تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

الأخرى محمد بن الفضل بن عطية وهو متروك , والأولى في ابن عدي , والثانية في الدارقطني وله طريق أخرى عن غير ابن عمر رواه البزار في مسنده من حديث معاذ بن جبل رفعه: {العرب بعضها لبعض أكفاء} وفيه سليمان بن أبي الجون قال ابن القطان: لا يعرف , ثم هو من رواية خالد بن معدان عن معاذ ولم يسمع منه , وفي المتفق عليه من حديث أبي هريرة: {خياركم في الجاهلية خياركم في الإسلام إذا فقهوا} قوله: (إلا من الأكفاء) جمع كفء بضم أوله وسكون الفاء بعدها همزة: وهو المثل والنظير قوله (من ترضون دينه وخلقه) فيه دليل على اعتبار الكفاءة في الدين والخلق , وقد جزم بأن اعتبار الكفاءة مختص بالدين مالك ونقل عن عمر وابن مسعود ومن التابعين عن محمد بن سيرين وعمر بن عبد العزيز , ويدل عليه قوله تعالى: {إن أكرمكم عند الله أتقاكم} واعتبر الكفاءة في النسب الجمهور وقال أبو حنيفة: قريش أكفاء بعضهم بعضا , والعرب كذلك , وليس أحد من العرب كفؤا لقريش , كما ليس أحد من غير العرب كفؤا للعرب , وهو وجه للشافعية قال في الفتح: والصحيح تقديم بني هاشم والمطلب على غيرهم , ومن عدا هؤلاء أكفاء بعضهم لبعض وقال الثوري: إذا نكح المولى العربية يفسخ النكاح , وبه قال أحمد في رواية , وتوسط الشافعي فقال: ليس نكاح غير الأكفاء حراما فأراد به النكاح , وإنما هو تقصير بالمرأة والأولياء , فإذا رضوا صح ويكون حقا لهم تركوه , فلو رضوا إلا واحدا فله فسخه قال: ولم يثبت في اعتبار الكفاءة بالنسب من حديث وأما ما أخرجه البزار من حديث معاذ رفعه: {العرب بعضهم أكفاء بعض , والموالي بعضهم أكفاء بعض} فإسناده ضعيف واحتج البيهقي بحديث: {إن الله اصطفى بني كنانة من بني إسماعيل} الحديث , وهو صحيح أخرجه مسلم لكن في الاحتجاج به لذلك نظر , وقد ضم إليه بعضهم حديث: {قدموا قريشا ولا تقدموها} ونقل ابن المنذر عن البويطي أن الشافعي قال: الكفاءة في الدين , وهو كذلك في مختصر البويطي قال الرافعي: وهو خلاف المشهور قال في الفتح: واعتبار الكفاءة في الدين متفق عليه , فلا تحل المسلمة لكافر قال الخطابي: إن الكفاءة معتبرة في قول أكثر العلماء بأربعة أشياء: الدين والحرية والنسب والصناعة ومنهم من اعتبر السلامة من العيوب , واعتبر بعضهم اليسار ويدل على ذلك ما أخرجه أحمد والنسائي وصححه ابن حبان والحاكم من حديث بريدة رفعه: {إن أحساب أهل الدنيا الذي يذهبون إليه المال} وما أخرجه أحمد والترمذي وصححه هو والحاكم من حديث سمرة رفعه: {الحسب المال , والكرم التقوى} قال في الفتح: يحتمل أن يكون المراد أنه حسب من لا حسب له , فيقوم النسب الشريف لصاحبه مقام المال لمن لا نسب له , أو أن من شأن أهل الدنيا رفعة من كان كثير المال ولو كان وضيعا , وضعة من كان مقلا ولو كان رفيع النسب كما هو موجود مشاهد , فعلى الاحتمال الأول يمكن أن يؤخذ من الحديث اعتبار الكفاءة بالمال لا على الثاني , وقد قدمنا الإشارة إلى شيء من هذا في باب صفة المرأة التي تستحب خطبتها قوله: (تبنى سالما) بفتح المثناة الفوقية والموحدة وتشديد النون: أي اتخذه ابنا , وسالم هو ابن معقل مولى أبي حذيفة ولم يكن مولاه وإنما كان يلازمه , بل هو مولى امرأة من الأنصار كما وقع في حديث الباب وهذا الحديث فيه دليل على أن الكفاءة تغتفر برضا الأعلى لا مع عدم الرضا , فقد خير النبي صلى الله عليه وسلم بريرة لما لم يكن زوجها كفؤا لها بعد الحرية وقد قدمنا الاختلاف في كونه عبدا أو حرا , والراجح أنه كان عبدا كما سيأتي في باب الخيار للأمة إذا عتقت تحت عبد قال الشافعي: أصل الكفاءة في النكاح حديث بريرة , يعني هذا , ومن جملة الأمور الموجبة لرفعة المتصف بها , الصنائع العالية وأعلاها على الإطلاق: العلم ; لحديث: {العلماء ورثة الأنبياء} أخرجه أحمد وأبو داود والترمذي وابن حبان من حديث أبي الدرداء , وضعفه الدارقطني في العلل قال المنذري: وهو مضطرب الإسناد , وقد ذكره البخاري في صحيحه بغير إسناد , والقرآن شاهد صدق على ما ذكرنا , فمن ذلك قوله تعالى: {هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون} وقوله تعالى: {يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات} وقوله تعالى: {شهد الله أنه لا إله إلا هو

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير