تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[الفهمَ الصحيحَ]ــــــــ[21 - 10 - 06, 08:49 ص]ـ

هاهنا مسألتان لا أدري إن كان بعضُ الإخوة بخلط بينهما أو إن الخطأ في فهمي أنا؟

المسألة الأولى: أن يثبت الحساب الفلكي أن الرؤية ممكنة، ولكن لا يراها أحد من الناس؛ ففي هذه المسألة لا أظن منصفا يقول: إن العمل بالحساب لا بالرؤية.

المسألة الثانية: أن يثبت الحساب الفلكي أن الرؤية مستحيلة، ولكن يذكر بعض الناس أنه رأى الهلال، فحينئذ إن قلنا بقطعية الحساب الفلكي فلا يمكننا أن نقول بثبوت دخول الشهر حينئذ؛ بل غاية ما في ذلك أن الرائي أخطأ، والظني لا يساوي القطعي فضلا عن أن يقدم عليه.

وعلى هذا الوجه الثاني يتنزل كلام شيخنا الكريم (الفهم الصحيح) لا على الأول.

هل فهمي صحيح شيخنا الكريم (الفهم الصحيح)؟

جزاك الله خيرا يا أبا مالك، و رفع قدرك، ووفقك لكل خير ... وأنت الفهم اللبيب.

الكلام في الصورتين كليهما - سددك الله - أما الثانية فهي المصيبة التي لا لعا لها ... وهي التي أقضت مضاجع من أخطأ في الرؤية ... ومضاجع من يأخذونها مسلمة من الكثيرين ممن يدلون بها مخطئين على تعاقب السنين ... مع توافر الأسباب الصحيحة المعينة على ردّها شرعا و من خلال الواقع الملموس ... أما شرعا فقوادح الشهادة مشهورة معلومة لعلي أذكرها قريبا - إن شاء الله - من خلال بعض كتب القضاء.

و أما من خلال الواقع المشاهد فمجئ الرؤية من الإثنين أو الثلاثة أو حتى الستة - إن صح قول من ينسب ذلك إليهم - دون بقية خلق الله في بقاع المعمورة ممن قرب منهم ومَن بعد منهم ممن هو على سمتهم ... مع الحرص وسلامة الأجواء ... و وجود الفرصة المناسبة للرؤية بالنسبة إليهم أكثر ممن ادعاها قبلهم ... ثم مرور الأجل وهو الثلاثون يوما ولا يرى الهلال كما سيحصل في ليلة الإثنين القادم إن شاء الله تعالى ... مع إطباق أهل علوم الهيئة قبلُ على استحالة تلك الرؤية فوق ذلك كله ...

أما الصورة الأولى فقد تقدم نقل قول العلامة ابن دقيق العيد حولها ... وهو قول جماعة من أهل العلم من الشافعية والمالكية وغيرهم ... أما جماعة الفقه المعاصرين فذهب إلى ذلك كثير منهم ... ومنهم من ذهب إلى أبعد من ذلك ... ثم هي فوق ذلك غير متصورة اليوم مع توفر وسائل الإتصالات ... وسهولة وصول المعلومة في ثوان معدودات ... فإذا غبي علينا الهلال في مدينة لغيم أو نحوه ... فسيراه - مع قول الفلكيين الموثقين المحققين بسهولة رؤياه - مَن يليهم في مدينة أخرى قريبة ... ولو غم في بلد بأسرها مثل مصر ... فسيراه من سكن غربيهم من أهل طرابلس وهكذا ... فإذا غمت أجواء الأمة بأسرها ففي صعود الطائرة و محاولة رؤياه بسهولة ما يحقق قول الفلكيين أو يكذبه ... وقد فعل مثل هذا بعض أناس ... ولعل بعضا يرى في ذلك تكلفا أو خروجا عن معهود الشرع ... إذا كان فليعتبر بقول ابن عمر - رضي الله عنه - في صوم يوم الشك ... وقول الإمام المبجل أحمد ابن حنبل - رحمه الله - ثم في حرص أهل كثير من أقطار الإسلام قديما على نقل نتائج رؤياهم إلى من يليهم بإشعال النيران وغير ذلك من الوسائل ...

ـ[الفهمَ الصحيحَ]ــــــــ[21 - 10 - 06, 09:25 ص]ـ

الخامس عشر: طعن الْحُسَّاب في الرؤية الشرعية ليس جديدا بل هو " شِنْشِنَة نعرفها من أخزم "، لكن كان وجود الشموس والأقمار يمحق أقمارهم الاصطناعية وحساباتهم المتعارضة الظنية وحججهم الفلسفية، وأعني بالشموس والأقمار علماءنا الثقات من أمثال الإمام المجتهد عبد العزيز بن باز، والمحدث الفقيه المجدد محمد ناصر الدين الألباني، والعلامة المحقق محمد بن صالح العثيمين رحمهم الله جميعا. فهم أئمة العلماء؛ كلمة لايجحدونها، وشهادة عند الله يؤدونها، ورتبة ومنزلة لو نشر أكابر المخالفين لهم لكانوا يودونها ....

سئل فضيلة الشيخ رحمه الله تعالى: إذا كان وقت الاقتران (الاجتماع) بين الشمس والقمر (ولادة الهلال فلكياً) لحظة الكسوف في آخر الشهر الهجري القمري لا يحصل إلا بعد غروب الشمس في المملكة، وجاء من يدعي بأنه قد رأى الهلال في مساء ذلك اليوم بعد غروب الشمس، فهل يؤخذ بهذه الشهادة (قلّ عدد الشهود أم كثُر) وبذلك يعتبر اليوم التالي أول أيام الشهر الهجري الجديد، أم أن هذه الشهادة ترد على صاحبها ولا يُعتد بها؟

هذا مع العلم بأن معرفة وقت الاقتران (الاجتماع) تتم من خلال الحسابات الفلكية المعتمدة على الحاسب الالي، وهي حسابات دقيقة جداً إن شاءالله ويمكن عملها لسنوات قادمة؟

وقد ورد في فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله (مجلد 52 ص 581) ما نصه: (والحُسَّاب يعبرون بالأمر الخفي من اجتماع القرصين الذي هو وقت الاستسرار، ومن استقبال الشمس والقمر الذي هو وقت الإبدار، فإن هذا يضبط بالحساب). وجزاكم الله خيراً.

فأجاب فضيلته بقوله: إذا كسفت الشمس بعد الغروب وادعى أحد رؤية القمر هالاً في بلد غابت الشمس فيه قبل كسوفها فإن دعواه هذه غير مقبولة؛ للقطع بأن الهلال لا يرى في مثل هذه الحال، فيكون المدعي متوهماً إن كان ثقة، وكاذباً إن لم يكن ثقة.

وقد ذكر العلماء قاعدة مفيدة في هذا: (أن من ادعى ما يكذبه الحس لم تسمع دعواه). حرر في 11/ 11/5141ه.

فسّر هذا وفقك الله.

http://www.al-eman.com/Islamlib/viewchp.asp?BID=353&CID=342

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير