عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ قَالَ: «كَانَ النُّعْمَانُ بْنُ بَشِيرٍ يُصَلِّي بِنَا الْجُمُعَةَ بَعْدَمَا تَزُولُ الشَّمْسُ»، وَأَمَّا عَمْرو بْنُ حُرَيْثٍ فَرَوَى اِبْنُ أَبِي شَيْبَة مِنْ طَرِيقِ الْوَلِيدِ بْنِ الْعَيْزَارِ قَالَ: «مَا رَأَيْتُ إِمَامَاً كَانَ أَحْسَنَ صَلاةً لِلْجُمُعَةِ مِنْ عَمْرو بْنِ حُرَيْثٍ، فَكَانَ يُصَلِّيهَا إِذَا زَالَتْ الشَّمْس» إِسْنَاده صَحِيح أَيْضَاً».
قُلْتُ: مَا ذَكَرَهُ الْحَافِظُ مِنْ خُرُوجِ عُمَرَ بَعْدَمَا تَزُولُ الشَّمْسُ وَصَلاتُهُ الْجُمُعَةَ وَقْتَئِذٍ صَحِيحٌ بِمَا ذَكَرَهُ اِبْنُ عَبَّاسٍ تَصْرِيْحَاً لا تَلْوِيْحَاً «فَلَمَّا كَانَ يَوْمُ الْجُمُعَةَ وَزَالَتْ الشَّمْسُ خَرَجَ عُمَرُ، فَجَلَسَ عَلَى الْمِنْبَرِ»، وَمَا ذَكَرَهُ عَنْ: عَلِيِّ بْنِ أبِي طَالِبٍ وَالنُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ وَعَمْروِ بْنِ حُرَيْثٍ مِنْ صَلاتِهِمْ جَمِيعَاً الْجُمُعَةَ بَعْدَمَا تَزُولُ الشَّمْسُ فَمُؤَيِّدٌ لِمَا أَجْمَعَ عَلَيْهِ أَكْثَرُ أَهْلِ الْعِلْمِ: أَنَّ وَقْتَ الْجُمُعَةِ إِذَا زَالَتْ الشَّمْسُ كَوَقْتِ الظُّهْرِ.
وَأَمَّا تَأْوِيلُهُ لِحَدِيثِ الطِّنْفِسَةَ فَفِيهِ نَظَرٌ، فَإِنَّ قَوْلَهُ «اَلَّذِي يَظْهَرُ أَنَّ الطِّنْفِسَةَ كَانَتْ تُفْرَشُ لَهُ دَاخِلَ الْمَسْجِدِ» غَيْرُ مُتَّجَهٍ، بَلْ الأَظْهَرُ خِلافُهُ: إذْ لَوْ كَانَتْ الطِّنْفِسَةُ دَاخِلَ الْمَسْجِدِ لَمْ يَغْشَاهَا ظِلُّ الْجِدَارِ لأَنَّهَا عَنْ شِمَالِهِ، وَإنَّمَا يَغْشَاهَا إِذَا كَانَتْ خَارِجَ الْمَسْجِدِ عَنْ يَمِينِهِ، إِذْ الظِّلُّ فِي أَوَّلِ النَّهَارِ يَكُونُ عَنْ يَمِينِ الْقِبْلَةِ، وَفِي آخِرِهِ عَنْ شِمَالِهَا، وَذَلِكَ كَمَا قَالَ تَعَالَى «أَوَلَمْ يَرَوْا إِلَى مَا خَلَقَ اللهُ مِنْ شَيْءٍ يَتَفَيَّأُ ظِلالُهُ عَنِ الْيَمِينِ وَالشَّمَائِلِ سُجَّدًا للهِ» قَالَ قَتَادَةُ: أمَّا الْيَمِينُ: فَأَوَّلُ النَّهَارِ، وَأَمَّا الشِّمَالُ: فَآخِرُ النَّهَارِ.
[ثانياً] وَأَمَّا التَّرْجِيحُ بَيْنَ حَدِيثَىْ مَالِكٍ وَابْنِ إِسْحَاقَ، فَإِنَّ الْقَوْلَ لِمَالِكٍ لا رَيْبَ، فَقَدْ أَقَامَ إِسْنَادَهُ وَمَتْنَهُ، فَأَمَّا إِسْنَادُهُ فَأَثْبَتُ وَأَصَحُّ وَأَوْثَقُ، وَأَمَّا الْمَتْنُ فَقَدْ جَوَّدَهُ إذْ جَعَلَ الْحَدِيثَ عَنْ عَقِيلِ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، وَكَانَ نَسَّابَةً عَالِمَاً بِأَخْبَارِ قُرَيْشٍ، يَجْلِسُ إِلَيْهُ النَّاسُ فَيُحَدِّثُهُمْ حَتَّى يُنَادَى بِالصَّلاةِ. وَأَمَّا حَدِيثُ ابْنِ إِسْحَاقَ، فَيُخْشَى تَدْلِيسُهُ مِنْ جِهَةٍ، وَالأُخْرَي خَطَؤُهُ فِي تَسْمِيَةِ رَاوِيهِ إذْ جَعَلَهُ عَامِرَ بْنَ أَبِي عَامِرٍ، وَإِنَّمَا هُوَ مَالِكُ بْنَ أَبِي عَامِرٍ، وَهُوَ الأَصْبَحِيُّ جَدُّ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ.
وَأَمَّا الأَجْوِبَةُ الأُخْرَى، فَعَلَى بَرِيدِكُمْ بَعْدَ تَفْعِيلِ السَّمَاحِ بِتَلَقِّي الرَّسَائِلِ.
ـ[أبو الزهراء الشافعي]ــــــــ[05 - 10 - 06, 10:31 م]ـ
بارك الله فيك يا من له علي الفضل، ماذا اقول غير:
لله درُّك من همام ... علاَّمة هادٍ إمامْ
متميّز بمآثرٍ ... بين الأنام على الأنام
هو منهم لكنه ... أين النضار مُن الرغام
حامٍ حميمٌ للذرى ... سامٍ على ابناء سام
قطبٌ يدور عليه دو ... ر رحا المكارمِ والكرام
علمٌ تسير بضوئه ال ... مقوون أبناءُ الظلام
ذو عروةٍ أمنت قُوى ... من الإنفصال والإنفصام
ذو حجةٍ وبلاغة ... وفصول أنواع الكلام
وذرى فسيحٌ بابه ... وهو الكظيظ من الزّحام
يا كوثراً يلقى العفا ... ةَ بالإبتهاجِ والابتسامْ
والبرُّ يجزى في غد ... برَّ المقامة والمقام
اما بالنسبة لتلقي الرسائل على البريد الخاص فلا اعلم ماذا افعل لتلقي الرسائل.
فيرجى ممن له علم الا يبخل علينا بنصيحة (تقنية) حتى استطيع استقبال الرسائل.
بارك الله فيكم
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[06 - 10 - 06, 03:15 ص]ـ
الْحَبِيبُ الْوَدُودُ الوفِيُّ / أبُو الزَّهْرَاءِ
السَّلامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ
يَا مُهْدِيَ الْمَدْحَ الَّذِي أَبْيَاتُهُ ... رَوْضٌ وَلَكِنْ بِالْبَلاغَةِ أَزْهَرُ
أَتْحَفْتَنِي بِمَدَائِحٍ مَشْكُورَةٍ ... فَالْمِسْكُ مِلْؤُ رِحَابِهَا وَالعَنْبَرُ
ـــــــــــــ
أَحْسَنَ اللهُ مَثُوبَتَكُمْ. وَبَارَكَ فِيكُمْ
مِنْ لَوْحَةِ التَّحَكُّمِ اخْتَرْ إِعْدَادَات وَخِيَارَات، ثُمَّ افْتَحْ تَحْرِيرِ الْخِيَارَاتِ، وَمِنْ بَنْدِ إِرْسَالِ الرَّسَائِلِ وَالتَّبْلِيغِ قُمْ بِتَفْعِيلِ تَلَقِّي بَرِيدٍ الِكْتُرونِيٍّ مِنْ بَاقِي الأَعْضَاءِ.
ـ[أبو تميم المصري]ــــــــ[06 - 10 - 06, 03:32 ص]ـ
[ center] إلَي أبِي الزَّهْرَاءِ الشَّافِعِيِّ: حَدِيثُ الطِنْفِسَةِ!.
لعلك لا تنسانا شيخنا ابا محمد من ردٍِ.
¥