قال تعالى: ولما جاءت رسلنا إبراهيم بالبشرى قالوا سلاما قال سلام فما لبث أن جاء بعجل حنيذ فلما رأى أيديهم لا تصل إليه نكرهم وأوجس منهم خيفة قالوا لا تخف إنا أرسلنا إلى قوم لوط وامرأته قائمة فضحكت فبشرناها بإسحاق ومن وراء إسحاق يعقوب قالت يا ويلتا أألد وأنا عجوز وهذا بعلي شيخا إن هذا لشيء عجيب قالوا أتعجبين من أمر الله
فتأمل سياق هذه البشارة وتلك تجدهما بشارتين متفاوتتين مخرج إحداهما غير مخرج الأخرى
والبشارة الأولى كانت له والثانية كانت لها
والبشارة الأولي هي التي أمر بذبح من بشر فيها دون الثانية السابع: أن إبراهيم عليه السلام لم يقدم بإسحاق إلى مكة البتة ولم يفرق بينه وبين أمه وكيف يأمره الله تعالى أن يذهب بابن امرأته فيذبحه بموضع ضرتها في بلدها ويدع ابن ضرتها
الثامن: أن الله تعالى لما اتخذ ابراهيم خليلا والخلة تتضمن أن يكون قلبه كله متعلقا بربه ليس في شعبة لغيره فلما سأله الولد وهبه اسماعيل فتعلق به شعبة من قلبه فأراد خليله سبحانه أن تكون تلك الشعبة له ليست لغيره من الخلق فامتحنه بذبح ولده فلما أقدم على الامتثال خلصت له تلك الخلة وتمحضت لله وحده فنسخ الأمر بالذبح لحصول المقصود وهو العزم وتوطين النفس على الامتثال ومن المعلوم: أن هذا إنما يكون في أول الأولاد لا في آخرها فلما حصل هذا المقصود من الولد الأول لم يحتج في الولد الآخر إلى مثله فإنه لو زاحمت محبة الولد الآخر الخلة لأمر بذبحه كما أمر بذبح الأول فلو كان المأمور بذبحه هو الولد الآخر لكان قد أقره في الأول
على مزاحمة الخلة به مدة طويلة ثم أمره بما يزيل المزاحم بعد ذلك وهذا خلاف مقتضى الحكمة فتأمله
التاسع: أن إبراهيم عليه السلام إنما رزق إسحاق عليه السلام على الكبر وإسماعيل عليه السلام رزقه في عنفوانه وقوته والعادة أن القلب أعلق بأول الأولاد وهو إليه أميل وله أحب بخلاف من يرزقه على الكبر ومحل الولد بعد الكبر كمحل الشهوة للمرأة
العاشر: أن النبيصلى الله عليه وسلمكان يفتخر بقوله: أنا ابن الذبيحين يعني أباه عبدالله وجده إسماعيل
والمقصود: أن هذه اللفظة مما زادوها في التوراة. (اهـ من آخر إغاثة اللهفان لابن القيم رحمه الله)
ـ[يحيى صالح]ــــــــ[22 - 09 - 07, 06:31 م]ـ
جزاكم الله خيرا
مع شكي في صحة اللفظة " أنا ابن الذبيحين "
ـ[عمار التميمي]ــــــــ[23 - 09 - 07, 08:15 ص]ـ
النقطة الاولى: لسنا بصدد الكلام عن ما في تحريف التوراة فلا يؤخذ منها أن الذبيح كان البكر استنادا على كلام محرف
من التوراة.
النقطة الثانية: قول: ((لا تقتضيه الحكمة)). الحكمة من قصة الذبح ليس له علاقة بغيرة من سارة، وهذا الكلام على
كون انه حصل غيرة من سارة لا يجوز الدخول فيه كونه لا يثبت عندنا بل هو من الإسرائيليّات.
النقطة الثالثة: قول: ((قصة الذبح كانت بمكة قطعا)) يحتاج الى دليل. و نُسك الاضحية في الحج تذكير بهذه القصة المباركة للمسلمين سواء أكان الذبيح اسماعيل او اسحاق وسواء أكان في مكة او غيرها، فالانبياء والمؤمنين آُمّة واحدة.
النقطة الرابعة: لا يلزم كون البشارة بشارة واحدة في نفس الحادث. وهذه واردة في كتاب ابن كثير (قصص الانبياء)، راجعها.
النقظة الخامسة: قد اوضحتها بردي السابق.
النقطة السادسة: ليس لدينا دليل جازم على أن قصة الذبيح حصلت قبل ولادة اسحاق، ولا يستدل بالنقطة الخامسة لأن دليلها ظنّي.
النقطة السابعة: راجع النقطة الثالثة.
النقطة الثامنة: قول ((إنما يكون في اول الأولاد لا في آخرها)) لا اصل في حُكمه. وكون امتثال ابراهيم لأمر الله سواء
أكان في اول اولاده او الآخر، فلا حاجة لتكرار المحنة. ايضا راجع النقطة التاسعة.
النقطة التاسعة: سورة ابراهيم آية 39 ((الحمد لله الذى وهب لى على الكبر إسماعيل و إسحاق إنّ ربّى لسميع الدعاء)).
النقطة العاشرة: هذا الحديث: (( ... انا ابن الذبيحين ... )) لا يثبت صِحّته.
ـ[ابن عبد الغنى]ــــــــ[23 - 09 - 07, 09:47 ص]ـ
¥