تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

عليه سلفنا رضي الله عنهم ومشائخنا الذين صارت اليهم أمور الافتاء والقضاء ساروا على ذلك وشددوا في المنع من اعتبار الحساب مرجعا للصيام والافطار والحج وكتبوا في ذلك ومن احب الاطلاع فليرجع الى فتاوى الشيخ محمد بن ابراهيم آل الشيخ وفتاوى تلامذته ومن أبرزهم الشيخ عبدالله بن محمد بن حميد والشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن باز (رحمهم الله) جميعا ورحم اشياخهم وتلامذتهم وعلماء الاسلام وكل من مات لا يشرك بالله شيئاً شاهداً ان لا اله الا الله وأن محمدا رسول الله

ثم انني انصح طلبة العلم بعدم التعجل أو الوقوف بموقف راد السنة وأن يراجعوا كلام علماء الامة الذين نقلوا الاتفاق والاختلاف وأقوال السلف من الصحابة والتابعين وتابعيهم وبينوا أن الذي عليه أهل الدراية والرؤاية وهم الائمة في الدين منع الاعتماد على الحساب في دخول الشهر وخروجه.

وممن أنصح بالرجوع الى كتبهم ابن عبدالبر في التمهيد والاستذكار وقبله ابن المنذر والقاضي عبدالوهاب المالكي ومن تلاهما وشيخ الاسلام ابن تيمية في الجزء الخامس والعشرين من الفتاوى وشراح الحديث كابن حجر والنووي وولي الدين العواقي في طرح التثريب والعيني في شرح البخاري وأمهات كتب الفقه ومن الشروح المتأخرة شرح مشكاة المصابيح للمباركفوري وشروح الترمذي وأبي دواد لعلماء الهند وغير ذلك وفي كل تلك الكتب لطالب الحق ما يشرح صدره ويقر عينه ويوضح له الطريق العلمي الآمن كما أن أهل الحساب مختلفون في تحديد وقت الرؤية وفي دخول الشهر وهو خلاف قديم وحديث وحكايات اجماعهم لا حجة فيها فإن الحجة في كتاب الله وسنة رسوله ثم اجماع علماء الامة اما خلاف أهل الحساب في حسابهم فلا يضيرنا كما أن اجماهم لو صح ليس بحجة تقارع به سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم أو يتعسف لرد شهادة من تثبت عدالته بدعوى توهيمه في دعوى رؤية الهلال وقد شنع علماء الاسلام على من رد شهادة الشهود لمخالفتها في نظره حساب أهل الحساب وعامة من ينقل عنه العلم لا يرى سوى اعتماد الرؤى وقال العيني ان هذا مذهب جمهور فقهاء الامصار في الحجاز والعراق والشام والمغرب وعامة أهل الحديث.

انني اكرر نصحي لاخواني المنتسبين الى العلم الشرعي أن لا يتجرأوا على مخالفة السنة القولية والعملية وأن لا يظهر منهم ما يجرئ العامة عليها فقد يغتر بهم من يحبون ان يتحدثوا في كل شيء ولو فيما لا يحسنون.

اما المستنكرون لشهادة الشهود أو اثباتها والمقررون أن القمر لن يولد فأحب منهم ترك هذا الامر وأن يسالوا أهل العلم المعروفين بعلمهم وأن يعرضوا الجواب على كتاب الله وسنة رسوله وان يكونوا في منأى عن ماهو منوط بغيرهم فلا حرج عليهم واذا كان الخلاف متعلقا بالعبادات فالفصل فيه الى كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ولا حرج عليهم فإن الفطر يوم يفطر الناس بنص سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه كلمة ارجوا ان يكون فيها ما يريح الخواطر ويوقف الخوض في امر المرجع فيه الى نصوص الشريعة وقد سبق لي كتابة بهذا الشأن منذ ستة عشر عاما عندما حصل اعتراض على اثبات الرؤية ونشر ما كتبت في الصحف ثم اعيد نشره في مجلة البحوث الاسلامية في العدد السابع والعشرين وهو اوفى من كتابتي هذه وان كان فيها شيء لم يكن في تلك الكتابة واسأل الله لي ولاخواني السداد في الامور كلها والاحتساب في هذا العمل وأن يكون ما كتبته نافعا لي ولمن يقرأه وأرجو ممن قرأه ان يدعو لي بالتوفيق لاصابة الحق فإن المسلم اذا دعا لاخيه بظهر الغيب وكل الله به ملكا يقول ولك مثل ذلك كل ما دعا والله اعلم وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

رئيس مجلس القضاء الأعلى

صالح بن محمد اللحيدان


وأحسب أن هذا الحدث تكرر مرارا

فهل بعد هذا يمكن تصديق دعوى يقينية حسابات هؤلاء أو اعتبارها كالأمور المحسوسة التي لا يمكن ردها؟

أو يمكن أن نصدق أن الشهود ـ في مختلف المناطق ـ كاذبون أو مخطئون أو اشتبه عليهم عطارد أو غيره؟

ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[30 - 09 - 06, 01:56 ص]ـ
الشَّيْخُ الْحَبِيبُ أبُو فِهْرٍ
يَبْدُو أَنَّكَ خَرَجْتَ مِنَ الإِنْصَافِ إِلَى الاعْتِسَافِ
وَمِنَ التَّوَسُّطِ وَالاعْتِدَالِ إِلَى الارْتِجَالِ وَالانْفِعَالِ
ــــــــ
¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير