تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

هل يُعتد بقول القائل (هل سبقك أحد إلى هذا القول)؟

ـ[نصر الدين المصري]ــــــــ[30 - 09 - 06, 08:22 ص]ـ

هل يُعتد بقول القائل (هل سبقك أحد إلى هذا القول)؟

قال تعالى (قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين)، فدل ذلك أن كل قول بدون برهان هو قول مردود، و أن معيار الحكم على صحة القول يكون باستناده إلى الدليل. و ليس بأن يسبق إليه أحد.

و القائل (هل سبقك أحد إلى هذا القول) ليكون ذلك معيارا لنقض القول، نقول له:

أولا:: لم تحفظ هذه المقولة عن أحد من الصحابة لتكون سبيلا للحكم على صحة الأقوال، فكيف خفيت عليهم و عرفها من بعدهم؟، و بذلك تُبطل المقولة نفسها.

ثانيا:: لو كانت كل مسائل الدين لابد أن تؤخذ عن أحد، ففي ذلك إبطال لكل قول في الدين بعد عصر الصحابة، إذ لا يمكن أن يخفى الحق عنهم و لا يعرفه إلا من جاء بعدهم. و في ذلك إبطال لكل ما ورد في مؤلفات الفقهاء غير مستند إلى نص صحيح عن صحابي.

ثالثا: لم يتكفل الله تعالى بحفظ أقوال البشر كما تكفل بحفظ الذكر فدل ذلك يقينا استحالة الجزم بأن أي قول لم يقل به أحد من قبل.

فلينتبه من يعتد بهذه المقولة، فإنها ليست دليل إبطال، و لكنها دليل عجز عن أن ينقض القول بالدليل و البرهان الحق.

ـ[أسامة عباس]ــــــــ[30 - 09 - 06, 12:41 م]ـ

قال نصر الدين المصري في موضعٍ آخر ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showpost.php?p=461698&postcount=14):

ثانيا:

لم أعلم أحدا صحح هذه الرسالة، قبل أبي إسلام، فأفضل ما قيل فيها على حد علمي (تلقيناها بالقبول)، و نفس هذا القول قيل في حديث معاذ الشهير مع الإقرار بضعفه.

فهو ينقض تصحيح أبي إسلام لأنه لم يسبقه أحد إلى التصحيح!!

عمومًا نحن في رمضان ومثل هذه المناظرات والنقاشات لا أراها سديدة ..

تقبّل الله منا ومنكم ..

ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[30 - 09 - 06, 01:36 م]ـ

الأخ نصر الدين المصري

السلف كثيرا ما يستعملون أمثال هذه العبارة، ومنها قصة ابن مسعود في الذين كانوا يذكرون الله في المسجد.

والمسألة طويلة الذيل، وسبق بحثها في الملتقى، وخلاصتها التفريق بين المسائل الدقيقة الخفية والمسائل المشهورة التي يبعد في العادة ألا يتداولها أهل العلم.

فالأولى لا يشترط أن تُسبق إليها في الجملة، بخلاف الثانية.

وفقك الله وسدد خطاك، وإلى طريق الحق والمهيع المبين هداك.

ـ[نصر الدين المصري]ــــــــ[30 - 09 - 06, 02:44 م]ـ

الأخ أسامة عباس:

لقد قلت هذا القول بعد بيان انقطاع سند الأثر الذي صححه أبو إسلام، أي سقت دليل الإبطال المستقل عن هذا القول،و كان هذا القول مجرد قرينة لزيادة التأكيد، فهو ليس دليل إبطال في ذاته.

الشيخ أبو مالك:

الحمد لله .. نزلنا درجة و أصبح من الجائز عندك أن يقول القائل قولا لم يسبق إليه أحد في غير المسائل المشهورة، و لا يخفى ما في ذلك من إشكال واضح لعدم وضع ضوابط دقيقة للتمييز بين المسألة المشهورة و المسألة الدقيقة.

و هناك فرق بين البدعة في الدين التي لا نعلم سابقا لها و لا تستند إلى دليل، و القول الذي لم نعلم سابقا إليه مع استناده إلى البرهان و الدليل، فالأولى باطلة دون الحاجة إلى دليل لافتقارها أصلا إلى الدليل، و الأخير لا يمكن إبطاله إلا بالدليل و تفنيد الحجة التي استند إليها.

و جزاكما الله خيرا

_____

عموما مازال السؤال مطروحا:

# القول الذي لم يسبق إليه أحد في المسائل المشهورة هل يمكن إبطاله بالبرهان و الدليل الحقيقي أم لا؟

#و هل يعني الاحتجاج بعدم وجود سلف في القول، إبطال كل قول في مسألة مشهورة لم يحفظ بسند صحيح عن أحد من الصحابة؟

#و هل قول القائل (هل سبقك أحد) -رغم استناد القول إلى دليل - من المسائل المشهورة؟ فإن كان كذلك فكيف غفل عنه عصر الصحابة و هو خير القرون؟ و كيف قاله أول من قاله دون سلف؟ و إن لم يكن من المسائل المشهورة فلم الاعتداد به؟

#و هل حفظ الله تعالى للذكر يعني حفظه لأقوال السلف حتى نرجع لأقوالهم في فهم الذكر، و نقطع أن كل فهومهم للذكر محفوظة، و أنها استوفت الذكر كله، فلا لا نخرج عنها، أم أن حفظ الذكر يعني حفظ الكتاب و السنة فقط؟

ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[30 - 09 - 06, 03:01 م]ـ

يا أخي الكريم

كلامك هذا خطير للغاية لو تفكرت فيه، فهل أنزلته على بعض المسائل لترى ما فيه من الخطورة؟

= حينما يجيء رجل الآن ويقول: الإمام مالك ليس بثقة، بل هو ضعيف ولا يحتج به، والدليل أنه أخطأ في حديث كذا وحديث كذا وحديث كذا، فهل تقبل الاختلاف مع هذا الرجل، وهل يحتمل النقاش أصلا؟

= وحينما يجيء رجل ويقول: (كيف تفهمون النصوص الشرعية بناء على اللغة العربية؟ وما أدراكم أن المعاني المذكورة في المعجمات هي المعاني الصحيحة؟ ألا يمكن أن يكون هناك معانٍ لم تصلنا؟ ألا يمكن أن يكون هناك كتب مفقودة فيها أشياء كثيرة من لغة العرب ليست في المعجمات المشهورة؟) فكيف ترد عليه؟

= وحينما يجيء رجل ويفسر آية من القرآن بتفسير لم يسبق إليه، ويقول: (إن التفاسير جميعا أخطأت في هذه الآية)، فهل يعقل أن تخطئ الأمة جميعا في فهم كلام ربها؟ وهل يعقل أن يظل المسلمون قرونا متطاولة جاهلين بمعنى آية في كتاب الله حتى يجيء هذا المتأخر؟!

أسأل الله لي ولكم التوفيق والسداد.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير