ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[22 - 10 - 06, 06:45 ص]ـ
الفاضل المكرم أبو مالك ... وفقه الله ...
قلتم:
فليس الطعن في شهادة الشهود بموجب ولا مساو للطعن في السبب الشرعي
وأقول:
إن الطعن في شهادة الشهود بالحساب الفلكي طعن في السبب الشرعي، وليست الأمثلة
التي ذكرتم من قبيل الطعن في السبب الشرعي، لأن كل الذي ذكرتم هي رؤية في مقابل
رؤية، مثل الذي رأى في المشرق مع الذي رأى في المغرب، أو مثل رؤية الأربعة على الزنا
مع رؤية القاضي (مع أن هناك خلاف في هذا المثال: هل يقضي القاضي بعلمه ويطّرح
شهادة الشهود أم لا؟) أما في حالتنا فليست رؤية في مقابل رؤية، بل هي رؤية في مقابل
حساب، ويراد أن تطّرح الرؤية لحساب الحساب، وهذا طعن في السبب الشرعي وهو شهادة
الرؤية، فتأمل.
أحسن الله إليكم وبارك فيكم
أعدتُ النظر وتأملتُ، فوجدت تعقيبكم النفيس مبنيا على ثبوت العموم المذكور في كلامكم وهو (أن كل أمثلتي هي رؤية في مقابل رؤية)، ولكن يبدو أن هذا غير صحيح، فالمثال الأخير الذي ذكرتُه هو رؤية في مقابل نفي.
ولذلك نفهم أن العبرة بغلبة الظن والقرائن التي تدل على عدالة الشهود من جهة، وعلى عدم خطئهم من جهة أخرى.
والسبب الشرعي هو الرؤية، ولكن للقاضي أن ينظر في الاحتياطات اللازمة لتحقيق المناط، فنحن متفقان على أن السبب الشرعي هو الرؤية، ولكن الخلل دخل في شهادة الشهود من جهة مخالفتها للقطعي، فدل على أنهم أخطئوا فيها، والدليل على ذلك أن العدل الثقة لو شهد بأنه رأى الهلال فأخذ القاضي بقوله، ثم جاء الشاهد العدل نفسه وخطأ قوله فحينئذ تسقط شهادته ونرجع إلى الأصل، مع أن التعارض هنا بين رؤية ونفي.
فليس الأمر على إطلاقه أنه لا تنفى الرؤية إلا برؤية، بل الأمر راجع إلى القرائن والأدلة التي تتوفر إلى القاضي، ولا يمكن أن نلزمه أن لا يدفع شهادة الشاهد إلا بشهادة معارضة له، فقد يغلب على ظنه أن هذا الشاهد أخطأ مع كونه ثقة لقرائن اجتمعت له.
وبناء عليه
فإما أن نقول: إن الحساب الفلكي قطعي، وحينئذ يكون أقوى في ترك شهادة الشهود من معارضة غيرهم لهم.
وإما أن نقول: إن الحساب الفلكي ظني، وحينئذ لا يقدم على شهادة الشهود.
ولكن أن نقول: (إن الحساب الفلكي قطعي، ولكنه لا يقدح في شهادة الشهود) فأرى أن هذا بعيد.
والله أعلم
ـ[رضا أحمد صمدي]ــــــــ[22 - 10 - 06, 08:06 ص]ـ
الشيخ المكرم الفهم الصحيح وفقه الله ...
هل تعتبرون قول اعتماد الحساب للشيخ أحمد شاكر وما استدل به هو مستندكم فنناقشكم
فيه (لو أذنتم) أم أن لكم مستند آخر؟؟؟
وحول ترائي الهلال لشهرنا هنا في عامناهذا
كنت سألتُكم عن حكم الترائي يوم التاسع والعشرين، ووجه الجمع بينه وبين قول الفلكيين
في عدم صحة الترائي؟؟؟ فما قولكم؟؟؟
أما ترائي الهلال في البلاد المشرقية (حتى في بلاد غير المسلمين كتايلند وغيرها) فمعروف
مشهور منتشر أيضا، ولكن غالبهم إن لم يكن كلهم من المتعصبين للحساب الفلكي،
ولا يخرجون للترائي تعويلا على الرؤية، بل يترائون من باب التعبد، لأنهم يعولون على
حسابهم كثيرا، ومع هذا كله فترائي الناس في الأصقاع المتعددة ليس حاكما على بعضهم
البعض كما لا يخفى عليكم، وليس كلام أهل العلم في إبطال شهادة المنفرد بالرؤية دون
الجمع الكبير في المصر الواحد بالذي يمكن أن نحمل عليه كلامكم حين قلتم: (بقية الخلق ... )
أما قولكم:
وصوم ذانك القطرين وفطرهم ما زال أصح شئ يوجد على البسيطة اليوم ..
فأرجو أن تبينوا وجه ذلك.
وأسأل الله أن يبارك لنا في علمكم وفوائدكم ....
ـ[رضا أحمد صمدي]ــــــــ[22 - 10 - 06, 08:08 ص]ـ
الفاضل أبو مالك وفقه الله
بل نقول إن الحساب الفلكي قطعي ولكن الشرع أهدره وكذبه كما أهدر شهادة الثلاثة
على زنا فلان مع أنها قد تكون صادقة وقطعية حيث قال الله تعالى: (فأولئك عند الله هم الكاذبون).
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[22 - 10 - 06, 10:20 ص]ـ
أحسن الله إليك شيخنا الفاضل
إن قلنا إن الشرع أهدره، فإنما أهدره الشرع في إثبات الرؤية به.
ولا يلزم من ذلك إهداره في إثبات خطأ الشهود، فتأمل.
وعلى هذا نحتاج إلى التفريق الذي فرقتُه في أول كلامي.
والله أعلم
ـ[الفهمَ الصحيحَ]ــــــــ[22 - 10 - 06, 10:49 ص]ـ
¥