للخلافات المذهبية، وإنما سار مؤلفه على قول واحد، وكما قلت: يستدل في بداية الباب،
أو على أهم المسائل بآية أو حديث صحيح، فقد التزم في مقدمته أن يذكر حديثاً صحيحاً،
ويقول: إنني اكتفيت بهذا عن العزو؛ لأنني لم أذكر إلا حديثًا صحيحًا فيما استدللت
به.
على كل حال أنا أحب منكم أن نقرأ مقدمة المؤلف؛ لأن فيها أيضاً إلى إشارة إلى منهجه
في هذا الكتاب، فتفضل يا أخي.
بسم الله الرحمن الرحيم، يقول المؤلف -رحمه الله:- (الحمد لله، أهل الحمد
ومستحقه، حمداً يفضل كل حمداً؛ لفضل الله على خلقه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده
لا شريك له، شهادة قائم لله بحقه، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله - صلى الله عليه
وسلم – غير مرتاب في صدقه -صلى الله عليه وعلى آله، ما جاد سحاب بودقه، وما رعد بعد
برقه-)
هذه المقدمة للافتتاحية، بالحمد على مستحق الحمد - سبحانه وتعالى – وعادة المؤلفين
عموماً أنهم يستفتحون مؤلفاتهم بمثل هذه الافتتاحية التي تتضمن الثناء بالحمد على
مستحق الحمد - سبحانه وتعالى – كما تتضمن الصلاة على النبي – صلى الله عليه وسلم –
والشهادتين: الشهادة لله - عزّ وجلّ – يعني شهادة أن لا إله إلا الله وشهادة أن
محمداً رسول الله، وقوله (غير مرتاب في صدقه) يعني هذا لا شك، ولا ريب في تصديق
رسول الله - صلى الله عليه وسلم – وأنه رسول من عند الله حقاً وصدقاً، وكذا الصلاة
عليه - صلى الله عليه وسلم – وقوله (ما جاد سحاب بودقه) الودق هو المطر (وما رعد
بعد برقه) يعني الرعد والبرق معلومان.
يقول (أما بعد هذا كتاب أحكام في الفقه، اختصرته حسب الإمكان، واقتصرت فيه على
قول واحد؛ ليكون عمدة لقارئه، ولا يلتبس عليه الصواب باختلاف الوجوه والروايات،
سألني بعض أصحابنا تلخيصه؛ ليقرب على المتعلمين ويسهل حفظه على الطالبين، فأجبته
إلى ذلك معتمداً على الله –سبحانه- في إخلاص القصد لوجهه الكريم، والمعونة على
الوصول إلى رضوانه العظيم، وهو حسبنا ونعم الوكيل.
وأودعته أحاديث صحيحة؛ تبركاً بها، واعتماداً عليها، وجعلتها من الصحاح، لأستغني عن
نسبتها إليه)
نعم، هذا كما لاحظتم وسمعتم كتاب في الفقه؛ ولهذا قال: (هذا كتاب أحكام في الفقه)
وإنما قال: كتابُ أحكامٍ بصيغة النكرة هنا؛ ليشير إلى أنه كتاب مختصر شامل لبعض
أحكام وليس كل الأحكام التي ينبغي ذكرها في كل باب، وهو كما قال: تضمن أحكاماً
انتقاها، تعتبر أساسيات لهذا العلم في كل باب من الأبواب المختلفة.
(اختصرته حسب الإمكان) يعني قدر الاستطاعة، (واقتصرت فيه على قول واحد) وهو كما
قال: أنه صار في الكتاب على قول واحد، وباعتبار أن ابن قدامة من علماء الحنابلة فهو
اختصر على قول واحد في المذهب الحنبلي قال: (ليكون عمدة لقارئه) يعتمد عليه من
يقرأ، أو من يتعلم، أو من يدرس هذا الكتاب في معرفة أساسيات هذا العلم العظيم، ولا
يلتبس عليه الصواب باختلاف الوجوه والروايات، يقولون أنني لم أذكر الخلاف في مثل
هذا الكتاب وهو موجه للمبتدئين؛ خشية من أن يلتبس الأمر، ويشوش الذهن على المبتدئين
في التعليم.
وهذا المنهج ينبغي أن يسلك في التعلم، عند بداية التعلم ينبغي أن يسار على قول
واحد، وأن تعتمد الكتب أو المؤلفات التي لا تشتت ذهن طالب العلم في الأقوال
المختلفة، وفى المناقشات المختلفة؛ لأن هذا يشوش ذهنه، وبينما اعتماد كتاب على قول
واحد هذا مما يؤسس طالب العلم، ويجمع ذهنه على مسائل الفقه.
أفادنا في قوله (سألني بعض أصحابنا) يعني أن تأليف هذا الكتاب بناءً على طلب ولا
سيماً تلخيص، يعني تأليف مؤلف مختصر على هذا النحو بناء على طلب بعض طلاب العلم أو
بعض الأصحاب.
فضيلة الدكتور عبد الله العمار إستاد الفقه بكلية الجامعة الامام بن سعود
http://www.islamacademy.net/library/...Id=510&lang=A و ( http://www.islamacademy.net/library/mviewer.asp?fId=510&lang=A و) اشرطة على هذا الرابط http://www.islamacademy.net/library/...Id=538&lang=Ar (http://www.islamacademy.net/library/bviewer.asp?fId=538&lang=Ar)
r
ـ[أبو القاسم المقدسي]ــــــــ[09 - 02 - 07, 02:01 م]ـ
أخي الكريم وصف شرح الدكتور العمار بالمتين .. مبالغة ..
فقد اطلعت على الشرح كاملا .. ولا أنصح باعتماده للطالب ..
وأكرر ... ليلزم من يريد دراسة الفقه بنكهة حديثية متقنة محررة .. مع فوائد لغوية .. ونكت ..
شرح الشيخ الجليل سلمان العودة في موقعه: الإسلام اليوم ..
ـ[عبد الصبور]ــــــــ[09 - 02 - 07, 05:26 م]ـ
اخي هذا شرح لمبتدي
وبارك الله فيك
**اللهم انصر اهل السنة انك سميع مجيب**
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[09 - 02 - 07, 05:43 م]ـ
وأكرر ... ليلزم من يريد دراسة الفقه بنكهة حديثية متقنة محررة .. مع فوائد لغوية .. ونكت ..
شرح الشيخ الجليل سلمان العودة في موقعه: الإسلام اليوم ..
والأمر كما ذكرت .......
¥