تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

الحسابات قطعية يقينية منذ عهد البابليين والهنود والصينيين والإغريق والرومان ..

ثم علماء الفلك من المسلمين .. فكيف بها اليوم وقد بلغ العلم الكوني ما شاء الله له أن يبلغ؟.

مَا زِلْتُ أَقُولُ: هَذَا تَحْرِيرٌ بَالِغُ الإِجَادَةِ، جَامِعٌ بَيْنُ الْمَعْرِفَةِ بِالْعُلُومِ الْكَوْنِيَّةِ وَالْعُلُومِ الشَّرْعِيَّةِ الَّتِي تُجَامِعُهَا فِي إِفَادَةِ الْعِلْمِ الْمُوجِبِ الْعَمَلَ بِمُقْتَضَاهُ.

لَقَدْ اسْتَطَاعَتْ الدُّولُ الْغَرْبِيَّةُ الْمُلْحِدَةُ اعْتِمَادَاً عَلَى قَطْعِيَّةِ الْحِسَابَاتِ الْفَلَكِيَّةِ الْوُصُولَ إِلَى الْقَمَرِ وَالْمَرِيخِ، وَلَيْسَ مَعَ الْمُتَشَكِّكِ فِي ذَلِكَ إِلا نَفِي الْوَقَائِعِ الَّتِى يَجْزِمُ بِصِدْقِ الإِخْبَارِ بِهَا الْخَاصُّ وَالْعَامُ مِنْ عُقْلاءِ الْمُسْلِمِينَ. ثُمَّ مَا أَخْبَرَتْ عَنْهُ الْحِسَابَاتِ الْفَلَكِيَّةِ فِي السَّنَوَاتِ الْقَرِيبَةِ الْمَاضِيَةِ عَنْ مَوَاقِيتِ الْخُسُوفِ وَالْكُسُوفِ، فَهُوَ مِنْ أَمْثَلِ الأَدِلَّةِ وَأَوْضَحِهَا عَلَى قَطْعِيَتِهَا، فَقَدْ وَافِقَتْ الْوَقَائِعُ هَذِهِ الْحِسَابَاتِ الْفَلَكِيَّةِ لأَقْرَبِ ثَانِيَةٍ زَمَنِيَّةٍ ابْتِدَاءَاً وَانْتِهَاءَاً. ثُمَّ هَذِهِ التَّقَاوِيْمُ الَّتِى يَجْرِي الْعَمَلُ عَلَى وِفَاقِهَا وَحِسَابَاتِهَا فِي بِقَاعِ الْمَعْمُورَةِ أَلَيْسَتْ دَلِيلاً كَافِيَاً عَلَى مَا نَحْنُ بِصَدَدِهِ؟!.

ألَمْ يَقُلِ اللهُ تَعَالَى «الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ بِحُسْبَانٍ». قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ وَأبُو مَالِكٍ وَغَيْرُهُمَا: بِحِسَابٍ وَمَنَازِلَ. وَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ: يُحْسَبُ بِهِمَا الدَّهْرُ وَالزَّمَانُ، لَوْلا اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ، وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ لَمْ يُدْرِكْ أَحَدٌ كَيْفَ يَحْسُبُ شَيْئَاً، لَوْ كَانَ الدَّهْرُ لَيْلاً كُلَّهُ كَيْفَ يَحْسُبُ!، أَوْ نَهَارَاً كُلَّهُ كَيْفَ يَحْسُبُ!.

وَعَلَى هَذَيْنِ الْقَوْلَيْنِ: فَهُمَا يَجْرِيَانِ بِحِسَابٍ مُقَدَّرٍ فِي بُروجِهِمَا وَمَنَازِلِهِمَا بِحَيْثُ يَنْتَظِمُ بِذَلِكَ أُمُورُ الْخَلْقِ تَحْتَهُمَا، وَيَخْتَلِفُ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ، وَالْفُصُولُ وَالأَوْقَاتُ، وَتُعْلَمُ السُّنُونَ وَالْحِسَابُ، وَهَذَا شَبِيهٌ بِمَعْنَى قَوْلِهِ تَعَالَى «هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاءً وَالْقَمَرَ نُورَاً وَقَدَّرَهُ مَنَازِلَ لِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ مَا خَلَقَ اللهُ ذَلِكَ إِلا بِالْحَقِّ يُفَصِّلُ الآَيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ. إِنَّ فِي اخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَمَا خَلَقَ اللهُ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ لآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَّقُونَ»، وَقَوْلِهِ تَعَالَى «وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ آَيَتَيْنِ فَمَحَوْنَا آَيَةَ اللَّيْلِ وَجَعَلْنَا آَيَةَ النَّهَارِ مُبْصِرَةً لِتَبْتَغُوا فَضْلاً مِنْ رَبِّكُمْ وَلِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ وَكُلَّ شَيْءٍ فَصَّلْنَاهُ تَفْصِيلاً».

الفاضل السيد الطنطاوي

وَاللهِ، إنَّ نَتَائِجَ الأَفْكَارِ عَلَى اخْتِلافِ الْقَرَائِحِ لا تَتَنَاهَى، وَإِنَّمَا يَتَكَلَّمُ كُلُّ أَحَدٍ عَلَى قَدْرِ عِلْمِهِ و «لا يُكَلِّفُ اللهُ نَفْسَاً إِلا مَا آتَاهَا». وَرَحِمَ اللهُ مَنْ وَقَفَ عَلَى سَهْوٍ أَوْ خَطَأٍ لأَخِيهِ فَأَصْلَحَهُ عَاذِرَاً لا عَاذِلاً. وَمُنِيلاً لا نَائِلاً. فَلَيْسَ الْمُبَرَّأً مِنَ الْخَطَأ إِلا مَنْ وَقَى اللهُ وَعَصَمَ. وَقَدْ أَحْسَنَ مَنْ قَالَ: الْمُتَكَلِّمُ لا يَسْلَمُ مِنَ الأَذَى وَالأَلَمِ، وَأَسْلَمُ مِنْهُ النَّائِمُ فَقَدْ رُفِعَ عَنْهُ الْقَلَمُ.

ـ[السيد الطنطاوى]ــــــــ[07 - 10 - 06, 03:27 ص]ـ

سيدى الشيخ أبو محمد الألفى ... بارك الله فيك

يشهد الله كم أحبك وأحترمك وأتعلم منك ... ووالله لا أقصد تجريحاً ولكنى بكل صراحة أشك فى أى أمر متعلق بالفلك بعدما قرأت الرسالة التى أرفقتها (وهى بالمناسبة ليست عندى وانما رفعها أحد الأخوة المتخصصين هنا فى الملتقى)

ولو قرأتها فضيلتكم سيتغير كثيرا مما تقول فى هذا الأمر ..

أنتظر رأى فضيلتكم بعد قراءتها.

ودام لنا علمكم وتوجيهكم الكريم يا أهل الحديث

ـ[محمد بن القاضي]ــــــــ[07 - 10 - 06, 03:32 ص]ـ

السؤال الذي أطرحه عليكم هو:

هل تعبدنا الله بأكثر مما يستطيع العامة فعله؟

وهل تحري رؤية الهلال داخل فيها شرعا علوم الفلك بغض النظر عن دقتها وهوأمر مختلف فيه منذ قديم وحتى الآن؟

وهل يجوز رد شهادة العدول بالحساب؟؟

لقد تكلم الناس من قديم في فتوى السبكي حول الحساب واشبعوا الأمر بحثا

وحساب الفلك شيء واعتماده في امور الكسوف ونحوه شيء

واعتباره في رؤية الهلال شيء آخر؟

أم ماذا أنتم قائلون؟

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير