معرفة معاني القرآن جمل وتفصيلا، ومعرفة غرض القصص القرآني، ومنه تميز الإسرائليات عن غيرها، ثم تعرف ما كان فيه نص تحريف في الفهم أو النص مما هو عند أهل الكاب.
كما أن ذلك يجيب على تساؤلات سئلها السلف وما زال سؤالها يدور بين الخلف _ ولا نشك أن السلف لما تكلموا فيها لم تكن من المسائل التي لا طائل تحتها ولا ثمرة فيها _.
وغير ذلك من الثمار التي يطلبها طلاب العلم.
ـ[عبدالله الميمان]ــــــــ[18 - 10 - 07, 06:52 ص]ـ
ممن رجح بأن الذبيح هو إسحاق عليه السلام: شيخ المفسرين ابن جرير الطبري رحمه الله في التفسير، وممن رجح أنه إسماعيل: أبو الفداء إسماعيل بن كثير رحمه الله في تفسيره، وكذلك الشنقيطي رحمه الله في تفسيره، ولعل القول الثاني أرجح والله أعلم، وإليك سياق كلام الشنقيطي رحمه الله في تفسيره لآية سورة الصافات يقول رحمه الله: (اعلم أولاً أن العلماء اختلفوا في هذه الغلام الذي أمر إبراهيم في المنام بذبحه، ومعلوم أن رؤيا الأنبياء وحي، ثم لما باشر عمل ذبحه امتثالاً للأمر، فداه الله بذبح عظيم، هل هو إسماعيل أو إسحاق؟ وقد وعدنا في سورة الحجر، بأنا نوضح ذلك بالقرآن في سورة الصافات، وهذا وقت إنجاز الوعد.
اعلم وفقني الله وإياك. أن القرآن العظيم قد دل في موضعين، على أن الذبيح هو إسماعيل لا إسحاق أحدهما في الصافات، والثاني في هود.
أما دلالة آيات الصافات على ذلك فهي واضحة جداً من سياق الآيات، وإيضاح ذلك أنه تعالى قال عن نبيه إبراهيم: {وَقَالَ إِنِّي ذَاهِبٌ إلى رَبِّي سَيَهْدِينِ رَبِّ هَبْ لِي مِنَ الصالحين فَبَشَّرْنَاهُ بِغُلاَمٍ حَلِيمٍ فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السعي قَالَ يابني إني أرى فِي المنام أَنِّي أَذْبَحُكَ فانظر مَاذَا ترى قَالَ ياأبت افعل مَا تُؤمَرُ ستجدني إِن شَآءَ الله مِنَ الصابرين فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ وَنَادَيْنَاهُ أَن ياإبراهيم قَدْ صَدَّقْتَ الرؤيآ إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي المحسنين إِنَّ هذا لَهُوَ البلاء المبين وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ وَتَرَكْنَا عَلَيْهِ فِي الآخرين سَلاَمٌ على إِبْرَاهِيمَ كَذَلِكَ نَجْزِي المحسنين} [الصافات: 99110] قال بعد ذلك عاطفاً على البشارة الأولى: {وَبَشَّرْنَاهُ بِإِسْحَاقَ نَبِيّاً مِّنَ الصالحين} [الصافات: 112] فدل ذلك على أن البشارة الأولى شيء غير المبشر به في الثانية لأنه لا يجوز حمل كتاب الله على أن معناه: فبشرناه بإسحاق، ثم بعد انتهاء قصة ذبحه يقول أيضاً: وبشرناه بإسحاق، فهو تكرار لا فائدة فيه ينزّه عنه كلام الله، وهو واضح في أن الغلام المبشَّر به أولاً الذي فُدي بالذبح العظيم، هو إسماعيل، وأن البشارة بإسحاق نص الله عليها مستقلة بعد ذلك.
وقد أوضحنا في سورة النحل في الكلام على قوله تعالى: {مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِّن ذَكَرٍ أَوْ أنثى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً} [النحل: 97] الآية. أن المقرر في الأصول أن النص من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم إذا احتمل التأسيس والتأكيد معاً، وجب حمله على التأسيس ولا يجوز حمله على التأكيد إلا لدليل يجب الرجوع إليه.
ومعلوم في اللغة العربية، أن العطف يقتضي المغايرة، فآية الصافات هذه دليل واضح للمنصف على أن الذبيح إسماعيل لا إسحاق، ويستأنس لهذا بأن المواضع التي ذكر فيها إسحاق يقيناً عبر عنه في كلها بالعلم لا الحلم، وهذا الغلام الذبيح وصفة بالحلم لا العلم.
وأما الموضع الثاني الدال على ما ذكرنا أنه في سورة هود فهو قوله تعالى: {وامرأته قَآئِمَةٌ فَضَحِكَتْ فَبَشَّرْنَاهَا بِإِسْحَاقَ وَمِن وَرَآءِ إِسْحَاقَ يَعْقُوبَ} [هود: 71] لأن رسل الله من الملائكة بشرتها بإسحاق، وأن إسحاق يلد يعقوب، فكيف يعقل أن يؤمر إبراهيم بذبحه، وهو صغير، وهو عنده علم يقين بأنه يعيش حتى يلد يعقوب.فهذه الآية أيضاً دليل واضح على ما ذكرنا، فلا ينبغي للمنصف الخلاف في ذلك بعد دلالة هذه الأدلة القرآنية على ذلك. والعلم عند الله تعالى.
ـ[طارق علي محمد]ــــــــ[20 - 10 - 07, 06:37 م]ـ
ليراجع كتاب القاضي عياض {الشفا} فانه قد اوضح ان المسئلة على خلاف بين اهل العلمولا ارى دليلا يقطع حجة احد الفريقين فهي من المسائل التي اشتهر فيها الخلاف وان جهل هذا الخلاف من جهله.
ـ[أبي عبدالله]ــــــــ[21 - 10 - 07, 01:57 ص]ـ
سبحان الله ...
زلات العلماء دليل على أن الكمال لله والعصمة لرسوله صلى الله عليه وسلم ...
سؤالي:
الله سبحانه وتعالى بشر إبراهيم وسارة بإسحاق ومن وراء إسحاق يعقوب, وهذا دليل قطعي على أن إسحاق سوف يعيش ويكبر ويتزوج وينجب ولدا!!!
إذن كيف يأمر الله إبراهيم عليه الصلاة والسلام بذبح ابنه الذي بشره به وبأبنه من بعده؟؟؟
وإبراهيم يعلم البشارة بالابن وبأبن الابن؟؟؟
¥