تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[حكم إهداء ثواب الأعمال لـ ..]

ـ[أبوعبدالله المهاجر]ــــــــ[30 - 10 - 06, 04:52 م]ـ

إلى مشائخنا الفضلاء:

ما حكم إهداء ثواب الأعمال للأموات وللأحياء؟ مع التفصيل.

جزيتم خيرًا

ـ[أبو حازم الكاتب]ــــــــ[31 - 10 - 06, 02:46 م]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:

فهذا كلام مختصر في المسألة ويمكنك أخي الرجوع إلى الكتب المذكورة في آخر المسألة للاستزادة.

أولا: اتفق على أن الصدقة والدعاء يصل ثوابهما للغير ميتا أو حيا لقوله صلى الله عليه وسلم: "إذا مات الإنسان انقطع عنه عمله إلا من ثلاثة: إلا من صدقة جارية أو علم ينتفع به أو ولد صالح يدعو له " أخرجه مسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه، وقد نقل الاتفاق على هذا النووي في شرحه لمسلم (11/ 85) وابن كثير في تفسيره (4/ 329) وابن القيم في كتاب الروح (ص 117)

ثانيا: ما سوى الصدقة والدعاء وقع فيه الخلاف على قولين:

القول الأول: أنه يصل إليه وهو مذهب أحمد وبعض أصحاب أبي حنيفة واختاره شيخ الإسلام اين تيمية في أحد قوليه وابن القيم في كتاب الروح وعزاه إلى جمهور السلف.

القول الثاني: أنه لا يصل إليه شيء وهو مذهب مالك والشافعي في المشهور عنهما.

استدل اصحاب القول الأول بأدلة منها:

1 / قوله تعالى: (والذين جاءوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان) فأثنى الله سبحانه عليهم باستغفارهم للمؤمنين قبلهم فدل على انتفاعهم باستغفار الأحياء، وقد يمكن أن يقال إنما انتفعوا باستغفارهم لأنهم سنوا لهم الإيمان بسبقهم إليه فلما اتبعوهم فيه كانوا كالمستنين في حصوله لهم لكن قد دل على انتفاع الميت بالدعاء إجماع الأمة على الدعاء له في صلاة الجنازة.

2 / حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " "إذا مات الإنسان انقطع عنه عمله إلا من ثلاثة: إلا من صدقة جارية أو علم ينتفع به أو ولد صالح يدعو له " أخرجه مسلم.

3 / عن جرير بن عبد الله قال قال رسول الله من سن في الإسلام سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها من بعده من غير أن ينقص من أجورهم شيء ومن سن في الإسلام سنة سيئة كان عليه وزرها ووزر من عمل بها من بعده من غير أن ينقص من أوزارهم شيء وهذا المعنى روى عن النبي من عدة وجوه صحاح وحسان.

4 / عن عبد الله بن عباس رضى الله عنهما أن سعد بن عبادة توفيت أمه وهو غائب عنها فأتى النبي فقال يا رسول الله إن أمي توفيت وأنا غائب عنها فهل ينفعها إن تصدقت عنه قال نعم قال فإني أشهدك أن حائطي المخراف صدقة عنها " أخرجه البخاري.

5 / عن ابن عباس رضى الله عنهما قلا جاء رجل إلى النبي فقال يا رسول الله أمي ماتت وعليها صوم شهر أفأقضيه عنها قال نعم فدين الله أحق أن يقضى "

وفي رواية: " جاءت امرأة إلى رسول الله فقالت يا رسول الله إن أمي ماتت وعليها صوم نذر أفأصوم عنها قال أفرأيت لو كان على أمك دين فقضيته أكان يؤدى ذلك عنها قالت نعم قال فصومي عن أمك " وهذا اللفظ للبخاري وحده تعليقا.

6 / عن بريدة رضى الله عنه قال بينا! أنا جالس عند رسول الله إذ أتته امرأة فقالت إني تصدقت على أمي بجارية وأنها ماتت فقال وجب أجرك وردها عليك الميراث فقالت يا رسول الله انه كان عليها صوم شهر أفأصوم عنها قال صومي عنها قالت إنها لم تحج قط أفأحج عنها قال حجى عنها رواه مسلم وفي لفظ صوم شهرين.

7 / عن ابن عباس رضى الله عنهما أن امرأة من جهينة جاءت إلى النبي فقالت إن أمي نذرت أن تحج فلم تحج حتى ماتت أفأحج عنها قال حجى عنها أرأيت لو كان على أمك دين أكنت قاضيته اقضوا الله فالله أحق بالقضاء "

8 / وأجمعوا على أن الحي إذا كان له في ذمة الميت حق من الحقوق فأحله منه أنه ينفعه ويبرأ منه كما يسقط من ذمة الحي فإذا سقط من ذمة الحي بالنص والإجماع مع إمكان أدائه له بنفسه ولو لم يرض به بل رده فسقوطه من ذمة الميت بالابراء حيث لا يتمكن من أدائه أولى وأحرى وإذا انتفع بالإبراء والإسقاط فكذلك ينتفع بالهبة والإهداء ولا فرق بينهما فإن ثواب العمل حق المهدى الواهب فإذا جعله للميت انتقل إليه كما أن ما على الميت من الحقوق من الدين وغيره هو محض حق الحي فإذا أبرأه وصل الإبراء إليه وسقط من ذمته فكلاهما حق للحى فأي نص أو

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير