قَالَ مُؤَرِّجُ الإِسْلامِ الْحَافِظُ الذَّهَبِيُّ: «السُّبْكِيُّ عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْكَافِي بْنِ عَلِيٍّ الشَّيْخُ الإِمَامُ الْحَبْرُ الْبَحْرُ شَيْخُ الإِسْلامِ خَاتِمَةُ الْمُجْتَهِدِينَ قَاضِي الْقُضَاةِ تَقِي الدِّينِ أبُو الْحَسَنِ الْخَزْرَجِيُّ الْقَاهِرِيُّ الشَّافِعِيُّ صَاحِبُ التَّصَانِيفِ الشَّهِيرَةِ».
وَقُلْتَ أَنْتَ _ عَفَا اللهُ عَنْكَ وَرَحِمَكَ _: وَأَمَّا مَشْيَخَةُ الإِسْلامِ الَّتِي أَطْلَقَهَا الذَّهَبِيَّ فَأَرُدُّهَا عَلَى الْحَافِظِ الذَّهَبِيِّ هِيَ وَأَخْوَاتٍ لَهَا أَطْلَقَهَا فِي غَيْرِ مَحْلِهَا.
مَا شَاءَ اللهُ يَا أَبَا فِهْرٍ. مَا شَاءَ اللهُ. فَأَنْتَ إِذْنَ أَعْلَمُ وَأَعْرَفُ مِنَ الْحَافِظِ الذَّهَبِيِّ بِرُفَقَائِهِ وَأَقْرَانِهِ وَشُيُوخِهِ، وَأَعْرَفُ مِنْ مُؤَرِّخِ الإِسْلامِ بِالظُرُوفِ وَالْمُلابَسَاتِ وَالْخِلافَاتِ بَيْنَ الْحَنَابِلَةِ وَالأَشَاعِرَةِ فِي تَلِكَ الْحِقْبَةِ التَّارِيْخِيَّةِ الَّتِي عَاشَهَا الإِمَامَانِ ابْنُ تَيْمِيَّةَ وَالسُّبْكِيُّ!.
لا، ثُمَّ لا، ثُمَّ لا. ارْحِمْ نَفْسَكَ أبَا فِهْرٍ، لَعَلَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ يَرْحَمَكَ.
فَلَوْ كُنْتَ جَادَّاً مُنْصِفَاً، لَمْ تَكُنْ مُتَعَصِّبَاًً وَلا مُتَعَسِّفَاً، وَلَعَلِمْتَ أَنَّ مِنْ أَعْقَدِ مَسَائِلِ الْخِلافِ بَيْنَ الْمُتَنَازِعِينَ هِيَ مَسْأَلَةُ التَّفْضِيلِ بَيْنَ الأَئِمَّةِ!. وَهَلْ ظَهَرَ الرَّفْضُ وَالتَّشَيُّعُ إلا بِالْخَطَأ فِي مِثْلِ ذَا، وَالْعَصَبِيَّةِ وَالاصْرَارِ عَلَي رُكُوبِ هَذِهِ الْمَتْنِ الْعَوْجَاءِ، حَتَّى كَفَّرَ الرَّوَافِضُ الأَنْجَاسُ كُلَّ الأُمَّةِ الَّتِي لَمْ تَقُلْ بِتَفْضِيلِ عَلِيٍّ عَلَى سَائِرِ النَّاسِ أَجْمَعِينَ. وَقَدْ تَلَقَّحَتْ أَذْهَانُ الْكَثِيرِينَ مِنَ الْمُتَمَذْهِبِينَ بِمِثْلِ هَذِهِ الْمَسَائِلِ الشَّائِكَةِ، فَصَارَ فِيهِمْ هَذَا الدَّاءُ الْمَقِيتِ، وَتَنَاقَلُوا هَذِهِ الْمَقَالَةَ الشَّوْهَاءِ: إِمَامْنَا أَفْضَلُ مِنْ إِمَامِكُمْ. وََكَانَ الأَوْلَي بِمَنْ أَرَادَ الْحَقَّ وَسَلَكَ سَبِيلَ الْعَدْلِ أَلا يَقَعَ فِي حَبَائِلِ هَذَا التَّعَصُّبِ لِئَلا يَتَشَبَّهَ بِهَؤُلاءِ الأَنْجَاسِ.
يَا أَبَا فِهْرٍ. الَّذِي كَانَ يَلْزَمُكَ أَنْ تَقُولَ الصَّدْقَ الَّذِى أَمَرَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ بِهِ فِي قَوْلِهِ «إِنَّ اللهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ». وَالْعُدُولُ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ هُمُ الأُمَّةُ الْوَسَطُ الِّذِينَ يُنْزِلُونَ النَّاسَ مَنَازِلَهُمْ، فَلا إِفْرَاطَ وَلا نَفْرِيطَ، وَقَدْ قَالَ تَعَالَي «وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ»، وَقَالَ تَعَالَي «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآَنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ».
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[30 - 09 - 06, 02:38 ص]ـ
شيخنا الحبيب .......
لا أراك إلا قد أدخلتني قسراً من بابين لست منهما في صدر ولا ورد ......
أما أولهما: فباب الزعم أني أعلم وأعرف من الذهبي ........... إلخ
وهذا إلزام بما لايلزم .... فمنذ متى كانت مخالفة العالم في الرأي نداء ممن خالفه أنه أعلم منه (؟!!!)
ومنذ متى كان علم العالم ومعرفته و ..... و ....... تشكل صكاً بأنه معصوم لا يخطيء (؟!!!)
سامحني يا سيدي فقد كبا بك الجواد هذه المرة ....
أما السبكي .... فيكفي فيما نحن فيه سيل العرم الذي ساقه عليه ابن عبد الهادي ... فليس الحكم عليه محل اتفاق يا شيخنا ....
أما الذهبي ... فله ثناء عريض على من لا يساوي فلسين كعمرو بن عبيد ... حتى إن الشيخ الإمام-حقاً وصدقاً- عبد العزيز بن باز لما سمعه رده ونقضه وهده وذكر كلاماً لا أحب ذكره فيقرأه من لا يعقل مقامه .......
أما أنت يا شيخنا ... فيحزنني أن رددت خلاف أهل السنة مع السبكي وحزبه إلى كونه خلافاً بين الحنابلة والأشاعرة ... فهذ شنشنة أهل البدع-ومعاذ الله أن تكون منهم- يرددونها منذ قديم ليلفتوا الأمة عن حقيقة الخلاف الذي هو خلاف بين جند الحق والسنة وعسكر الباطل والبدعة ....
أما الباب الثاني الذي أراك حاولت إدخالي منه قسراً: فهو باب المفاضلة بين الأئمة ...
وأقول: حنانيك يا شيخنا فما أنا وذاك ... وأي كؤود تجشمني صعودها فترهقني وتكسرني .... فلا علاقة للأمر إطلاقاً بابن تيمية والسبكي ....
بل لاعلاقة له سوى بشيء واحد ... وهو المنع من إضفاء ألقاب وأوصاف لا يليق أن تمنح إلا لمن أشربت السنة قلبه فكان سنياً خالصاً ليس لأصول أهل البدع لاإليه مدخل .....
أما السبكي وابن تيمية فمالي وللمفاضلة بينهما ....
غير أننا إذا كنا نتحدث عن المعتقد ... فلساعة سجن فيها ابن تيمية من أجل الدفاع عن معتقد أهل السنة خير عندي من شطر حياة قضاه رجل في تقرير عقائد الأشاعرة والمتصوفة ....
واسلم لتلميذك المحب/أبو فهر
¥