تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ابن عباس رضي الله عنهما ان النبي صلى الله عليه وسلم قال «صوموا لرؤيته وافطروا لرؤيته فإن حال بينكم وبينه سحاب فكملوا العدة ولا تستقبلوا الشهر استقبالا» رواه مسلم والنسائي وابو داود والترمذي.

فما سبق من الاحاديث هي بعض ما ورد في أمر اعتماد رؤية الهلال في ابتداء الشهر وانتهائه وما لم اذكره ففي معنى ما ذكرت كما ان كلام العلماء في هذا الامر واضح صريح في أن الاعتبار انما هو برؤية الهلال لا بحساب الحاسب وهذا الامر تلقته الامة بالقبول وحصل عليه اجماع الصحابة والتابعين وأهل القرون المفضلة. واذا كان من المعلوم لدى كل مسلم ان الدين كمل في حياة محمد صلى الله عليه وسلم وانه صلوات الله وسلامه عليه قد بين اصول الدين وفروعه وترك لنا محجة بيضاء واضحة المعالم من سار عليها أمن العثار وربنا جل وعلا لن يسألنا الا عما شرعه لنا في كتابه أو في سنة رسوله صلى الله عليه وسلم اذ فيهما الغنى التام عن كل ما سواهما وليس احد بمستغن عنهما كما انه لا يعرض عنهما الا من سفه نفسه واضاع نصيبه ولان حديثي عن هلال شوال هذا العام وما قيل عن الرؤية من استنكار فقد كنا عالمين بما قاله المتحدثون عن علم الفلك وما زعموه من استحالة الرؤية وكان متقررا لدينا انه لا بد من تحري الرؤية وتم ذلك ولما مضى قرابة نصف ساعة بعد الغروب بدأت الاتصالات الكثيرة منها سائلون عن الهلال من الداخل والخارج ومنها عن الانباء بالرؤية وقد شهد ثلاثة شهود عدول لدى محكمة حوطة سدير مؤكدين رؤية الهلال ثم شهد شاهد في القصيم ثم شهد أربعة في القويعية ثم حضر بعد ذلك عدد من الشهود لدى محكمة القويعية وحضر اناس الى محكمة الرياض بعد ان صدر القرار من المجلس بثبوت دخول الشهر والعدد الذين بشهادتهم صدر القرار ثمانية والذين استغنى عنهم بمن سبقهم أكثر من العشرة لما حضروا الى المحكمة كما بلغنا انه رؤي في أماكن اخرى كما حضر شاهد الى مجلس القضاء الاعلى يفيد بأنه رأى الهلال وحضر غيره لمحكمة الرياض وفي يوم العيد مساء السبت رؤى الهلال عاليا ومكث يشاهد الى الساعة السادسة الا عشر دقائق ويتوقع ان لا يغيب الا الساعة السادسة.

فإذا كانت النصوص التي سبق ذكرها قد صدرت عن المبلغ عن الله رسالاته المأمور بأن يبين للناس ما نزل اليهم من ربهم وربنا سبحانه أمرنا بطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم وحذرنا من مخالفته ونبينا قال عليه الصلاة والسلام «الصوم يوم تصومون والفطر يوم تفطرون والاضحى يوم تضحون» رواه الترمذي عن أبي هريرة وفي حديث عائشة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم «الفطر يوم يفطر الناس والاضحى يوم يضحي الناس» اخرجه الترمذي ونبينا عليه السلام قال «انا أمة أمية لا نكتب ولا نحسب الشهر كذا وكذا ثلاثا حتى ذكر تسعا وعشرين» وفي بعضها لا تصوموا حتى تروه ولا تفطروا حتى تروه الى آخره.

وأوضح العلماء معنى (لا نكتب ولا نحسب) أي أننا لا نعتمد لعباداتنا الحساب والكتابة وانما نعتمد ما أمرنا به الصادق المصدوق طاعة لله سبحانه واعتقادا منا أنه الحق وذلك قول عامة أهل العلم المقتدى به وحكاه عدد من العلماء اجماعا وقصد من عده اجماعا أن المخالف لاعتبار له وذلك لان عامة من يؤخذ عنهم العلم ويقتدي بهم من ائمة الاسلام في المذاهب الاربعة وعامة أهل الحديث قد اطرحوا الحساب واعرضوا عن اعتباره.

انني انصح من كتب في الصحافة أن يكف عن الحديث عن رؤية الهلال وعن امكانها أو عدمه وأن يتركوا أمر رؤية الهلال لمن ولاهم ولي الامر ذلك الشأن وبحول الله فإنهم لن يدخروا وسعا يبرئ الذمة وهم ناصحون للامة محبون للسنة حريصون على ما يحقق للناس اداء عباداتهم على أساس صحيح يتحرون ويناقشون الامر ويعملون بما ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم والعامة اذا سمعوا أو قرأوا دعوى استحالة رؤية الهلال صار عندهم حرج ان ثبت دخول الشهر والجرائد تقول انه لن يهل واذا كان لدى احد اشكال فدواء الاشكال السؤال وأرجو من كل من كتب ان لا يكرر ذلك وأن لا يكون سبب تشويش على الناس في عباداتهم فقد درج الناس من عهد الصحابة رضي الله عنهم على ذلك واستمر الناس عليه في جميع عصور الاسلام الزاهرة بل وحتى في الاعصر الاخيرة وفي هذه المملكة في كل ادوار الدولة السعودية ولله الحمد وكان علماء البلاد يرون أن لا محيد عما كان

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير