تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وَقَالَ: «وَكَذَلِكَ لا يُمْكِنُ ضَبْطُ وَقْتِ طُلُوعِ الْهِلالِ بِالْحِسَابِ، فَإِنَّهُمْ وَإِنْ عَرَفُوا أَنَّ نُورَ الْقَمَرِ مُسْتَفَادٌ مِنْ الشَّمْسِ، وَأَنَّهُ إذَا اجْتَمَعَ الْقُرْصَانُ عِنْدَ الاسْتِسْرَارِ لا يُرَى لَهُ ضَوْءٌ، فَإِذَا فَارَقَ الشَّمْسَ صَارَ فِيهِ النُّورُ، فَهُمْ أَكْثَرُ مَا يُمْكِنُهُمْ أَنْ يَضْبُطُوا بِالْحِسَابِ: كَمْ بُعْدُهُ عِنْدَ غُرُوبِ الشَّمْسِ عَنْ الشَّمْسِ. هَذَا إذَا قُدِّرَ صِحَّةُ تَقْوِيْمِ الْحِسَابِ وَتَعْدِيلِهِ، فَإِنَّهُمْ يُسَمُّونَهُ «عِلْمَ التَّقْوِيْمِ وَالتَّعْدِيلِ»؛ لأَنَّهُمْ يَأْخُذُونَ أَعْلَى مَسِيرِ الْكَوَاكِبِ وَأَدْنَاهُ، فَيَأْخُذُونَ مُعَدَّلَهُ فَيَحْسِبُونَهُ، فَإِذَا قُدِّرَ أَنَّهُمْ حَزَرُوا ارْتِفَاعَهُ عِنْدَ مَغِيبِ الشَّمْسِ لَمْ يَكُنْ فِي هَذَا مَا يَدُلُّ عَلَى ثُبُوتِ الرُّؤْيَةِ، وَلَا انْتِفَائِهَا؛ لأَنَّ الرُّؤْيَةَ أَمْرٌ حِسِّيٌّ لَهَا أَسْبَابٌ مُتَعَدِّدَةٌ، مِنْ صَفَاءِ الْهَوَاءِ وَكَدَرِهِ، وَارْتِفَاعِ النَّظَرِ وَانْخِفَاضِهِ، وَحِدَّةِ الْبَصَرِ وَكَلالَهِ، فَمِنْ النَّاسِ مَنْ لا يَرَاهُ، وَيَرَاهُ مَنْ هُوَ أَحَدُّ بَصَرَاً مِنْهُ، وَنَحْوَ ذَلِكَ. فَلِهَذَا، كَانَ قُدَمَاءُ عُلَمَاءِ الْهَيْئَةِ كَبَطْلَيْمُوسَ صَاحِبِ الْمَجِسْطِي وَغَيْرِهِ، لَمْ يَتَكَلَّمُوا فِي ذَلِكَ بِحَرْفِ، وَإِنَّمَا تَكَلَّمَ فِيهِ بَعْضُ الْمُتَأَخِّرِينَ، مِثْلَ كوشيار الدَّيْلَمِيَّ وَنَحْوِهِ، لَمَّا رَأَوْا الشَّرِيعَةَ جَاءَتْ بِاعْتِبَارِ الرُّؤْيَةِ. فَأَحَبُّوا أَنْ يَعْرِفُوا ذَلِكَ بِالْحِسَابِ، فَضَلُّوا وَأَضَلُّوا. وَمَنْ قَالَ: إنَّهُ لا يُرَى عَلَى اثْنَتَيْ عَشْرَةَ دَرَجَةٍ، أَوْ عَشْرٍ وَنَحْوِ ذَلِكَ، فَقَدْ أَخْطَأَ، فَإِنَّ مِنْ النَّاسِ مَنْ يَرَاهُ عَلَى أَقَلَّ مِنْ ذَلِكَ، وَمِنْهُمْ مَنْ لا يَرَاهُ عَلَى ذَلِكَ، فَلا الْعَقْلَ اعْتَبَرُوا، وَلا الشَّرْعَ عَرَفُوا، وَلِهَذَا أَنْكَرَ ذَلِكَ عَلَيْهِمْ حُذَّاقُ صِنَاعَتِهِمْ».

ـ[عمر الإمبابي]ــــــــ[24 - 09 - 06, 12:56 ص]ـ

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته شيخنا الفاضل ..

والله إني أحبك في الله، جزاك الله خيراً، وبارك فيك وفي علمك وعملك وأهل بيتك.

ـ[ابوسمية]ــــــــ[24 - 09 - 06, 01:42 ص]ـ

سؤال يحيرنى جدااااااااااااااااااااااااااااااا وأرجو الاجابة عليه حيث يتناقل عندنا فى مصر ان الشيخ ابن باز رحمه الله وكذلك الشيخ ابن عثيمين لهما راى بان يصوم الشخص مع بلده وهذا الراى يظهرونها امام الجميع وامام المجالس الخاصة فيامرون بالصيام عند ثبوت رؤية الهلا ل فى اى مكان وان خالف بلده فأرجو من المقربين من مشايخنا توضيح هذا الامر والا فقد يسبب ذلك قدحاً فى علمائنا رحمهم الله

ـ[الدكتور محمد بن عبدالله العزام]ــــــــ[24 - 09 - 06, 02:44 م]ـ

فضيلة الشيخ أبي محمد الألفي حفظه الله

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

لا يخفى على شريف علمكم أن الصحابة فمن بعدهم كانوا يتراءون الهلال، وقد أراه أنس لعمر، رضي الله عنهما، كما في صحيح مسلم.

وصحيح أن رسول الله صلى الله عليو وسلم أثبت الشهر بشهادة أعرابي، ولكن اختلاف الزمان والأحوال يستوجب تنظيم الأمور، وهذا الترتيب لا يؤثر على جوهر الحكم الشرعي بل يتعلق بالجوانب الإجرائية والإدارية. وقد دخل الترتيب إلى كثير من أعمال المحاكم الشرعية، فالدعوى تقيد وتأخذ رقما متسلسلاً، وتحال إلى قاض بعينه، وهناك مواعيد وإجراءات ... إلخ. فلماذا لا تُرَتَّب رؤية الهلال الترتيب الذي يحسم النزاع والموجود منذ عصر النبوَّة؟!

ومعاذ الله أن أشكِّك في أمانة القضاة! فلا أرتاب بأن غرضهم هو إثبات رؤية الشهر إثباتاً صحيحاً، ولكن الفرق ملموس بين أن يشير الشاهد بإصبعه إلى الهلال ليراه القاضي، كما فعل أنس، وبين أن يقول للقاضي في غرفة مغلقه: لقد رأيت الهلال قبل ساعتين أو قبل يومين! فليس بيد القاضي إلا أن يجتهد لقبول هذه الشهادة أو ردّها، بناء على حال الشاهد لا على حال الهلال.

وقد قال إبراهيم الخليل لربه تبارك وتعالى (بلى ولكن ليطمئنّ قلبي).

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير