- وصفته بأصول مكارم الأخلاق لأن الإحسان إما إلى الاقارب أو إلى الاجانب وإما بالبدن أو بالمال وإما على من يستقل بأمره أو من لا يستقل وذلك كله مجموع فيما وصفته به
-وكانت العرب تتمادح بكسب المال المعدوم لا سيما قريش وكان النبى ?يكسب المال العظيم الذى يعجز عنه غيره ثم يجود به فى وجوه الخير وأبواب المكارم كما ذكرت من حمل الكل وصلة الرحم وقرى الضيف والاعانة على نوائب الحق
-كان عليه الصلاة والسلام يعين على نوائب الحق هي كلمة جامعة لافراد ما تقدم ولما لم يتقدم
-وكان عليه الصلاة والسلام يصدق الحديث وهي من أشرف الخصال
-كان عليه الصلاة والسلام المثل الأعلى في الأخلاق وكان معروفا بهذا وبشهادة أقرب الناس إليه وهي زوجه رضي الله عنها
-قال العلماء رضى الله عنهم معنى كلام خديجة رضى الله عنها انك لا يصيبك مكروه لما جعل الله فيك من مكارم الأخلاق وكرم الشمائل وذكرت ضروبا من ذلك وفى هذا دلالة على أن مكارم الأخلاق وخصال الخير سبب السلامة من مصارع السوء
-فيه مدح الانسان فى وجهه فى بعض الأحوال لمصلحة نظر أو فيه تأنيس من حصلت له مخافة من أمر وتبشيره وذكر أسباب السلامة له
-فيه أعظم دليل وأبلغ حجة على كمال خديجة رضى الله عنها وجزالة رأيها وقوة نفسها وثبات قلبها وعظم فقهها فهي أم المؤمنين، سيدة أهل الجنة، من النساء اللواتي كمل عقلهن، أحبها النبي ?حبا كبيرا ولم يتزوج عليها وكان يذكرها بعد موتها ويتعاهد أحبائها.
-حسن تبعلها للنبي ?، فكان عليه الصلاة والسلام يبتعد عنها الليالي ذوات العدد وكانت هي تعينه ويرجع إليها فيتزود ويرجع للعبادة
-حسن تدبيرها رضي الله عنها وأرضاها، جاءها النبي ?خائفا فزعا فهدأت من روعه وأخذته لورقة ليرى أمره
-قوة قلبها رضي الله عنها وأرضاها وثباتها عند رؤيتها للنبي ?بتلك الحالة
-رجاحة عقلها رضي الله عنها حيث أدركت أنه لن يصيبه مكروها لما جعل الله فيه من مكارم الأخلاق وكرم الشمائل وذكرت ضروبا من ذلك وفى هذا دلالة على أن مكارم الأخلاق وخصال الخير سبب السلامة من مصارع السوء
-دماثة أخلاقها رضي الله عنها، إذ ذكرته بحسن أخلاقه ?، وهي التي كانت تسانده بمالها وتقره على أفعاله، فالطيبات للطيبين والطيبون للطيبات
-كان ورقة بن نوفل على ملة قومه ثم تنصر وكان قد خرج هو وزيد بن عمرو بن نفيل لما كرها عبادة الأوثان إلى الشام وغيرها يسألون عن الدين فأما ورقة فأعجبه دين النصرانية فتنصر وكان لقي من بقي من الرهبان على دين عيسى ولم يبدل ولهذا أخبر بشأن النبي ?والبشارة به إلى غير ذلك مما أفسده أهل التبديل
-قول خديجة رضى الله عنها لورقة أى بن عم فلأنه بن عمها حقيقة كما ذكره أولا فى الحديث فانه ورقة بن نوفل بن أسد وهى خديجة بنت خويلد بن أسد
-وقالت رضي الله عنها في حق النبي ?أسمع من بن أخيك لأن والده عبد الله بن عبد المطلب وورقة في عدد النسب إلى قصي بن كلاب الذي يجتمعان فيه سواء فكان من هذه الحيثية في درجة إخوته أو قالته على سبيل التوقير لسنه
-فيه إرشاد إلى أن صاحب الحاجة يقدم بين يديه من يعرف بقدره ممن يكون أقرب منه إلى المسئول وذلك مستفاد من قول خديجة لورقة أسمع من بن أخيك أرادت بذلك أن يتأهب لسماع كلام النبي ?وذلك أبلغ في التعليم
-قول ورقة الناموس الذي أنزل على موسى ولم يقل على عيسى مع كونه نصرانيا لأن كتاب موسى عليه السلام مشتمل على أكثر الأحكام بخلاف عيسى أو قاله تحقيقا للرسالة لأن نزول جبريل على موسى متفق عليه بين أهل الكتاب بخلاف عيسى فإن كثيرا من اليهود ينكرون نبوته
-قوله يا ليتني فيها جذع: كأنه تمنى أن يكون عند ظهور الدعاء إلى الإسلام شابا ليكون أمكن لنصره وبهذا يتبين سر وصفه بكونه كان كبيرا أعمى
-وفيه دليل على جواز تمنى المستحيل إذا كان في فعل خير لأن ورقة تمنى أن يعود شابا وهو مستحيل عادة
-ويظهر أن التمنى ليس مقصودا على بابه بل المراد من هذا التنبيه على صحة ما أخبره به والتنويه بقوة تصديقه فيما يجيء به
-استبعد النبي ?أن يخرجوه لأنه لم يكن فيه سبب يقتضى الإخراج لما اشتمل عليه من مكارم الأخلاق التي تقدم من خديجة وصفها وقد استدل بن الدغنة بمثل تلك الأوصاف على أن أبا بكر لا يخرج
-قوله إلا عودي فذكر ورقة أن العلة في ذلك مجيئه لهم بالانتقال عن مألوفهم ولأنه علم من الكتب أنهم لا يجيبونه إلى ذلك وأنه يلزمه لذلك منابذتهم ومعاندتهم فتنشأ العداوة من ثم
وفيه دليل على أن المجيب يقيم الدليل على ما يجيب به إذا اقتضاه المقام
-فتور الوحي عبارة عن تأخره مدة من الزمان وكان ذلك ليذهب ما كان ?وجده من الروع وليحصل له التشوف إلى العود
-حرص عائشة رضي الله عنها على معرفة كيفية نزول الوحي، وما جرى للنبي ?
فحفظت ذلك رغم صغر سنها
-عائشة رضي الله عنها لم تدرك هذه القضية لكنها رحمها الله روتها بتفاصيلها ودقتها وهذا يبين حرصها على العلم والتعلم والدعوة رضي الله عنها
¥