(قال الفاضل - حفظه الله -: أوجبوا القتل مطلقًا على مَن ارتد عن الإسلام للحديث، والقرآن يقول:] لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ [(البقرة: 256)،] فَمَن شَاءَ فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاءَ فَلْيَكْفُرْ [(الكهف: 29)، وأقول:) قوله أوجبوا القتل مطلقًا ... (ليس بصحيح على إطلاقه، بل لو منع الإمام عن قتل المرتد لمصلحةٍ - كمهادنةٍ ومعاهدةٍ ومأمنةٍ بشروط ألجئ إليها - لا يجوز قتله، فقتل المرتد قد يختلف حكمه باختلاف الحالات ... ) إلخ (وهو في ص 449م، 12 من المنار).
وقد نقلنا في المجلد التاسع عن جريدة (اللواء) مقالةً مترجمةً عن جريدة (ريج) الروسية عنوانها (تسامُح الدين الإسلامي) موضوعها أسئلة أُلقيت على شيخ الإسلام في الآستانة منها هذه المسألة، وأجاب عنها - مما قاله بعد تشبيهه المرتد عندنا بالفارّ من العسكرية في الاستياء منه -: (وليس أمرنا هذا مخالفًا للحرية الدينية المبنية على أساس أن كل الناس مختارون في أمر الدين، ولا نطلب بأي حالٍ من الحكومة أن تعاقب الخارجين عن الدين إلا بالحكم المعنوي، ولا يمكن إجبار الناس لقبول الإسلام أو المسيحية، وإذا كان لشخصٍ اختيار في الارتداد فلا
يمنعنا مانعٌ من إظهار كراهتنا له ونفورنا منه) اهـ المراد منه.
وقد ألمَّ السائل في سؤاله باكتشاف أحرار العلماء لنظرياتٍ علميةٍ تخالف ظاهر الدين هل يكونون بها مرتدين أم لا؟، ونقول: إن مخالفة بعض ظواهر النصوص الدينية، وهي ما كان مدلوله غير قطعي فيها تفصيل، فمَن كان يعتقد أن كلام الله كله حق، وكلام رسوله فيما يبلغه عنه حقٌّ، وقام عنده دليلٌ على أن بعض ظواهرهما غير صحيح، فصرف الكلام عنه إلى معنًى آخر رجح عنده
بالدليل أنه هو الصحيح المراد، فلا يعد مرتدًا، بل لا إثم عليه، ولا حرج، وإنما الردة تكذيب كلام الله، وتكذيب رسوله فيما جاء به من أمر الدين بنظرياتٍ فلسفيةٍ أو بغير ذلك، ونحن نعتقد اعتقادًا جازمًا بأنه ليس في أصول الإسلام القطعية فيه شيءٌ يمكن نقضه، وقد بينا حقيقة الإسلام، وحقيقة الكفر والردة في المجلد الثاني والعشرين الذي قبل هذا، وفي غيره، وهو أقرب ما يُراجَع في المسألة. ومن أهم الأحكام المتعلقة بالمسألة أن المجاهر - بما يُعَدُّ في الإسلام كفرًا صريحًا - لا تجري عليه أحكام الإسلام في موتٍ، ولا حياةٍ، ولا زواجٍ، ولا إرثٍ. "
ما رأي فقهاء الملتقى؟
ـ[أبو حازم الكاتب]ــــــــ[08 - 11 - 06, 02:31 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
في هذا النقل مسائل كثيرة تحتاج إلى تعقيب ونظر لكن المسالة الرئيسة هنا في البحث مسالة قتل المرتد:
قال رحمه الله: (نعم ثبت في الحديث الصحيح الأمر بقتل مَن بدل دينه، وعليه الجمهور) وهذا يوحي أن المسألة خلافية مع أنه قد انعقد الإجماع على قتل المرتد وإنما اختلفوا في استتابته وقد نقل الإجماع على قتل المرتد ابن قدامة في المغني (8/ 123) والكاساني في بدائع الصنائع (7/ 134) والنووي في شرح مسلم (12/ 208) وابن عبدالبر في التمهيد (5/ 311) وابن دقيق العيد في احكام الأحكام (3/ 84) والصنعاني في سبل السلام (3/ 263) وقد نقل ابن حزم عن طائفة لم يحدد اسمها أن المرتد يستتاب ولا يقتل (المحلى 13/ 120) ونسبه ابن قدامة للنخعي ثم قال: (وهو مخالف للسنة والإجماع) الشرح الكبير (5/ 357) ويدل عليه حديث ابن عباس رضي الله عنهما في البخاري وغيره " من بدل دينه فاقتلوه " وحديث ابن مسعود في الصحيحين أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " لا يحل دم امريء مسلم يشهد أن لاإله إلا الله وأني رسول الله إلا بإحدى ثلاث: الثيب الزاني والنفس بالنفس والتارك لدينه المفارق للجماعة "
وعمل الصحابة على ذلك:
جاء قتل المرتدين عن أبي بكر وعمر وعثمان وعلي بن ابي طالب وابن مسعود وابن عباس ومعاذ رضي الله عنهم ينظر: البخاري في كتاب استتابة المرتدين (4/ 279) مصنف عبدالرزاق (10/ 168) مصنف ابن أبي شيبة (6/ 441) المحلى (13/ 122) سنن الدارقطني (3/ 113) التمهيد (5/ 311) سنن البيهقي (8/ 195) نصب الراية (3/ 453)
ـ[حمزة الكتاني]ــــــــ[08 - 11 - 06, 03:49 ص]ـ
لا يخفى أن لمحمد رشيد رضا وشيخيه جمال الأفغاني ومحمد عبده تخابيص كثيرة في الاعتقاد والفقه، ولذلك يجب التحذير من ذلك، وحبذا أن يتتبع أحد المختصين تلك السقطات والهفوات، ولا شك أنهم كانوا من طلائع الفكر العلماني المتجلبب برداء الدين، فليتنبه لذلك ...
ـ[ابن وهب]ــــــــ[14 - 11 - 06, 05:00 ص]ـ
كما ذكر الشيخ أبو حازم الكاتب - وفقه الله
وأصلا المسألة مجمع عليها
وسبق الكلام عن أثر إبراهيم النخعي وهو الذي رجحه ابن حجر
المهم المسألة من مسائل الاجماع لا من مسائل الخلاف
ونعم الشيخ رشيد رضا له أراء عصرانية باطلة
إلا أن له جهود كبيرة في القضاء على خرافات المخرفين وله يد طولى في الرد على عباد القبور والاضرحة
وجهد كبير في نهضة الأمة
بعد الكسل الذي أصابها وكان عباد الأضرحة هم السبب الرئيس في الوهن الذي أصاب الأمة
وكانوا السبب في دخول المحتل إلى ديار المسلمين
بل وفي بقاء المحتل في ديار المسلمين أزمنة طويلة
التواكل والخرافة والجهل والعبادات المبتدعة وصرف الناس عن الحياة
الى غير ذلك
كل هذا كان من شأن المخرفين
فللشيخ رشيد رضا - غفر الله له جهود مباركة في القضاء على هذه الخرافات