[إشكال حول النطق بالضاد]
ـ[محمد رشيد]ــــــــ[06 - 05 - 03, 10:37 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله وبركاته، أما بعد فقد كنت في البارحة عند أحد المشايخ في مصر و الذين اشتهر عنهم نطق (الضاد) بلسان أهل الخليج، فتخرج قريبة من (الظاء) فكان يتعمدها في كلامه، ثم صليت وراءه فكان في الصلاة يتعمدها بصورة أكبر، و هذا الشيخ صدرت بسببه فتوى في بطلان صلاة من قرأ (الضالين) بالظاء على طريقة أهل الحجاز، و أقر هذه الفتوى كبار شيوخ المقارئ عندنا في مصر منهم الشيخ الجوهري ـ رحمه الله ـ فحين جلست معه في منزله سألته عن هذا الأمر فوجدته يذهب الى الاجماع على صحة الضاد التي ينطقها و على بطلان الضاد التي ننطقها نحن في مصر، و برهن على ذلك فقال لي حينما أخبرته أنني في معهد للقراءات:
اسأل شيخ ثلاثة أسألة فستحصره هذه الثلاثة
السؤال الأول / هل يجوز إخراج الحرف من غير مخرجه؟
الاجابة / لا بالاجماع
السؤال الثاني / هل يجوز إعطاء الحرف صفة ليست من صفاته؟
الاجابة / لا بالاجماع
السؤال الثالث / هل الضاد المشهورة التي ننطق بها في مصر تخرج من مخرجها و على صفتها؟
فيقول الشيخ ما معناه: فإن قال لا فسيذهب الى ما نذهب اليه، و إن قال نعم فسيكون قد خالف الاجماع الذي قد أخبر هو عنه لتوه، لأن الضاد التي ننطق بها تخرج من طرف اللسان مع أصول الثنايا العليا ـ فهي دال مفخمة ـ و لا تخرج من مخرج الضاد المعروف و هو حافة اللسان مع الأضراس العليا، و أيضا فإن الضاد المشهورة عند المصريين من صفاتها الشدة و الضاد الصحيحة ليست كذلك، و قرأ لي من تفسير ابن كثير في سورة الفاتحة أن الفرق بين الضاد و الظاء دقيق جدا أو بهذا المعنى ـ و لا أستطيع نقل النص الأن لعدم وجود التفسير معي حاليا ـ و نقل أيضا كلاما لابن الجزري بهذا المعنى
ثم لو كانت الضاد المشهورة عند المصريين هي الصحيحة ما كنا سنصف الضاد بصعوبة المخرج و اللغة العربية بأنها لغة الضاد، لأن الضاد المشهورة هينة على لسان أعم العوام، فضلا عن المتخصصين. انتهى كلامه ـ حفظه الله ـ
نرجو التوجيه ممن له نظر في المسألة و بارك الله فيكم
ـ[كشف الظنون]ــــــــ[07 - 05 - 03, 04:51 ص]ـ
الصواب مع شيخك هذا بلا شك، وعليه إجماع حكاه غير واحد، والمسألة طويلة.
لكن من باب الفائدة، لو عرفتنا بهذا الشيخ المقرئ جزاك الله خيرا، فالإخبار باسمه كما
لا يخفاك ليس غيبة، فهو على أي حال مجتهد بين الأجر والأجرين.
ـ[رضا أحمد صمدي]ــــــــ[07 - 05 - 03, 05:31 ص]ـ
فتوى الشيخ عطاء قديمة، وقد خالفه كبار المقرئين والفقهاء، وعلى
رأسهم الشيخ ابن باز، وقد حدثت بسبب فتواه فتن، وضل بعض الشبيبة
بسببها حتى إنه ترك الجمع والجماعات بزعم أن الصلاة وراء الأئمة الذين
يقرءون بالضاد المصرية باطلة، وقولهم هذا من أبطل الباطل ...
والشيخ الجوهري (هداه الله) يخالف نفسه، فيصلي وراء من يقرأ بالضاد
المصرية، بل إنه يقرئ بها أيضا، ولا يلزم القراءة بالضاد التي تشبه
الظاء إلا من يريد أن يعطيه إجازة ...
وبطلان كلامه من وجوه:
الأول: أن قوله في الأسئلة الثلاثة: لا يجوز ... إن كان يقصد عدم
الجواز الشرعي فدونه خرط القتاد، وكلام الملا علي القارئ واضح
في إن أحكام التجويد وجوبها منها ما هو شرعي ومنها ما هو صناعي،
فكيف نجزم أن إخراج الحرف من مخرجه من الواجبات الشرعية، أفئن
كان واجبا شرعيا فما الدليل عليه، فإن تمسك بالعمومات فقد أبعد
النجعة، وإن نشد الأدلة الخاصة فلا سبيل إليها البتة ...
الثاني: أن المخارج والصفات علوم محدثة صناعية لا يمكن أن نلزم
المكلفين بتفاصيلها، وفيها خلاف كبير بين أهل العلم، بل حتى
الضاد نفسها، تنازع فيها أهل العلم تنازعا كبيرا حتى اعتبروها
أصعب الحروف نطقا، مما نحى بالبعض أن يتسامح فيها، وبعض أئمة
اللسان واللغة والصوتيات يجيز الضاد المصرية بدون حرج، ويقول إن
صوتها شبيه بالضاد الصحيحة، حتى وإن خرجت كالدال المفخمة ..
الثالث: لو أننا فتحنا الباب على مصراعية في تطريد أسئلة الشيخ
الجوهري لاتسع الخرق عليه، فلو قلنا مثلا: ما حكم من لا يقلقل الباء؟
لقلنا: غير جائز، فهل صلاته باطلة؟؟؟
ولو قلنا: ما حكم من ينطق بالصاد دون صفير؟؟؟ لو طردنا قاعدة
الجوهري فصلاته باطلة ...
وبهذا فصلاة تسعين في المائة من أئمة المساجد باطلة، وكذلك من يأتم
بهم، وهذا من أبطل الباطل في دين الإسلام ..
وقد تصدى العلماء لكلام الشيخ الجوهري وناظروه وأفحموه، حتى إنه
لا يستعلن بكلامه هذا في معهد القراءات ولا يدعو إليه، لأنه خلاف ما
أقرأه مشايخه وخلاف ما عليه عامة أهل الإقراء في مصر والعالم ...
وتوجد رسالة قديمة ألفها بعض طلبة العلم من القراء ممن قرأ على
كثير من العلماء اسمها: إعلام السادة النجباء بأنه لا اشتباه بين
الضاد والظاء ... قرظها أئمة وعلماء على رأسهم الشيخ الزيات
والشيخ عبد العزيز عبد الحفيظ والشيخ عبد الرازق البكري رحمه الله
وغيرهم ..
أما الكلام على مسألة الضاد والظاء فطويل الذيل، ويمكن أن يفيد في
المسألة شيخنا أبو خالد السلمي سلمه الله ...
¥