ـ[أبو عبد المعز]ــــــــ[25 - 09 - 07, 11:17 م]ـ
كنت في مكان مشرف على مدخل المدينة الرئيس ... فانتبهت فجأة إلى مشهد السيارات والعربات: مئات منها تقف أو تنطلق وتتقاطع في كل الاتجاهات .. فقلت في نفسي:ما أكثر "الحديد"!
("الحديد" في المغرب نطلقه على كل أنواع السيارات من باب تسمية الشيء بمادته)
وبسبب التداعي طاف في ذهني قوله تعالى:
وَأَنْزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ ..
وحاولت أن أستحضر بالمخيلة أحوال العرب عند نزولها فلم أتبين حضورا كبيرا للحديد في حياتهم -باستثناء السيوف -فقلت سبحان الله كأن هذه الآية لا تخاطب إلا أهل عصرنا .. فنحن الذين تلبس الحديد بنا في كل حال:
نأكل به وفيه،ونشرب به، ونسافر فيه وعليه، ويحملنا ونحمله (لا يكاد يخلو جيب أحدنا من مفاتيح وهي حديد ... )
وبدا لي سر هذا العطف العجيب في الآية:عطف الحديد على الشريعة والرسالة
لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنْزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ وَأَنْزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ وَرُسُلَهُ بِالْغَيْبِ إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ (25)
كأن حياة الناس الروحية قائمة على الوحي والرسالة ..
وحياة الناس المادية قائمة على الحديد!
وهذا من عجائب القرآن.
ـ[أبو عبد المعز]ــــــــ[26 - 09 - 07, 09:19 ص]ـ
صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ (7)
جاء الترتيب الذكري في فاتحة الكتاب هكذا:
المسلمون أولا-الذين أنعمت عليهم-.
اليهود ثانيا-المغضوب عليهم-
النصارى ثالثا-الضالين-
وهو الترتيب عينه في قوله:
{إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَالَّذِينَ هَادُواْ وَالنَّصَارَى وَالصَّابِئِينَ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحاً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ} البقرة62
وفي قوله:
{إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَالَّذِينَ هَادُواْ وَالصَّابِؤُونَ وَالنَّصَارَى مَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وعَمِلَ صَالِحاً فَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ} المائدة69
وفي قوله:
{إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالصَّابِئِينَ وَالنَّصَارَى وَالْمَجُوسَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا إِنَّ اللَّهَ يَفْصِلُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ} الحج17
لكن الذي استوقفني حقا هو مجيء الأعياد الأسبوعية للملل الثلاث مرتبة زمنيا وفق الترتيب الذكري:
جمعتنا ...
سبت اليهود ...
أحد النصارى.
روى الإمام النسائي -رحمه الله-:
أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمَخْزُومِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ أَبِي الزِّنَادِ عَنْ الْأَعْرَجِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ وَابْنُ طَاوُسٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَحْنُ الْآخِرُونَ السَّابِقُونَ بَيْدَ أَنَّهُمْ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِنَا وَأُوتِينَاهُ مِنْ بَعْدِهِمْ وَهَذَا الْيَوْمُ الَّذِي كَتَبَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ عَلَيْهِمْ فَاخْتَلَفُوا فِيهِ فَهَدَانَا اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ لَهُ يَعْنِي يَوْمَ الْجُمُعَةِ فَالنَّاسُ لَنَا فِيهِ تَبَعٌ الْيَهُودُ غَدًا وَالنَّصَارَى بَعْدَ غَدٍ ...
فانظر إلى فضل الله كيف يؤتيه من يشاء:
تأخر بنا الزمان ومع ذلك سبقناهم ...
فلله الحمد.