النصح الخالص في الرد على مدعي رتبة الكامل للناقص
والمرّ باليد على الوجه كُره ** إثر الدعاء والفواتح انتبه
نُقل عن إمامنا ابن عرفه ** بدعته فلا تكن مخالفه
وقال قومٌ يورث العمى ** ولم يقل بالمسح من تقدّما
¥