البعض كما لا يخفى عليكم، وليس كلام أهل العلم في إبطال شهادة المنفرد بالرؤية دون
الجمع الكبير في المصر الواحد بالذي يمكن أن نحمل عليه كلامكم حين قلتم: (بقية الخلق ... )
.
عندما يخرجون للترآي تعبدا هل يجدون مصداق ما جاءت به حساباتهم أم يجدون الهلال أمامهم فيخالفون أمر المشرع الكريم؟
أما أهل الباكستان وأفغانستان ... فالذي أعرفه أنهم لا يميلون للحساب وخاصة أهل البوادي منهم ... بل لا يعتدون إلا بالرؤية مع التشدد في هذا ... وقد رأيتهم مرارا بمكة المكرمة أعزها الله يستقبلون جهة الغرب يستطلعون الهلال اطمئنانا لصحة الحكم بدخول الشهر ... هم دون أغلب البقية من خلق الله حولهم.
وقد سبق أن قلت لك - أعزك الله - إن كلامي ليس القصد منه الحكم على بقية الأماكن الأخرى التي اُدعيت بها الرؤية ... وإنما القصد بيان صحة نتائج الفلكيين في إجماعهم على أنه لا يرى ... ثم أوردتُ لك كلام من يرى مثل ما أبديتَه حاكما على ردّ دعوى الرؤية من نفرين وليس واحدا بالمصر الكبير مع الصحو لم يره غيرهما ... فكيف لا يكون ذلك فيصلا مع أمصار كثيرة كبيرة مرّ عليها الهلال ولم يشاهد في أفقها مع الصحو ... مع حرص جمع من أهلها على استطلاع الهلال ... وفوق ذلك خوف بعض الولاة من انفلات الأمور وضياع هيبة الدولة بمخالفة الرعية لولاتها ... كما حدث ويحدث كثيرا بأقطار الإسلام ... فلو وجد أؤلئك منفذا أتراهم مخالفون؟ ... بل هم في بعض الأقطار في سنوات مضت صاموا أو أفطروا مع غيرهم مع تيقنهم بعدم وجود الهلال في أفقهم خشية مما ذكرت لك ... وفي هذا العام صامت دولة مع غيرها تاركة المحيطين بها مفطرين ... لكي لا يقال بتبعيتها للدولة الفلانية ... ولا أن الحزب الفلاني يسير أمرها ... ليس هناك تفسير لعملهم إلا هذا ... ولم يدعو رؤية ولا هم يحزنون ...
أما قولكم:
وصوم ذانك القطرين وفطرهم ما زال أصح شئ يوجد على البسيطة اليوم ..
فأرجو أن تبينوا وجه ذلك. ...
وجهه أنهم يأخذون برؤية الجماعة المستفيضة ... ثم إنهم يستعينون بالحسابات الصحيحة ... وقد وافق عملهم صحة من حيث الواقع بعد التتبع الطويل ... وموافقة للنتائج الفلكية القطعية ... وفي المغرب خاصة وقعت مخالفة في سنة أو سنتين من قديم فكانت وراءها كتابات وانتقادات سجلت إلى يومنا هذا ...
وفقك الله.
ـ[هيثم حمدان]ــــــــ[22 - 10 - 06, 06:40 م]ـ
الشيخ الفهم الصحيح وفقه الله.
قرأت كثيراً من أبحاث القوم، وفي بعضها أن أقل عمر يمكن فيه رؤية الهلال يختلف باختلاف البلد.
ومنذ فترة حضرت مؤتمراً حول هذه المسألة شارك فيه الدكتور خالد شوكت وغيره من علماء الفلك المسلمين الذين يعملون في وكالة ناسا. وكان من أهداف المؤتمر تعليم المسلمين كيفية البحث عن الهلال وجمع المعلومات عند مشاهدته للتأكد من صحة الشهادة.
وأفادوا جميعاً أن بإمكانهم تحديد مكان الهلال في وقت ما بدقة متناهية.
لكنهم لم يتفقوا على أقل عمر للهلال يمكن فيه رؤيته.
ومادام الأمر كذلك فإفادتهم بإمكانية رؤية الهلال لا تكون قطعية، وكذلك تعويلهم على المعلومات التاريخية.
فإلى أن يتفقوا فلابد من التعويل على الرؤية في الإثبات، أليس كذلك؟
ـ[الفهمَ الصحيحَ]ــــــــ[22 - 10 - 06, 07:54 م]ـ
أحسن الله إليك الرؤية هي الأصل الأصيل ... ولا محيد عنها البتة ... اتفقوا أو لم يتفقوا ... و جمهرة علماء الفلك من المسلمين هم أول من يقول بهذا ... ورصدهم في أوله قائم عليها ... ثم تتحول النتائج إلى عمليات حسابية ...
الإشكال - أعزك الله - باختصار شديد هو في قبول دعوى الرؤية من بعض الناس والهلال لما يستهل بعد ... بل هو تحت الأفق ... فإذا قلتَ: إن هذا لا يصح جوبهتَ بما لا يخفى عليك ... وإذا حاولتَ أن تظهر صحة علوم القوم وانضباطيتها ... واجهك بعضهم بالإزدراء والتكذيب لما لا يحسنه ولا يفقهه ... ثم بالبدعة ومشابهة الرافضة أخزاهم الله ... وهذه بدأت تتقوى من خلال ما تعلم من حال العالم والصراع المرير به ... وقد وصل الأمر إلى حدّ الكذب في رؤية الهلال رغبة في مخالفة طائفة مّا.
ثم أصبحت التهمة الطعن في السبب الشرعي ... وكأن آية من السماء نزلت أن رؤية فلان أو علان في اليوم الفلاني حق وصدق فلا تتعدوها ... ثم اتهام بالعلمانية في آخر صيحة خرج بها بعض إخواننا سامحهم الله ... وكأن العلمانية انقلبت على نفسها فأضحت تسعى جاهدة في المساعدة على تحسين أداء المسلمين في إثبات دخول الشهور القمرية وخروجها وبالتالي تصحيح عبادتهم - في الوقت الذي لا تراها أهلا للتأريخ وتستعيض عنها بتاريخ الفرنجة - ... ولم يدر قائل هذا أن العلمانية تسعى جاهدة للحلول مكان الإسلام في كل شئ ... حتى في العبادات المحضة يسعى غلاتهم لإحلال صور من العبادة للناس الذين يصرون على التدين ... أو تغيير صورة المشروع من العبادات إلى نمطية تخالف ما طلبه المشرع الكريم منا ... ثم بعد ذلك وقبله اتهام بالتعصب لعلم الفلك وأهله أكثر من الخبراء المختصين به ... يعني أصبح من يذكر الحسابات بخير ملكا أكثر من الملك ... في الوقت الذي يتعصبون هم فيه لبعض من يستطلع الهلال من الأفاضل ويظهرونه بمظر المعجزة ... بل ربما رمي من وهّمه أو خطأه بأنه يحسده أو يستنقصه ... ولا أدري علام يُحسد أو يستنقص أو يتهم ... حفظه الله وجزاه الله عن الإسلام وأهله كل خير ... فهو ساع في فرض كفاية ولا شك ... ولكن يبقى عمله ضمن الجهد البشري يخطئ ويصيب ... وقد ذكر بنفسه أن القاضي ردّ شهادته مرة أو ربما أكثر ... وما يضيره ذلك شيئا ... عند جماعة العقلاء ... وما يقال عنه يقال عن كل متراء للهلال فأخطأه ... ولم ينقطع هذا منذ كان الإسلام وكان أهله ... وسيظل ما بقي في الكون إنسان يصوم ويصلي ويسبح الله ... هذه نفثة مهموم وأسيف من حال بعض أحبابه ... فالمعذرة إن أطلت عليكم.
لا تنسى أخي الفاضل أن عمر الهلال ليس وحده المعين على معرفة الرؤية الصحيحة ... بل هناك أشياء أخرى تحظى بأهمية في ذلك ... والقوم ساعون سعيا حثيثا في حسن عملهم ... والوصول به إلى ما ينفع المسلمين ... وفق الله الجميع لما يحب ويرضى ... وكل العام وأنتم بخير ... .
¥