تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ب - (النسب): 8 - من الخصال المعتبرة في الكفاءة عند الحنفية , والشافعية , والحنابلة النسب , وعبر عنه الحنابلة بالمنصب , واستدلوا على ذلك بقول عمر رضي الله تعالى عنه: لأمنعن فروج ذوات الأحساب إلا من الأكفاء , وفي رواية قلت: وما الأكفاء؟ قال: في الأحساب ; ولأن العرب يعتمدون الكفاءة في النسب ويتفاخرون برفعة النسب , ويأنفون من نكاح الموالي , ويرون ذلك نقصا وعارا ; ولأن العرب فضلت الأمم برسول الله صلى الله عليه وسلم. والاعتبار في النسب بالآباء ; لأن العرب تفتخر به فيهم دون الأمهات , فمن انتسبت لمن تشرف به لم يكافئها من لم يكن كذلك , فالعجمي أبا وإن كانت أمه عربية ليس كفء عربية وإن كانت أمها عجمية , لأن الله تعالى اصطفى العرب على غيرهم , وميزهم عنهم بفضائل جمة , كما صحت به الأحاديث. وذهب مالك وسفيان الثوري إلى عدم اعتبار النسب في الكفاءة , قيل لمالك: إن بعض هؤلاء القوم فرقوا بين عربية ومولى , فأعظم ذلك إعظاما شديدا وقال: أهل الإسلام كلهم بعضهم لبعض أكفاء , لقول الله تعالى في التنزيل: {إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم} , وكان سفيان الثوري يقول: لا تعتبر الكفاءة في النسب ; لأن الناس سواسية بالحديث , قال صلى الله عليه وسلم: {لا فضل لعربي على عجمي , ولا لعجمي على عربي , ولا لأحمر على أسود , ولا أسود على أحمر إلا بالتقوى} , وقد تأيد ذلك بقوله تعالى: {إن أكرمكم عند الله أتقاكم} , ولجمهور الفقهاء القائلين باعتبار النسب في الكفاءة بعد اتفاقهم على ما سبق تفصيل: قال الحنفية: قريش بعضهم لبعض أكفاء , والعرب بعضهم لبعض أكفاء , والموالي بعضهم لبعض أكفاء , لما روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: {قريش بعضهم أكفاء لبعض , والعرب بعضهم أكفاء لبعض , قبيلة بقبيلة , ورجل برجل , والموالي بعضهم أكفاء لبعض , قبيلة بقبيلة , ورجل برجل إلا حائك أو حجام}. وقالوا: القرشي كفء للقرشية على اختلاف القبيلة , ولا يعتبر التفاضل فيما بين قريش في الكفاءة , فالقرشي الذي ليس بهاشمي كالتيمي والأموي والعدوي كفء للهاشمية لقوله صلى الله عليه وسلم: {قريش بعضهم أكفاء لبعض} وقريش تشتمل على بني هاشم وإن كان لبني هاشم من الفضيلة ما ليس لسائر قريش , لكن الشرع أسقط اعتبار تلك الفضيلة في باب النكاح ما عرفنا ذلك بفعل رسول الله صلى الله عليه وسلم وإجماع الصحابة رضي الله عنهم ولأن رسول الله صلى الله عليه وسلم {زوج ابنتيه من عثمان رضي الله تعالى عنه , وكان أمويا لا هاشميا} , وزوج علي رضي الله عنه ابنته من عمر رضي الله عنه ولم يكن هاشميا بل عدويا , فدل على أن الكفاءة في قريش لا تختص ببطن دون بطن. واستثنى محمد بيت الخلافة , فلم يجعل القرشي الذي ليس بهاشمي كفئا له , فلو تزوجت قرشية من أولاد الخلفاء قرشيا ليس من أولادهم , كان للأولياء حق الاعتراض وقال الحنفية: العرب بعضهم أكفاء لبعض بالنص , ولا تكون العرب كفئا لقريش ; لفضيلة قريش على سائر العرب ولذلك اختصت الإمامة بهم , قال النبي صلى الله عليه وسلم: {الأئمة من قريش}. والموالي بعضهم أكفاء لبعض بالنص , ولا تكون الموالي أكفاء للعرب , لفضل العرب على العجم , وموالي العرب أكفاء لموالي قريش , لعموم قوله صلى الله عليه وسلم: {والموالي بعضهم أكفاء لبعض رجل برجل} ومفاخرة العجم بالإسلام لا بالنسب , فمن له أبوان في الإسلام فصاعدا فهو من الأكفاء لمن له آباء فيه , ومن أسلم بنفسه أو له أب واحد في الإسلام لا يكون كفئا لمن له أبوان في الإسلام ; لأن تمام النسب بالأب والجد , ومن أسلم بنفسه لا يكون كفئا لمن له أب واحد في الإسلام. وقال الشافعية: غير القرشي من العرب ليس كفء القرشية , لخبر: {قدموا قريشا ولا تقدموها} ولأن الله تعالى اصطفى قريشا من كنانة , وليس غير الهاشمي والمطلبي من قريش كفئا للهاشمية أو المطلبية , لخبر: {إن الله اصطفى كنانة من ولد إسماعيل , واصطفى قريشا من كنانة , واصطفى من قريش بني هاشم واصطفاني من بني هاشم} " , والمطلبي كفء الهاشمية وعكسه , لحديث: {إنما بنو هاشم وبنو المطلب شيء واحد} , فهما متكافئان , ومحله إذا لم تكن شريفة , أما الشريفة فلا يكافئها

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير