تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[الفهمَ الصحيحَ]ــــــــ[20 - 10 - 06, 01:41 م]ـ

الحمد لله.

قال العلامة أحمد شاكر - رحمه الله -: ( ... وهذه الشريعة الغراء السمحة؛ باقية على الدهر، إلى أن يأذن الله بانتهاء هذه الحياة الدنيا، فهي تشريع لكل أمة، ولكل عصر، ولذلك نرى في نصوص الكتاب والسنة إشارات دقيقة لما يستحدث من الشؤون، فإذا جاء مصداقها فسرت وعلمت، وإن فسرها المتقدمون على غير حقيقتها.

وقد أشير في السنة الصحيحة إلى ما نحن بصدده، فروى البخاري من من حديث ابن عمر عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - أنه قال" إنا أمة أمية، لا نكتب ولا نحسب، الشهر هكذا وهكذا، يعني مرة تسعة وعشرين، ومرة ثلاثين " ورواه مالك في الموطأ، والبخاري ومسلم بلفظ: " الشهر تسعة وعشرون، فلا تصوموا حتى تروا الهلال، ولا تفطروا حتى تروه، فإن غم عليكم فاقدروا له ".

وقد أصاب علماؤنا المتقدمون - رحمهم الله – في تفسير معنى الحديث، وأخطؤا في تأويله، ومن أجمع قول لهم في ذلك قولُ الحافظ ابن حجر فتح الباري ج4/ص108: < المراد بالحساب هنا حساب النجوم وتسييرها ولم يكونوا يعرفون من ذلك أيضا إلا النزر اليسير فعلق الحكم بالصوم وغيره بالرؤية لرفع الحرج عنهم في معاناة حساب التسيير واستمر الحكم في الصوم ولو حدث بعدهم من يعرف ذلك بل ظاهر السياق يشعر بنفي تعليق الحكم بالحساب أصلا ويوضحه قوله في الحديث الماضي: فإن غم عليكم فأكملوا العدة ثلاثين ولم يقل فسلوا أهل الحساب والحكمة فيه كون العدد عند الإغماء يستوي فيه المكلفون فيرتفع الاختلاف والنزاع عنهم وقد ذهب قوم إلى الرجوع إلى أهل التسيير في ذلك وهم الروافض ونقل عن بعض الفقهاء موافقتهم قال الباجي وإجماع السلف الصالح حجة عليهم وقال بن بزيزة: وهو مذهب باطل فقد نهت الشريعة عن الخوض في علم النجوم لأنها حدس وتخمين ليس فيها قطع ولا ظن غالب مع أنه لو ارتبط الأمر بها لضاق إذ لا يعرفها إلا القليل >.

فهذا تفسير صواب في أن العبرة بالرؤية لا بالحساب، والتأويل خطأ في أنه لو حدث في الأمة من يعرف ذلك استمر الحكم في الصوم، لأن الأمر باعتماد الرؤية وحدها جاء معللا بعلة منصوصة، وهي أن الأمة " أمية لا تكتب ولا تحسب " والعلة تدور مع المعلول وجودا وعدما، فإذا خرجت الأمة عن أميتها، وصارت تكتب وتحسب، أعني صارت في مجموعها ممن يعرف هذه العلوم، وأمكن الناس – عامتهم وخاصتهم – أن يصلوا إلى اليقين والقطع في حساب أول الشهر، وأمكن أن يثقوا بهذا الحساب ثقتهم بالرؤية وأقوى، إذا صار هذا شأنهم في جماعتهم وزالت علة الأمية؛ وجب أن يرجعوا إلى اليقين الثابت، وأن يأخذوا في إثبات الأهلة بالحساب وحده ... ).

ـ[أبو علي]ــــــــ[20 - 10 - 06, 02:02 م]ـ

وقد أصاب علماؤنا المتقدمون - رحمهم الله – في تفسير معنى الحديث، وأخطؤا في تأويله

[/ u]

لعلَّها غير مقصودةٍ!!!!!!؟؟؟؟؟؟؟؟

ـ[الفهمَ الصحيحَ]ــــــــ[20 - 10 - 06, 02:12 م]ـ

بل هي بيت القصيد ... ولا تظنن أن المراد بقوله: " علماؤنا " كل أهل العلم فردا فردا ... بل القصد جملتهم وليس جميعهم ... فقد خالف في تأويله وتفسيره أفراد فطنوا لما لم يفطن له غيرهم.

ـ[الدسوقي]ــــــــ[20 - 10 - 06, 04:37 م]ـ

قال شيخ الإسلام أبو العباس ابن تيمية رحمه الله تعالى مجموع الفتاوى 25/ 182: (إن الأخذ بالحساب من زلات العلماء). وقال أيضاً في صفحة 207 من المجلد المذكور: (لا ريب أنه ثبت بالسنة الصحيحة واتفاق الصحابة أنه لا يجوز الاعتماد على حساب النجوم كما ثبت عنه في الصحيح أنه قال: «إنا أمة أمية لا نكتب ولا نحسب، صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته»، والمعتمِدُ على الحساب في الهلال؛ كما أنه ضال في الشريعة مبتدع في الدين، فهو مخطئ في العقل وعلم الحساب، فإن العلماء بالهيئة يعرفون أن الرؤية لا تنضبط بأمر حسابي). انتهى.

وقال أيضاً في صفحة 132، 133 من المجلد المذكور: (إنا نعلم بالاضطرار من دين الإسلام أن العمل في رؤية هلال الصوم أو الحج أو العدة أو الإيلاء أو غير ذلك من الأحكام المعلقة بالهلال بخبر الحاسب أنه لا يُرى، لا يجوز، والنصوص المستفيضة عن النبي -صلى الله عليه وسلم- بذلك كثيرة، وقد أجمع المسلمون عليه، ولا يعرف فيه خلاف قديم أصلاً ولا خلاف حديث، إلا أن بعض المتأخرين من المتفقهة الحادثين بعد المائة الثالثة زعم أنه إذا غم الهلال جاز للحاسب أن يعمل في حق نفسه بالحساب، فإن كان الحساب دل على الرؤية صام وإلا فلا. وهذا القول وإن كان مقيداً بالإغمام ومختصاً بالحاسب فهو شاذ مسبوق بالإجماع على خلافه. فأما اتباع ذلك في الصحو أو تعليق عموم الحكم العام به فما قاله مسلم). انتهى.

وسيأتي بمشيئة الله تعالى بيان:

(اضطراب الْحُُسَّاب وتناقضهم في إثبات الشهور القمرية وفي الخسوف والكسوف) وبيان أن (الحساب الفلكي لا يفيد القطع بل هو ظني والخطأ فيه واقع ومتكرر)

في الجزء الثاني من كتاب:

(بطلان العمل بالحساب الفلكي في الصوم والإفطار وبيان ما فيه من مفاسد ووجوب العمل بالرؤية الشرعية الثابتة عن خير البرية صلى الله عليه وسلم) والله الهادي.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير