تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[الأربعون حديثا في الرفق بالحيوان]

ـ[طارق الحمودي]ــــــــ[02 - 10 - 06, 05:42 م]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم أما بعد فقد كنت وعدت أخا لنا في المنتدى بإنزال هذه الرسالة التي جمعتها قديما وبقيت عندي

وأرجو ممن له ملاحظة أو زيادة أن لا يبخل علينا بها

تنبيه: هذه النسخة مسودة فلعلكم تجدون فيها أخطاء أونقصا فالمعذرة فإني كنت أهملت النظر فيها مدة. وعذري قصد إفادة إخوتي في المنتدى فهل عذري مقبول ولعلني أنزلها مصححة تامة إن شاء الله تعالى إن يسر لي وقت.

الأربعون حديثا

في الرفق بالحيوان

بسم الله الرحمن الرحيم

المقدمة

إن الحمد لله نحمده، ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.

أما بعد:

فإنني بعدما وقفت على جملة من الأحاديث التي ساقها شيخ شيخنا أبو عبد الرحمن محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله تعالى رحمة واسعة في الرفق بالحيوان في المجلد الأول من السلسلة الصحيحة نفع الله بها، مع ما كان عندي من رغبة في أن أجمع الأحاديث الواردة في ذلك، نشطت للبحث عن ما يمكن أن يكون رسالة فريدة في بابها، أرد بها الاعتبار لهذا الدين الذي أساء إليه أهله جهلا أو ظلما، فتتبعت ألفاظ الأحاديث في كتب السنة، فوجدت أهل الحديث قد سبقوا إلى ذلك بمدة، ووجدتهم يبوبون لجملة من الأحاديث عندهم في الموضوع بقولهم: (باب ما جاء في الرفق بالبهائم في السير) كما في سنن سعيد بن منصور، وقولهم: (باب رحمة الناس والبهائم) كما قال البخاري في صحيحه، أو يقولون (ذكر استحباب الإحسان إلى ذوات الأربع، رجاء النجاة في العقبى بها) أو (ذكر الزجر عن ترك تعاهد المرء ذوات الأربع بالإحسان إليها) كما عند ابن حبان في صحيحه، ومثلها كثير.

فقوي العزم عندي، ووفقني الله تعالى إلى جمع أكثر من أربعين حديثا في ذلك، فراق لي حينها أن ألحق بركب من كتب في الأربعينات، وآخرهم فيما أعلم شيخنا أبو أويس محمد بوخبزة المغربي حفظه الله لنا، فقد جمع أربعين حديثا في النهي عن الصلاة على القبور وإليها وبطلانها، فقررت أن تتحول الرسالة إلى الأربعين حديثا في الرفق بالحيوان، واخترت كلمة (الرفق) لتكون أوضح في الرسالة التي أردت أن أوجهها من خلال هذه الأربعين:

روى الإمام ابن عبد الحكم في سيرة عمر بن عبد العزيز (ص136) عنه أنه كتب إلى حيان بمصر فقال له:" إنه بلغني أن بمصر إبلا نقالات يحمل على البعير منها ألف رطل. فإذا بلغك كتابي هذا فلا أعرفن أنه يحمل على البعير أكثر من ستمائة رطل. وروى عنه أيضا أنه كتب إلى صاحب السكك:" أن لا يحملوا أحدا بلجام ثقيل من هذه الرستنية ولا ينخس بمقرعة في أسفلها حديدة". فانظر إلى هذا الجمال الرائع الذي ينطبع في مخيلتك عن الإسلام وأنت تقرأ مثل هذا التصرف الراقي من أحد روائع الدهر خليفة المسلمين عمر بن عبد العزيز حفيد عظيم من عظماء الأمة أمير المومنين أبي حفص عمر بن الخطاب رضي الله عنه , وقد روى ابن سعد في الطبقات {7/ 127} عن أبي داود الطيالسي عن أبي خلدة خالد بن دينار عن المسيب بن دارم قال: رأيت عمر بن الخطاب ضرب جمالا وقال:" لم تحمل على بعيرك ما لا يطيق". وروى ابن أبي شيبة في المصنف {7/ 99/34487} عن حميد بن عبد الرحمن قال: قال عمر: لو هلك حمل من ولد الضأن بشاطئ الفرات خشيت أن يسألني الله عنه. ورواها أبو نعيم في الحلية (1/ 53) قال:حدثنا محمد بن معمر ثنا عبدالله بن الحسن الحراني ثنا يحيى بن عبدالله البابلتي ثنا الأوزاعي حدثني داود بن علي قال: قال عمر بن الخطاب لو ماتت شاة على شط الفرات ضائعة لظننت أن الله تعالى سائلي عنها يوم القيامة وفي صفوة الصفوة لابن الجوزي {1/ 285} عن ابن عمر قال: كان عمر بن الخطاب يقول: لو مات جدي بطف الفرات لخشيت أن يحاسب الله به عمر. وهذا شيء مهيب وموقف لا يملك الإنسان أمامه إلا الإكبار والتعظيم لهذا الدين الذي ربى في أتباعه مثل هذا الخلق السامي النبيل. كيف لا والله تعالى يقول {وما من دآبة في الأرض ولا طائر يطير بجناحيه إلا أمم أمثالكم ما فرطنا في الكتاب من شيء ثم إلى ربهم يحشرون} بل إنهم يسبحون الله تعالى كما نسبح لقوله تعالى {تسبح له السماوات السبع والأرض ومن فيهن وإن من

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير