تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

الحديث بما يعلل به بعض العلماء لكراهة صومها من خشية أن يعتقد الجاهل أنها من رمضان، أو خوف أن يظن وجوبها، أو بأنه لم يبلغه عن أحد ممن سبقه من أهل

العلم أنه كان يصومها، فإنه من الظنون، وهي لا تقاوم السنة الصحيحة، ومن علم حجة على من لم يعلم.

وبالله التوفيق.

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء (10/ 389)


عون المعبود
ال من صام رمضان ثم أتبعه بست من شوال)
: وقد استدل به وغيره من الأحاديث المذكورة في هذا الباب على استحباب صوم ستة أيام من شوال , وإليه ذهب الشافعي وأحمد وداود وغيرهم. وقال أبو حنيفة ومالك: يكره صومها , واستدل لهما على ذلك بأنه ربما ظن وجوبها وهو باطل في مقابلة السنة الصحيحة الصريحة. وأيضا يلزم مثل ذلك في سائر أنواع الصوم المرغب فيها ولا قائل به. واستدل مالك على الكراهة بما قال في الموطأ من أنه ما رأى أحدا من أهل العلم يصومها , ولا يخفى أن الناس إذا تركوا العمل بسنة لم يكن تركهم دليلا ترد به السنة. قال النووي في شرح مسلم: قال أصحابنا: والأفضل أن تصام الست متوالية عقب يوم الفطر , قال فإن فرقها أو أخرها عن أوائل شوال إلى آخره حصلت فضيلة المتابعة لأنه يصدق أنه أتبعه ستا من شوال. قال: قال العلماء: وإنما كان ذلك كصيام الدهر لأن الحسنة بعشر أمثالها فرمضان بعشرة أشهر والستة بشهرين , وقد جاء هذا الحديث مرفوعا في كتاب النسائي.
قال المنذري: وأخرجه مسلم والترمذي والنسائي وابن ماجه.
تعليقات الحافظ ابن قيم الجوزية
قال الحافظ شمس الدين ابن القيم رحمه الله:
هذا الحديث قد اختلف فيه , فأورده مسلم في صحيحه. وضعفه غيره , وقال: هو من رواية سعد بن سعيد أخي يحيى بن سعيد , قال النسائي في سننه: سعد بن سعيد ضعيف , كذلك قال أحمد بن حنبل: يحيى بن سعيد. الثقة المأمون , أحد الأئمة , وعبد ربه بن سعيد لا بأس به , وسعد بن سعيد ثالثهم ضعيف. وذكر عبد الله بن الزبير الحميدي هذا الحديث في مسنده: وقال الصحيح موقوفا. وقد روى الإخوة الثلاثة هذا الحديث عن عمر بن ثابت.
فمسلم أورده من رواية سعد بن سعيد. ورواه النسائي من حديثه مرفوعا , ومن حديث عبد ربه بن سعيد موقوفا. ورواه أيضا من حديث يحيى بن سعيد مرفوعا. وقد رواه أيضا ثوبان عن النبي صلى الله عليه وسلم قال " صيام شهر رمضان بعشرة أشهر , وصيام ستة أيام بشهرين , فذاك صيام سنة " رواه النسائي , وفي لفظ له أيضا: أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول " جعل الله الحسنة بعشرة , فشهر بعشرة أشهر , وستة أيام بعد الفطر تمام السنة " قال الترمذي: وفي الباب عن جابر وأبي هريرة وثوبان , وقد أعل حديث أبي أيوب من جهة طرقه كلها. أما رواية مسلم فعن سعد بن سعيد , وأما رواية أخيه عبد ربه , فقال النسائي: فيه عتبة , ليس بالقوي , يعني راويه عن عبد الملك بن أبي بكر عن يحيى. وأما حديث عبد ربه , فإنما رواه موقوفا.
وهذه العلل - وإن منعته أن يكون في أعلى درجات الصحيح - فإنها لا توجب وهنه , وقد تابع سعدا ويحيى وعبد ربه عن عمر بن ثابت: عثمان بن عمرو الخزاعي عن عمر , لكن قال عن عمر عن محمد بن المنكدر عن أبي أيوب. ورواه أيضا صفوان بن سليم عن عمر بن ثابت ذكره ابن حبان في صحيحه وأبو داود والنسائي , فهؤلاء خمسة: يحيى , وسعيد , وعبد ربه , بنو سعيد , وصفوان بن سليم , وعثمان بن عمرو الخزاعي كلهم رووه عن عمرو. فالحديث صحيح.
وأما حديث ثوبان: فقد رواه ابن حبان في صحيحه. ولفظه " من صام رمضان وستا من شوال فقد صام السنة " ورواه ابن ماجة. ولفظه " من صام رمضان وستة أيام بعد الفطر كان تمام السنة , من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها " وأما حديث جابر: فرواه أحمد في مسنده عن أبي عبد الرحمن المقري عن سعيد بن أبي أيوب عن عمرو بن جابر الحضرمي عن جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم , وعمرو بن جابر ضعيف , ولكن قال أبو حاتم الرازي: هو صالح , له نحو عشرين حديثا. وقال أبو نعيم الأصبهاني: روي عن عمرو بن دينار ومجاهد عن جابر مثله.
¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير