1. أن الأصل في القتل العمد أن يكون حكمه القصاص، وهذا أمر لاشك فيه؛ لوروده في الكتاب والسنة، ولا يُترك هذا الأصل إلا بدليل واضح بيَّن، ولم يظهر لي في أدلة القول الثاني ما ينقل عن هذا الأصل لورود الاحتمالات عليها التي تجعلها تضعف أمام الأصل العام في القتل العمد.
2. عدم انضباط هذا القول وذلك في بيان معنى الغيلة؛ لذلك تجد بعضهم يذكر ضابطاً يمكن أن يدخل تحته كل صور العمد، وهذا الاضطراب وعدم الانضباط يضعف القول، ولو كان للغيلة حكم خاص تنفرد به؛ لبيَّن الشارع صفتها وحكمها، فلما لم يكن ذلك دل على أن حكمها حكم الأصل العام وهو القصاص.
ولكني أعود فأقول: إن المسألة تحتاج لمزيد دراسة وتحرير، وهذا البحث لا يفي بحق المسألة، ومما تجدر الإشارة إليه أن المحاكم عندنا في المملكة قد أخذت بما قررته هيئة كبار العلماء من أن قتل الغيلة يعد موجباً للقتل حداً.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.
--
الهوامش:
(1) انظر: تهذيب اللغة 8/ 195.
(2) انظر: تاج العروس 8/ 51.
(3) انظر: المنتقى شرح الموطأ 7/ 116.
(4) انظر: أحكام القرآن 6/ 144.
(5) انظر: السياسة الشرعية (ص67).
(6) انظر: الأم 9/ 157.
(7) انظر: الأم 9/ 158، ومغني المحتاج 3/ 30.
(8) 5/ 621.
(9) سورة الإسراء: الآية (33).
(10) سورة البقرة: الآية (178).
(11) انظر: المحلى 12/ 149.
(12) رواه البخاري في سياق طويل في قصة دخول مكة، كتاب الديات، باب من قُتل له قتيل فهو بخير النظرين رقم (6880)، ومسلم كتاب الحج رقم (3305).
(13) انظر: المحلى 12/ 149.
(14) فتح الباري 12/ 210.
(15) رواه الشافعي في الأم 9/ 157، وعبدالرزاق في مصنفه 10/ 13.
(16) انظر: الأم 9/ 158.
(17) انظر: بحث قتل الغيلة ضمن أبحاث هيئة كبار العلماء 3/ 430.
(18) المغني 11/ 461.
(19) انظر: الشرح الكبير مع حاشية الدسوقي 4/ 238، وتبصرة الحكام 2/ 204، الجامع أحكام القرآن للقرطبي 6/ 144، وزاد المعاد 4/ 45، مجموع الفتاوى 28/ 316، 317، وأبحاث هيئة كبار العلماء 3/ 416، 418، وللشيخ ابن غصون وجهة نظر مغايرة وإن كان لا يوافق الجمهور.
(20) سورة المائدة: الآية (33).
(21) انظر: تبصرة الحكام 2/ 204.
(22) انظر: المحلى 12/ 149.
(23) رواه البخاري، كتاب الديات، باب إذا أقر بالقتل مرة قتل به، رقم (68884)، ومسلم كتاب القسامة رقم (4365).
(24) انظر: العفو عن العقوبة 298.
(25) انظر: المحلى 12/ 148، والقصاص في النفس (ص187، 188).
(26) رواه البخاري، كتاب الوضوء، باب أبوال الإبل والدواب والغنم ومرابضها رقم (233)، ومسلم، كتاب القسامة والمحاربين رقم (4353).
(27) انظر: القصاص في النفس (ص186).
(28) انظر: المحلى 12/ 149.
(29) رواه البخاري معلقاً مجزوماً به، كتاب الديات، باب إذا أصاب قوم من رجل هل يُعاقب أو يُقتص منهم كلهم؟ رقم (6896).
(30) انظر: أبحاث هيئة كبار العلماء 3/ 433.
(31) انظر: المغني 11/ 461.
(32) رواه ابن حزم في المحلى 12/ 147.
(33) انظر: المحلى 4/ 60ـ 62.
(34) انظر: ميزان الاعتدال 2/ 653.
(35) انظر: المحلى 12/ 148.
(36) انظر: مجموع الفتاوى 28/ 316، 317.
-- قائمة المراجع:
• أبحاث هيئة كبار العلماء، طبع رئاسة إدارة البحوث العلمية والإفتاء 1426هـ.
• الأم، للإمام الشافعي، ت. د.رفعت عبد المطلب، دار الوفاء 1426هـ.
• الجامع لأحكام القرآن، للقرطبي، ت. عبدالرزاق المهدي، دار الكتاب العربي 1422هـ.
• السياسة الشرعية، للإمام ابن تيمية، نشر وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف 1419هـ.
• العفو عن العقوبة في الفقه الإسلامي، د. زيد الزيد، دار العاصمة 1410هـ.
• القصاص في النفس، أ. د. عبدالله العلي الركبان، مؤسسة الرسالة، الطبعة الثانية 1401هـ.
• المحلى، للإمام ابن حزم، ت. أحمد شاكر، دار إحياء التراث العربي 1422هـ.
• المغني للإمام ابن قدامة، ت. عبدالله التركي، وعبدالفتاح الحلو، دار هجر، ط. الثانية 1419هـ.
• المنتقى شرح الموطأ، لأبي الوليد الباجي.
• تاج العروس من جواهر القاموس، للزبيدي، ط. دار الفكر.
• تبصرة الحكام في أصول الأقضية ومناهج الأحكام، لابن فرحون المالكي،
ت. جمال مرعشلي، دار عالم الكتب 1423هـ.
• تهذيب اللغة، للأزهري، ط. الدار المصرية، ت. محمد النجار.
• حاشية الدسوقي على الشرح الكبير للدردير، دار إحياء الكتب العربية.
• زاد المعاد في هدي خير العباد، لابن قيم الجوزية، ت. شعيب الأرنؤوط، وعبد القادر الأرنؤوط، مؤسسة الرسالة، الطبعة الثالثة 1419هـ.
• صحيح البخاري، دار السلام.
• صحيح مسلم، دار السلام.
• فتح الباري شرح صحيح البخاري، للحافظ ابن حجر، المطبعة السلفية، ط. الأولى، ت. محب الدين الخطيب، وترقيم محمد فؤاد بعدالباقي.
• كشاف القناع عن متن الإقناع، للبهوتي، طبع بمطبعة الحكومة بمكة 1394هـ.
• مجموع فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية، جمع عبدالرحمن بن قاسم وابنه محمد، طبع مجمع الملك فهد لطباعة المصحف 1416هـ.
• مغني المحتاج إلى معرفة معاني ألفاظ المنهاج، للخطيب الشربيني، ت. محمد خليل عيتاني، دار المعرفة 1425 هـ.
و البحث مرفق ..
و السلام عليكم ..
¥