الرواية الأولى وهي: عن الزهري سهل بن سعد عن أبي بن كعب رضي الله عنهما وهي بدون تصريح الزهري بالسماع من سهل وقد رواها هكذا معمر عند الترمذي (1/ 184) ويونس بن زيد عند الترمذي (1/ 183) وأحمد في المسند (5/ 115) وابن خزيمة (1/ 112) وابن حبان (3/ 447) والبيهقي في السنن الكبرى (1/ 165) والطحاوي في شرح معاني الآثار (1/ 57) وعقيل عند الدارمي (1/ 213) وق أعلت هذه الرواية بالانقطاع لأن الزهري لم يسمع هذا الحديث من سهل.
قال الحافظ في التلخيص: (1/ 135): (وفي السنن بسند رجاله ثقات عن أبي بن كعب قال إنما كان الماء من الماء رخصة في أول الإسلام لكن وقع عند أبي داود ما يقتضي انقطاعه فقال عن عمرو بن الحارث عن بن شهاب حدثني بعض من أرضى أن سهل بن سعد أخبره أن أبي بن كعب أخبره وفي رواية بن ماجة من طريق يونس عن الزهري قال قال سهل وجزم موسى بن هارون والدارقطني بأن الزهري لم يسمعه من سهل ... ) أ.هـ
إلا أن هذا الاحتمال وهو عدم السماع يزول بالرواية الثانية كما سيأتي.
الرواية الثانية:وهي عن الزهري قال حدثني سهل بن سعد عن أبي بن كعب رضي الله عنهما وهي من رواية محمد بن جعفر عن معمر عن الزهري به عند ابن خزيمة (1/ 113) وقال _ أي ابن خزيمة رحمه الله -: (في القلب من هذه اللفظة التي ذكرها محمد بن جعفر - أعني قوله أخبرني سهل بن سعد - و أهاب أن يكون هذا وهما من محمد بن جعفر أو ممن دونه لأن ابن وهب روى عن عمرو بن الحارث عن الزهري قال: أخبرني من أرضى عن سهل بن سعد عن أبي بن كعب هذه اللفظة حدثنيها أحمد بن عبد الرحمن بن وهب حدثنا عمي قال حدثني عمرو .. )
وقال الحافظ في التلخيص (1/ 135): (أحاديث أهل البصرة عن معمر يقع فيها الوهم ... )
إلا أن محمد بن جعفر توبع على رواية التصريح بالسماع فعند ابن شاهين (ص 45) برقم (18) من طريق معلى بن منصور عن ابن المبارك عن يونس عن الزهري حدثني سهل ...
وكذا توبع عند بقي بن مخلد في مسنده من طريق أبي كريب عن ابن المبارك عن يونس به.
ينظر: التلخيص الحبير (1/ 135)
الرواية الثالثة: عن الزهري قال: حدثني من أرضى أن سهل بن سعد أخبره عن أبي بن كعب ..
وقد رواه عن الزهري هكذا عمرو بن الحارث عند أبي داود (1/ 105) برقم (214) وأحمد (5/ 116) وابن خزيمة (1/ 113) وغيرهم والأظهر أن قول الزهري حدثني من أرضى يريد به أبا حازم سلمة بن دينار كما قال ابن خزيمة وابن حبان وغيرهما
قال ابن خزيمة (1/ 113): (وهذا الرجل الذي لم يسمه عمرو بن الحارث يشبه أن يكون أبا حازم سلمة بن دينار لأن ميسرة بن إسماعيل روى هذا الخبر عن أبي غسان محمد بن مطرف عن أبي حازم عن سهل بن سعد .. )
قال ابن حبان (3/ 447):
(وقد تتبعت طرق هذا الخبر على أن أجد أحدا رواه عن سهل بن سعد فلم أجد في الدنيا أحدا إلا أبا حازم ويشبه أن يكون الرجل الذي قال الزهري: حدثني من أرضى عن سهل بن سعد هو أبو حازم رواه عنه)
الرواية الرابعة: من طريق أبي غسان عن أبي حازم عن سهل بن سعد حدثني أبي بن كعب به وهي عند أبي داود (1/ 105) برقم (215) والدارمي (1/ 213) وابن حبان (3/ 453) والدارقطني (1/ 126) والبيهقي في السنن الكبرى (1/ 165) وقال الدارقطني: صحيح.
وهذه الطريق تقوي رواية الزهري عن أبي حازم عن سهل أو عن سهل مباشرة قال ابن حبان (3/ 447): (ويشبه أن يكون الزهري سمع الخبر من سهل بن سعد كما قاله غندر وسمعه عن بعض من يرضاه عنه فرواه مرة عن سهل بن سعد وأخرى عن الذي رضيه عنه)
ولذا صحح الحديث ابن خزيمة وابن حبان والاسماعيلي وقال: على شرط البخاري، وصححه أيضا البيهقي والنووي في المجموع (2/ 139) وقال الترمذي: حديث حسن صحيح.
وقال ابن حجر: (وفي الجملة هو إسناد صالح لأن يحتج به وهو صريح في النسخ)
وقال ابن عبد البر في الاستذكار (1/ 277): (وهو حديث صحيح ثابت بنقل العدول والثقات له).
و الأئمة الأربعة وأكثر أهل العلم على العمل بهذا الحديث بل كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية في شرح العمدة (ص 357): (وأما التقاء الختانين فيوجب الغسل وهو كالإجماع ... ) والله اعلم.
ـ[جمعة الشوان]ــــــــ[08 - 09 - 06, 04:22 ص]ـ
أخي أبو حازم الكاتب
¥