- بدئ صلى الله عليه وسلم بالرؤيا الصالحة ليكون تمهيدا وتوطئة لليقظة ثم مهد له في اليقظة أيضا رؤية الضوء وسماع الصوت وسلام الحجر
-قال القاضي رحمه الله وغيره من العلماء انما ابتدى ء ?بالرؤيا لئلا يفجأه الملك ويأتيه صريح النبوة بغتة فلا يحتملها قوى البشرية فبدى ء بأول خصال النبوة وتباشير الكرامة من صدق الرؤيا
-حبب إليه صلى الله عليه وسلم الخلاء فكان يخلو بغار حراء يتعبد الليالى أولات العدد
-وكان ?يتزود لذلك
-الخلوة هى شأن الصالحين وعباد الله العارفين قال أبو سليمان الخطابى رحمه الله حببت العزلة إليه ?لأن معها فراغ القلب وهى معينة على التفكر وبها ينقطع عن مألوفات البشر ويتخشع قلبه
-أصل الحنث الاثم فمعنى يتحنث يتجنب الحنث فكأنه بعبادته يمنع نفسه من الحنث
-الحكمة فى الغط شغله من الالتفات والمبالغة فى أمره باحضار قلبه لما يقوله له
-فيه أن النبي ?أمي لا يقرأ
-تكرار جبريل عليه السلام كلمة إقرأ ثلاثا مبالغة فى التنبيه ففيه أنه ينبغى للمعلم أن يحتاط فى تنبيه المتعلم وأمره باحضار قلبه
-قوله ?فقال اقرأ باسم ربك الذي خلق هذا دليل صريح فى أن أول ما نزل من القرآن اقرأ وهذا هو الصواب الذى عليه الجماهير من السلف والخلف واستدل بهذا الحديث بعض من يقول ان بسم الله الرحمن الرحيم ليست من القرآن فى أوائل السور لكونها لم تذكر هنا
-فيه خوف النبي ?مما أصابه
-فيه شدة ما لاقاه وذهابه فزعا لخديجة رضي الله عنه
- وأما علم خديجة رضى الله عنها برجفان فؤاده ?فالظاهر أنها رأته حقيقة ويجوز أنها لم تره وعلمته بقرائن وصورة الحال
-استحباب تأنيس من نزل به أمر بذكر تيسيره عليه وتهوينه لديه
-وأن من نزل به أمر استحب له أن يطلع عليه من يثق بنصيحته وصحة رأيه
-قالت له خديجة كلا أبشر فوالله لا يخزيك الله أبدا والله انك لتصل الرحم وتصدق الحديث وتحمل الكل وتكسب المعدوم وتقرى الضيف وتعين على نوائب الحق
- وصفته بأصول مكارم الأخلاق لأن الإحسان إما إلى الاقارب أو إلى الاجانب وإما بالبدن أو بالمال وإما على من يستقل بأمره أو من لا يستقل وذلك كله مجموع فيما وصفته به
-وكانت العرب تتمادح بكسب المال المعدوم لا سيما قريش وكان النبى ?يكسب المال العظيم الذى يعجز عنه غيره ثم يجود به فى وجوه الخير وأبواب المكارم كما ذكرت من حمل الكل وصلة الرحم وقرى الضيف والاعانة على نوائب الحق
-كان عليه الصلاة والسلام يعين على نوائب الحق هي كلمة جامعة لافراد ما تقدم ولما لم يتقدم
-وكان عليه الصلاة والسلام يصدق الحديث وهي من أشرف الخصال
-كان عليه الصلاة والسلام المثل الأعلى في الأخلاق وكان معروفا بهذا وبشهادة أقرب الناس إليه وهي زوجه رضي الله عنها
-قال العلماء رضى الله عنهم معنى كلام خديجة رضى الله عنها انك لا يصيبك مكروه لما جعل الله فيك من مكارم الأخلاق وكرم الشمائل وذكرت ضروبا من ذلك وفى هذا دلالة على أن مكارم الأخلاق وخصال الخير سبب السلامة من مصارع السوء
-فيه مدح الانسان فى وجهه فى بعض الأحوال لمصلحة نظر أو فيه تأنيس من حصلت له مخافة من أمر وتبشيره وذكر أسباب السلامة له
-فيه أعظم دليل وأبلغ حجة على كمال خديجة رضى الله عنها وجزالة رأيها وقوة نفسها وثبات قلبها وعظم فقهها فهي أم المؤمنين، سيدة أهل الجنة، من النساء اللواتي كمل عقلهن، أحبها النبي ?حبا كبيرا ولم يتزوج عليها وكان يذكرها بعد موتها ويتعاهد أحبائها.
-حسن تبعلها للنبي ?، فكان عليه الصلاة والسلام يبتعد عنها الليالي ذوات العدد وكانت هي تعينه ويرجع إليها فيتزود ويرجع للعبادة
-حسن تدبيرها رضي الله عنها وأرضاها، جاءها النبي ?خائفا فزعا فهدأت من روعه وأخذته لورقة ليرى أمره
-قوة قلبها رضي الله عنها وأرضاها وثباتها عند رؤيتها للنبي ?بتلك الحالة
-رجاحة عقلها رضي الله عنها حيث أدركت أنه لن يصيبه مكروها لما جعل الله فيه من مكارم الأخلاق وكرم الشمائل وذكرت ضروبا من ذلك وفى هذا دلالة على أن مكارم الأخلاق وخصال الخير سبب السلامة من مصارع السوء
-دماثة أخلاقها رضي الله عنها، إذ ذكرته بحسن أخلاقه ?، وهي التي كانت تسانده بمالها وتقره على أفعاله، فالطيبات للطيبين والطيبون للطيبات
¥