تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

لكن يبدو لي من كلام أبي حاتم رحمه الله أنه غير جازم بإعلال الحديث يدل على هذا بقية كلامه حين لقي هشام بن عمار يروي الحديث عن محمد بن شعيب متباعا في ذلك هشام بن إسماعيل فهذه المتابعة من هشام بن عمار وهو ابن نصير بن ميسرة السلمي وهو ثقة من رجال البخاري والأربعة تزيل الشك في خلط هشام بن إسماعيل بين الاسنادين، ومتابعة هشام بن عمار رواها الطبراني في الكبير (12/ 313) ومسند الشاميين (1/ 437) والبيهقي في السنن الكبرى (3/ 212) وغاية ماذكره أبو حاتم رحمه الله هو الشك في الخلط بين الاسنادين وهذا الشك زائل بالمتابعة المذكورة وهذا ماجعل أبا حاتم رحمه الله يتردد في رده وأسوق كلام أبي حاتم كاملا لإمعان النظر فيه وللفائدة.

قال ابن أبي حاتم كما في علل الأحاديث (1/ 77 - 78): (سألت أبي عن حديث رواه هشام بن إسماعيل عن محمد بن شعيب بن شابور عن عبدالله بن العلاء بن زيد عن سالم عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه صلى فترك آية فلما انصرف قال:أفيكم أبي وذكر الحديث.

قال أبي: هذا وهم دخل لهشام بن إسماعيل حديث في حديث نظرت في بعض أصناف محمد بن شعيب فوجدت هذا الحديث رواه محمد بن شعيب عن محمد بن يزيد البصري عن هشام بن عروة عن أبيه أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى فترك آية هكذا مرسل، ورأيت بجنبه حديث عبدالله بن العلاء عن سالم عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه سئل عن صلاة الليل فقال: مثنى مثنى فإذا خشيت الصبح، فعلمت أنه أسقط على هشام بن إسماعيل متن حديث عبدالله بن العلاء وبقي إسناده وسقط إسناد حديث محمد بن يزيد البصري فصار متن حديث محمد بن يزيد البصري بإسناد حديث عبدالله بن العلاء بن زيد وهذا حديث مشهور يرويه الناس عن هشام بن عروة، فلما قدمت السفرة الثانية رأيت هشام بن عمار يحدث به عن محمد بن شعيب فظننت أن بعض البغداديين أدخلوه عليه فقلت له: يا أبا الوليد ليس هذا من حديثك، فقال: أنت كتبت حديثي كله فقلت: أما حديث محمد بن شعيب فإني قدمت عليك سنة بضعة عشر فسألتني أن أخرج لك مسند محمد بن شعيب فأخرجت إليّ حديث محمد بن شعيب فكتبت لك مسنده فقال نعم هي عندي بخطك قد أعلمت الناس أن هذا بخط أبي حاتم فسكت) أ. هـ

وعموما لو رد هذا الحديث وفقا لكلام الإمام أبي حاتم رحمه الله فالحكم وهو الفتح ثبت بالأحاديث والآثار المذكورة سابقا.

وأكرر دعائي وشكري لأخي الفاضل أبي رحمه السلفي ومزيدا من الفوائد أخي.

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير