تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

إخواننا ... وسوء الفهم في هذا الأمر لم يتزحزح .... وقد تجاوز سوء الفهم حدود علم الفلك ومتعلقاته إلى الدلائل الشرعية وطرق دلالتها على الأحكام الشرعية ... ثم قفز إلى اتهام الآخرين بأمور لا تحسن في مجال البحث والدرس ... وليس كل مدع منافحة عن شرع الله أو منسوب لمنافحة بمصيب في دعواه إذ ربما كان هادما للشريعة من حيث لا يعلم ... ومدخل عليها خللا من حيث لا يدري ... فليس الانتصار للسنة وأهلها بالتغاضي عن العلم والمعرفة في أي فرع من علوم الدين والدنيا ونسبة الخطأ والتناقض إلى أربابها ... بل الانتصار للسنة يكون بإتباع الحق أين حلت ركائبه ... والتفقه في موارد النصوص وتنزيلها منازلها اللائقة بها كما يحب ربنا ويرضى ...

فكل كلام إخواننا هنا في الحكم على الحسابات الفلكية بأنها ظنية أو نسبة التناقض إلي أهلها ... أو محاولة المبالغة في إظهار اختلاف علماء الفلك فيما بينهم في أمور من علمهم أو كل علمهم ... الخ هو من القول الباطل المجافي للحقيقة العلمية ... ولو كان مثل هذا القول مفيدا وصالحا لردّ نتائج هؤلاء لما عجز إنسان عن نقض كل علم ... وإبطال نتائج كل بحث ودراسة ...

ودعوى إبطال نتائج علماء الفلك وبيان خطأ نتائج رصدهم ... و نقض حكمهم على أن رؤية الهلال في اليوم الفلاني مستحيلة مثلا ... بتوفر شهادة على الرؤية في ذلك اليوم في مكان مّا أو أماكن متعددة لا تصل إلى اليقين؛ غير مجدٍ أبدا لأنه مصادرة على المطلوب لكون هذه الصورة هي محل النزاع ... فكيف تجعل دليل إبطال نتائج الحسابات الفلكية اليقينية أو حتى الظنية ظنا قويا في بعض الأشهر ....

ولو ذهبتُ أتتبع بعض سوء الفهم الذي وقع فيه بعض إخواننا هنا لأعياني ذلك ... وقد تكرر في مناسبات عديدة ومشاركات مختلفة مضت بيان خطأ بعض الإيرادات التي جاءت في المشاركات السالفة، أو عدم صلاحيتها في دفع قول من يعتد بالحسابات الفلكية في حال النفي ... أو الأخذ بها في حال الإثبات عندما يكون الهلال في حيز الرؤية الشرعية ...

ثم ما زلت أقول وأكرر: إن قول فقهاء الإسلام الذين أخذوا بالحسابات الفلكية واعتدوا بها ... وكثير من علماء الفلك المسلمين؛ لا يعني إلغاء الرؤية الشرعية أو إهمالها ... بل هم ساعون لتحسين تحصيل السبب الشرعي لصوم المسلمين وإفطارهم ... وتصحيح ما يقع من خطأ في إثبات دخول الشهر الشرعي أو خروجه وما أكثر الخطأ في هذا الأمر ... وقد توفر ما يدفع ذلك الخطأ فهل نغض أبصارنا عنه ونهمله ... بل ونرفضه ونزدريه وأهله ... وننسب إلى الشريعة إلغاءه وإهماله، ونقول: خطؤنا مع إتباع الشرع خير من صوابنا في إتباع غيره أو كلاما هذا معناه؟ فهل أمر المشرع الكريم بالخطأ أو دعا إليه حتى ندعي إتباعه؟ المشرع عفا عن المخطئ الذي لم تتوفر له أسباب الصواب، ولم يقصر في تحصيلها، أما من يريد أن يقع في الخطأ ... أو يتعمد ذلك ربما فهل يصح العفو عنه وعذره؟!!

ثم إن القول بأن من يراعي أقوال علماء الفضاء من طلبة العلم قد أضحى منتصرًا لعلومهم متعصبا لها أكثر من أهلها قول مجاف للحقيقة ... ثم لو كان فلا غضاضة فيه لأنه انتصار للعلم والمعرفة أولا ... ثم هو انتصار للشريعة حيث يدفع عنها ما يؤول إليه كلام بعض إخواننا من نسبة التناقض إليها ... أو نسبة معاداتها للعلم النافع ... وفوق ذلك هو سعي لتصحيح عبادات المسلمين كما سلف بيانه.

ـ[الفهمَ الصحيحَ]ــــــــ[21 - 10 - 06, 04:35 ص]ـ

الحمد لله.

السلام عليكم ورحمة الله .. .. ... وبيان ذلك باختصار: أن الشريعة الإسلامية لم تجعل من العلم بوجود الهلال في السماء علة للثبوت الشرعي، وغاية ما يتوصل إليه الفلكي -وكاتب السطور ليس ممن يجهل هذا الفن- الظن ظنا راجحا أو مرجوحا بوجود الهلال في السماء أو باستحالة وجوده في وقت معين، وذلك كله ليس هو مناط الحكم، فالمناط هنا الرؤية، وما كان ينبغي لأهل الفهم الصحيح أن يفهموا غير هذا .. ألم تتأملوا-رعاكم الله- قوله صلى الله عليه وآله وسلم: ((فإن غم .. )) وقوله: ((فإن غبي ... )) أليس معناه إن حال دون رؤيتكم إياكم غيم فمنعكم من رؤيته .. إن كان هذا هو المعنى -وهو كذلك- فهو صريح في أن وجود الهلال في السماء مع وجود مانع من رؤيته غير نافع شيئا في إثبات الهلال شرعا ..

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير