تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وقال الجمهور الصلاة أفضل مطلقا.

وفي سنن أبي داود وابن ماجه وغيرهما عن جبير بن مطعم رضي الله عنه يبلغ به النبي صلى الله عليه وسلم قال «يا بني عبد مناف لا تمنعوا أحدا يطوف بهذا البيت ويصلى أي ساعة شاء من ليل أو نهار». والمقصود أن منع الناس من صلاة التراويح في المسجد الحرام لاجل تفريغه للطائفين تحكم لا يسنده الدليل. ثم ان المسلمين لا يزالون يصلونها في المسجد الحرام منذ قرون. فقد أخرج الفاكهي بسنده الى عكرمة بن عمار قال: أمنا عبدالله بن عبيد بن عمير في المسجد الحرام وكان يؤم الناس فكان يقرأ بنا في الوتر بالمعوذات يعني في شهر رمضان. وقال في نفس السياق .. وقال بعض أهل مكة .. كان الناس بمكة في قديم الدهر يقومون قيام شهر رمضان في أعلى المسجد الحرم تركز حربة خلف المقام بربوة فيصلى الامام دون الحربة والناس معه فمن أراد صلى ومن أراد طاف وركع خلف المقام .. ثم استرسل فيما أقره خالد القسري بعد. وذكر ذلك الازرقي بأتم من سياق الفاكهي وأن خالدا القسري هو أول من أدار الصفوف حول الكعبة لما ضاق عليهم أعلى المسجد فلما قيل له .. تقطع الطواف لغير المكتوبة قال: فأنا امرهم يطوفون بين كل ترويحتين سبعا .. الى آخر ما ساق في خبره. والمقصود أن صلاة التراويح جماعة في رمضان حول الكعبة أمر معهود منذ زمن قديم ومن تتبع تواريخ مكة وكتب التراجم والرحلات علم ذلك واجتمع له عدة ممن أموا الناس في قيام رمضان بالمسجد الحرام. أما ما ذكر من أن المسجد الحرام يشمل حدود الحرم جميعها فهذا حق ونحن نقول به ونقول بأن التضعيف الوارد في الحديث يشمل جميع الحرم بدلالة قول الله تعالى {يا أيها الذين آمنوا انما المشركون نجس فلا يقربوا المسجد الحرام بعد عامهم هذا} ولكن هذا لا يبرر إيقاف صلاة التراويح في الحرم ومنع المصلين من صلاة القيام في الحرم. وقبل أن أختم هذا البيان والايضاح أحب التنبيه الى أمر مهم وهو قول الكاتب: «وأن صلاة التهجد لم تصل في جماعة بالمسجد الحرام والمسجد النبوي الشريف الا في العهد السعودي».والمقصود بصلاة التهجد في هذا السياق هو صلاة القيام في جماعة في رمضان وتصلى آخر الليل بعد أن يصلى الناس أول الليل شيئا من التراويح ثم ينصرفون للراحة أو العشاء ليتقووا على صلاة الليل وهذا في العشر الاواخر.

والاصل في ذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يجتهد في العشر الاخير من رمضان تقول عائشة رضي الله عنها «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم اذا دخل العشر أحيا الليل وأيقظ أهله وجد وشد المئزر» أخرجه مسلم.

فالعشر الاخير من رمضان له مزيد فضل على غيرها من الليالي لفضلها ولان ليلة القدر فيها فالاجتهاد فيها مطلوب. وأما دعوى أن العهد السعودي هو الذي بدأ بذلك فهذا باطل لان النبي صلى الله عليه وسلم كما مر معنا في أول هذا الايضاح قد صلى بالناس في العشر الاخير أربع ليال كان آخرها الى قريب الفجر حتى خشوا فوات الفلاح وهو السحور. فهذا هو الاصل وفي هذا السياق أحب أن أنبه الى أمر مهم وهو أن بعض الكتاب ما فتئوا يذكرون أشياء في المشاعر المقدسة أو الشعائر الشرعية ويزعمون أن الدولة السعودية هي التي أحدثتها وهذا غمز في هذه الدولة السلفية التي حرصت على السير على ما سار عليه السلف الصالح من عهد النبي صلى الله عليه وسلم وخلفائه الراشدين وبقية الصحابة رضي الله عنهم أجمعين وما عليه أئمة الدين ولم يوجد في العهد السعودي لا في المشاعر ولا في الشعائر شيء مبتدع ولله الحمد والمنة وهذا من فضل الله تعالى على حكام هذه البلاد المباركة. وإنما هم حريصون أشد الحرص على السعي في التسهيل على الحجاج والمعتمرين والزوار بالتوسعة والتكييف وشق الطرق وعمل ما من شأنه تسهيل القيام بالشعائر مع المحافظة على المشاعر. هذا ما نشهد الله عليه مما علمناه من حكام هذه الدولة أدام الله بعز الاسلام عزها أسأل الله عز وجل أن يرينا الحق حقا ويرزقنا اتباعه والباطل باطلا ويرزقنا اجتنابه وأن يجعلنا من المتعاونين على البر والتقوى انه سبحانه سميع مجيب. وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى اله وصحبه أجمعين.

المفتي العام للمملكة العربية السعودية ورئيس هيئة كبار

العلماء وادارة البحوث العلمية والافتاء

عبدالعزيز بن عبدالله بن محمد آل الشيخ

المصدر ( http://www.alriyadh.com/2006/08/01/article176055_s.html)

ـ[القعقاع محمد]ــــــــ[09 - 10 - 06, 02:23 م]ـ

اللهم اهدنا لما اختلف فيه من الحق بإذنك

إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم

ـ[أبو سلمى رشيد]ــــــــ[09 - 10 - 06, 08:55 م]ـ

آمين

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير