وقد روى محمد بن الحسن عن مالك موطأه ولولم يكن ثقة لما قبله أحد.
وكما قلت قد اثنى عليه الكثير من السلف لذا اشار ابن عبد البر في كتابه المذكور آنفا قضية الاختلاف في ابي حنيفة بين مادح له وذام وذكر أنها من علامات شدة نبوغه فذكر كلاما معناه (واذا اختلف الناس في الرجل بين مادح له وذام فهذا من أوضح الدلائل على نبوغه وقد قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم لعلي بن ابي طالب (يهلك فيك اثنان محب غال ومبغض مفتر) ,وسبحان الله العظيم ,هلك في ابي حنيفة اثنان متعصبو الحنفية
الذين غلوا فيه حتى قال قائلهم (فلعنة ربنا عداد رمل على من رد قول ابي حنيفة) والفريق الثاني متعصبوالسلفية الذين أخرجوه عن الملة وأحسنهم من عده من جملة أهل البدع والضلال ,وهؤلاء شذاذ أفاق ولا يعتبر قولهم
والصحيح أن ابا حنيفة سلفي العقيدة اما م معتبر من أئمة المسلمين ,له
صواب وخطأ كغيره من أهل العلم وأن الذمة تبرأ بتقليد مذهب ابي حنيفة
للعامي الذي لا يحسن النظر في الأدلة.
الخامس: ان الخلاف الموجود في عدالة ابي حنيفة واعتبار مذهبه كان موجودا في عصره وما بعده ,حيث كان يعد خلافه يشبه خلاف الزيدية في عصرنا, الا أن الخلاف قد انقطع وارتفع وحصل الإجماع على عدالة ابي حنيفة واعتبار مذهبه, وسأضرب على ذلك مثالا:
حمزة الكوفي احد القراء السبعة تكلم فيه وفي قراءته ورماها بعضهم باللحن والشذوذ وكرهها جدا أحمد بن حنبل ,بل افتى كثير من الفقهاء بإعادة الصلاة خلف من يقرأ بقراءة حمزة الكوفي ,وقد انقطع الخلاف وارتفع واصبحت قراءة حمزة من المتواتر الذي قد يكفر من يرده حيث جاء ابن مجاهد رحمه الله المتوفى عام 224ه واعتبر قراءة حمزة ووافقه جميع علماء عصره ,وانتصر اهل العلم لقراءته فأصبحت قراءة متواترة بالإجماع يصح القراءة بها في الصلاة وخارجها بإجماع الفقهاء.
وهذه المسألة الأصولية وهي مسألة انقطاع الخلاف وتحوله الى اجماع
قل من يتفطن لها من أهل العلم فضلا عن طلبته.
السادس: أنه يلزم القول بانحراف ابي حنيفة لوازم في غاية الفساد فيلزم منه التالي:
1 - تأثيم الأمة واجتماعها على ضلالة وفي الحديث الثابت (لا تجتمع امتي على ضلالة).
2 - تأثيم شريحة واسعة من الأمة حيث ان اكثر الأمة هم على مذهب ابي حنيفة.
3 - تسفيه للعلماء الذين يذكرون خلاف ابي حنيفة كا الترمذي الذي يذكر خلافه معتبرا له وكاابن قدامة والنووي علماء كثر لايحصيهم الا الله
وابو حنيفة ليس من اهل الصناعة الحديثية بل جل صناعته الفقه فلذلك
لم تعتبر روايته للحديث ,كحفص فإن صناعته القرآن والقرآت وهو امام فيها
لكنه متروك عند المحدثين, والأعمش امام في الحديث لكنه قراءته مهجورة
وهي من الشاذ عند اهل القرآن. فتأمل.
فلا يجوز أن تحملنا عصبية الصنعة الى ان نطعن في الآخرين الذين لايوافقوننا في صناعتنا.
فعلى اخواننا ان يمسكوا السنتهم عن الكلام في ابي حنيفة لأن الكلام فيه والطعن يلزم منه الطعن في جميع العلماء وعلى رأسهم ابن تيمية شيخ الإسلام وابن عبد البر وابن حجر وابن باز والألباني الذي رد بقوة على هذه الشبهة في بعض كتبه, بل يلزم من ذلك الطعن في جميع المسلمين المحبين لأبي حنيفة وفقهه, وقد حصل الطعن من الأقران بعضهم في بعض ولو شئت
لكتبت فيه مجلدا ضخما فهذا ابوداود صاحب السنن يقول عن ابنه عبد الله
(ابني عبد الله كذاب) وهو ثقة امام ,واذا أردنا ان ننشر الغسيل كما يقولون
فلن يسلم لنا حتى احمد بن حنبل فإنه روي أنه كان يقول بالتفويض في الأسماء والصفات (وقد ذكرها صريحة ابن قدامة في لمعة الاعتقاد وان شئت فراجعه) فلاترم الآخرين بالحجارة وبيتك من زجاج ,ولتعلم ان عدو صديقي عدوي, فمن عادى وابغض ابا حنيفة فإنما هو يعادي الأمة التي احبته وعدلته واعتبرت مذهبه وفي الحديث الصحيح (انتم شهداء الله في ارضه) ,وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[16 - 12 - 06, 06:07 م]ـ
أنا نصحت الإخوة ابتداء بعدم الخروج عن الموضوع!
يمكنك أخي أن تكتب ما تشاء في موضوع مفرد، والرجاء المحافظة على خصوصية الباب
وجزاكم الله خيرا
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[16 - 12 - 06, 06:26 م]ـ
فأصبحت قراءة متواترة بالإجماع يصح القراءة بها في الصلاة وخارجها بإجماع الفقهاء.
وهذه المسألة الأصولية وهي مسألة انقطاع الخلاف وتحوله الى اجماع
قل من يتفطن لها من أهل العلم فضلا عن طلبته.
أحسنت بارك الله فيك، فائدة قيمة
ومن مظاهرها في عصرنا هذا بعض الناشئة الذين ينظرون في كتب المتقدمين بغير تتبع أقوال أهل العلم، ويريدون إحياء الأقوال الميتة، ونشر الأقوال المقبورة، ويؤججون الفتن بين المسلمين، ويزعمون أنهم بذلك ينصرون سنة المصطفى صلى الله عليه وسلم!!
ـ[أبو معاذ اليمني]ــــــــ[17 - 12 - 06, 03:53 م]ـ
ولا أستطيع أن أخالف أمره بالسؤال عن عين هذا العالم، ولكني أشعر وأحزر أنه من جهة اليمن (ابتسامة)!
أضحك الله سنك يا أبامالك ولم أهل اليمن؟! (ابتسامة)
لي عودة لموضوعكم "المسائل التي انقرض فيها الخلاف واستقر الإجماع"
فلعلي ألملم أوراقي فقد سبقتموني لبعض المسائل التي معي
فسأخرج على استحياء وأعود لكم كالطفيلي في حفلات العُرس.
¥