تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[مناظرات أهل العلم - الفقهية -]

ـ[عمر الإمبابي]ــــــــ[11 - 12 - 06, 12:46 م]ـ

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...

أرجو من المشايخ والإخوة الكرام المشاركة بما لديهم من مناظرات فقهية بين أهل العلم ..

وجزاكم الله خيرا.

وأبدأ بهذه المناظرة:

مناظرة في: حكم بيع دور مكة وإجارتها

بين الإمامين الجبلين الشافعي وإسحاق بن راهويه

- رحمهما الله -

رَوَى الْبَيْهَقِيُّ بِإِسْنَادِهِ عَنْ إبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْكُوفِيِّ قَالَ:

رَأَيْتُ الشَّافِعِيَّ بِمَكَّةَ يُفْتِي النَّاسَ، وَرَأَيْتُ إِسْحَاقَ بْنَ رَاهْوَيْهِ وَأَحْمَدَ بْنَ حَنْبَلٍ حَاضِرَيْنِ فَقَالَ أَحْمَدُ لِإِسْحَاقَ: تَعَالَ حَتَّى أُرِيَكَ رَجُلًا لَمْ تَرَ عَيْنَاكَ مِثْلَهُ، فَقَالَ إِسْحَاقُ: لَمْ تَرَ عَيْنَايَ مِثْلَهُ؟ فَقَالَ نَعَمْ: فَجَاءَ بِهِ فَوَقَفَهُ عَلَى الشَّافِعِيِّ فَذَكَرَ الْقِصَّةَ إلَى أَنْ قَالَ:

ثُمَّ تَقَدَّمَ إِسْحَاقُ إلَى مَجْلِسِ الشَّافِعِيِّ فَسَأَلَهُ عَنْ كِرَاءِ بُيُوتِ مَكَّةَ

فَقَالَ الشَّافِعِيُّ: هُوَ عِنْدَنَا جَائِزٌ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ {وَهَلْ تَرَكَ لَنَا عَقِيلٌ مِنْ دَارٍ؟}

فَقَالَ إِسْحَاقُ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ عَنْ هِشَامٍ عَنْ الْحَسَنِ أَنَّهُ لَمْ يَكُنْ يَرَى ذَلِكَ وَعَطَاءٌ وَطَاوُوسٌ لَمْ يَكُونَا يَرَيَانِ ذَلِكَ.

فَقَالَ الشَّافِعِيُّ لِبَعْضِ مَنْ عَرَفَهُ: مَنْ هَذَا؟

قَالَ: هَذَا إِسْحَاقُ بْنُ رَاهْوَيْهِ الْحَنْظَلِيُّ الْخُرَاسَانِيُّ

فَقَالَ لَهُ الشَّافِعِيُّ: أَنْتَ الَّذِي يَزْعُمُ أَهْلُ خُرَاسَانَ أَنَّكَ فَقِيهُهُمْ؟

قَالَ إِسْحَاقُ: هَكَذَا يَزْعُمُونَ

قَالَ الشَّافِعِيُّ: مَا أَحْوَجَنِي أَنْ يَكُونَ غَيْرُكَ فِي مَوْضِعِكَ فَكُنْتُ آمُرُ بِفِرَاكِ أُذُنَيْهِ، أَنَا أَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَنْتَ تَقُولُ قَالَ طَاوُسٌ وَالْحَسَنُ وَإِبْرَاهِيمُ، هَؤُلَاءِ لَا يَرَوْنَ ذَلِكَ؟ وَهَلْ لِأَحَدٍ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حُجَّةٌ؟ وَذَكَرَ كَلَامًا طَوِيلًا.

ثُمَّ قَالَ الشَّافِعِيُّ: قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {لِلْفُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ} أَفَتُنْسَبُ الدِّيَارُ إلَى مَالِكِينَ أَوْ غَيْرِ مَالِكِينَ؟

فَقَالَ إِسْحَاقُ: إلَى مَالِكِينَ

قَالَ الشَّافِعِيُّ: قَوْلُ اللَّهِ أَصْدَقُ الْأَقَاوِيلِ، وَقَدْ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: {مَنْ دَخَلَ دَارَ أَبِي سُفْيَانَ فَهُوَ آمِنٌ}، وَقَدْ اشْتَرَى عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ دَارَ الْحَجَّامِينَ وَذَكَرَ الشَّافِعِيُّ لَهُ جَمَاعَةً مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ

فَقَالَ لَهُ إِسْحَاقُ: {سَوَاءً الْعَاكِفُ فِيهِ وَالْبَادِ}

فَقَالَ الشَّافِعِيُّ: قَالَ اللَّهُ تَعَالَى {وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ الَّذِي جَعَلْنَاهُ لِلنَّاسِ سَوَاءً الْعَاكِفُ فِيهِ وَالْبَادِ} وَالْمُرَادُ الْمَسْجِدُ خَاصَّةً، وَهُوَ الَّذِي حَوْلَ الْكَعْبَةِ، وَلَوْ كَانَ كَمَا تَزْعُمُ لَكَانَ لَا يَجُوزُ لِأَحَدٍ أَنْ يَنْشُدَ فِي دُورِ مَكَّةَ وَفِجَاجِهَا ضَالَّةً، وَلَا يَنْحَرَ فِيهَا اُلْبُدْنَ، وَلَا يُلْقِيَ فِيهَا الْأَرْوَاثَ، وَلَكِنْ هَذَا فِي الْمَسْجِدِ خَاصَّةً

فَسَكَتَ إِسْحَاقُ وَلَمْ يَتَكَلَّمْ

فَسَكَتَ عَنْهُ الشَّافِعِيُّ.

نقلا عن:

المجموع للإمام النووي 9/ 299

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير