-ومن فتح الباري:"قوله فلما دفن قالت فاطمة يا أنس ... أشارت عليها السلام بذلك إلى عتابهم على إقدامهم على ذلك لأنه يدل على خلاف ما عرفته منهم من رقة قلوبهم عليه لشدة محبتهم له وسكت أنس عن جوابها رعاية لها ولسان حاله يقول لم تطب أنفسنا بذلك إلا أنا قهرناها على فعله امتثالا لأمره وقد قال أبو سعيد فيما أخرجه البزار بسند جيد وما نفضنا أيدينا من دفنه حتى أنكرنا قلوبنا ومثله في حديث ثابت عن أنس عند الترمذي وغيره يريد أنهم وجدوها تغيرت عما عهدوه في حياته من الألفة والصفاء والرقة لفقدان ما كان يمدهم به من التعليم والتأديب"
1620و حدثنا ثابت عن أنس أن فاطمة قالت حين قبض رسول الله ? وا أبتاه إلى جبرائيل أنعاه وا أبتاه من ربه ما أدناه وا أبتاه جنة الفردوس مأواه وا أبتاه أجاب ربا دعاه قال حماد فرأيت ثابتا حين حدث بهذا الحديث بكى حتى رأيت أضلاعه تختلف
من فوائد الحديث:
-قال ابن حجر في فتح الباري:"قولها بعد أن قبض وا أبتاه .... الخ فيؤخذ منه أن تلك الألفاظ إذا كان الميت متصفا بها لا يمنع ذكره لها بعد موته بخلاف ما إذا كانت فيه ظاهرا وهو في الباطن بخلافه أو لا يتحقق اتصافه بها فيدخل في المنع"
-وفي عمدة القاري:"قول فاطمة رضي الله تعالى عنها حين توفي النبي ?وأبتاه من ربه ما أدناه وأبتاه إلى جبريل ننعاه وفي الصحيح أيضا في قصة الرجل الذي مات ودفن ليلا فقال النبي ?:" أفلا كنتم آذنتموني " فهذه الأحاديث دالة على جواز النعي وقال النووي إن النعي المنهي عنه إنما هو نعي الجاهلية قال وكانت عادتهم إذا مات منهم شريف بعثوا راكبا إلى القبائل يقول نعا يا فلان أو يا نعاء العرب أي هلكت العرب بهلاك فلان ويكون مع النعي ضجيج وبكاء وأما إعلام أهل الميت وأصدقائه وقرابته فمستحب على ما ذكرناه آنفا"
-فيه شدة الحزن على موت النبي ?
-فيه رثاء فاطمة رضي الله عنها أبوها
-فيه جواز البكاء على الميت
-فيه أننا كلنا ميتون، وليس منا من سيخلد في هذه الدنيا الفانية، فسيد الخلق مات ...
-ما أظن أن هناك إنسانا يقرأ هذا الحديث ولا يبكي ... فكلمات فاطمة رضي الله عنها مؤثرة
-أسأل من الله أن نكون من أهل الفردوس، وأن نكون مع حبيبنا محمد ?
كتاب الأطعمة:
3296حدثنا جبارة بن المغلس حدثنا عبيد بن وسيم الجمال حدثني الحسن بن الحسن عن أمه فاطمة بنت الحسين عن الحسين بن علي عن أمه فاطمة ابنة رسول الله ? قالت قال رسول الله ? ألا لا يلومن امرؤ إلا نفسه يبيت وفي يده ريح غمر
من فوائد الحديث:
-قال الشيخ الألباني: حسن لغيره
-قال المباركفوري في تحفة الأحوذي: وفي يده غَمَر:أي دسم ووسخ وزهومة من اللحم
-وفي مرقاة المفاتيح: فلا يلومن إلا نفسه: لأنه مقصر في حقه
-قال السندي في شرحه لسنن ابن ماجه:قوله فأصابه شيء، للبزار "فأصابه خبل" وفي الزوئد فأصابه لمم" وهو لمس من الجنون، وفي رواية "فأصابه وضح" وهو البرص وقال الطيبي وغيره فأصابه إيذاء من الهوام وذلك لأن ذوات السموم ربما تقصده في المنام لرائحة الطعام في يده فتؤذيه
-في رواية لابن ماجه وأبي داود زيادة"ولم يغسله" قال الشوكاني:"إطلاقه يقتضي حصول السنة بمجرد الغسل بالماء، قال ابن رسلان: والأولى غسل اليد منه بالأشنان والصابون وما في معناهما
-أنه لا ينبغي النوم بدون غسل اليدين من رائحة الغمر
-فيه حرص النبي ?على نفع الناس وسلامتهم
-فيه حث الإسلام على النظافة
مسند أحمد
كتاب باقي مسند الأنصار:
26456قال حدثنا أبو نعيم الفضل بن دكين قال حدثنا زكريا بن أبي زائدة عن الفراس عن الشعبي عن مسروق عن عائشة قالت أقبلت فاطمة تمشي كأن مشيتها مشية رسول الله ? فقال مرحبا بابنتي ثم أجلسها عن يمينه أو عن شماله ثم إنه أسر إليها حديثا فبكت فقلت لها استخصك رسول الله ? حديثه ثم تبكين ثم إنه أسر إليها حديثا فضحكت فقلت ما رأيت كاليوم فرحا أقرب من حزن فسألتها عما قال فقالت ما كنت لأفشي سر رسول الله ? حتى إذا قبض النبي ? سألتها فقالت إنه أسر إلي فقال إن جبريل عليه السلام كان يعارضني بالقرآن في كل عام مرة وإنه عارضني به العام مرتين ولا أراه إلا قد حضر أجلي وإنك أول أهل بيتي لحوقا بي ونعم السلف أنا لك فبكيت لذلك ثم قال ألا ترضين أن تكوني سيدة نساء هذه الأمة أو نساء المؤمنين قالت فضحكت لذلك
¥