ـ[د. الياس]ــــــــ[06 - 06 - 08, 11:20 م]ـ
وأما اصحاب القول الثاني الذين قالوا بان الذبيح إسماعيل وهم عدد كبير من الصحابة والتابعين منهم ابو بكر ومعاوية بن ابي سفيان وابو هريرة وعبد الله بن عمر وابن عباس في اصح الروايتين عنه والشعبي ومجاهد وعطاء بن ابي رباح والحسن البصري وعمر بن عبد العزيز رضي الله عنهم وقد رجح هذا القول ابن كثير وآخرون واستدلوا بأدلة من اهمها:
1 - ان سياق الآيات يشير إلى ان الذبيح إسماعيل فقد استدل على ذلك الإمام محمد بن كعب القرظي من خلال قوله تعالى (فبشرناها بإسحاق ومن وراء اسحاق يعقوب) قال فكيف: تقع البشارة بإسحاق وانه سيولد له يعقوب ثم يؤمر بذبح اسحاق وهو صغير قبل ان يولد له. هذا لا يكون لانه يناقض البشارة المتقدمة والله اعلم.
2 - ما رواه الحاكم ان اعرابيا جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم طالباً العطاء، فقال فيما قال ((فعد علي مما افاء الله عليك يا ابن الذبيحين فتبسم رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم ينكر عليه)) يعني جده الأعلى إسماعيل واباه عبد الله.
وأما حديث ((أنا ابن الذبيحين)) فقد ذكره الحاكم.
وقال الزيلعي وابن حجر في تخريج احاديث الكشاف لم نجده بهذا اللفظ.
وأما حديث الأعرابي فهو حديث حسن بل صححه الحاكم والذهبي لوروده من عدة طريق يقوي بعضها بعضاً.
قال ابن حجر: وحديث انا ابن الذبيحين رويناه من حديث معاوية ونقله عبد الله بن احمد عن ابيه وابن ابي حاتم عن ابيه واطنب ابن القيم في الاستدلال لتقويته.
3 - ما رواه الامام احمد والحاكم عن ابن عباس رضي الله عنه انه قال: الذبيح اسماعيل.
4 - قال ابن القيم: لا ريب ان الذبيح كان بمكة ولذلك جعلت القرابين يوم النحر بها كما جعل السعي بن الصفا والمروة ورمي الحجار تذكيراً لشان اسماعيل وامه واقامة لذكر الله ومعلوم ان اسماعيل وامه هما اللذان كانا بمكة دون اسحاق وامه، ولو كان الذبح بالشام كما يزعم اهل الكتاب ومن تلقى عنهم لكانت القرابين والنحر بالشام لا بمكة.
هذه هي اهم أدلة اصحاب القول الثاني، وقد بسط القول في هذه المسألة مع أدلة الفريقين الامام السيوطي في رسالة أطلق عليها ((القول الفصيح في تعيين الذبيح)) لكنه توقف في ترجيح من هو الذبيح وممن توقف في هذه المسألة أيضاً الشوكاني رحمهما الله.
وقد أجاب اصحاب هذا القول على ادلة من قال انه اسحاق فقالوا:
أما بالنسبة للحديث الذي رواه الامام احمد فقد قال فيه الهيثمي فيه عطاء بن السائب وقد اختلط.
وقد علق الشيخ احمد محمد شاكر على هذا الحديث فقال اسناده صحيح إلا أن قوله فيه ((فلما اراد ان يذبح ابنه اسحاق)) نراه خطأ من عطاء بن السائب فالذبيح اسماعيل كما دل عليه الكتاب والسنة.
وأما رواية الطبري فضعيفة، قال ابن كثير في اسناده ضعيفان وهما الحسن بن دينار البصري متروك وعلي بن زيد بن جدعان منكر الحديث.
وأما بالنسبة لرواية الطبراني ففيه عبد الرحمن بن زيد بن اسلم وهو ضعيف فلا يحتج بمروياته.
وأما بالنسبة لسياق الآية فالاستنتاج منه ان الذبيح اسحاق غير سديد لان عود الضمير على الغلام الذبيح ثم ذكر اسم اسحاق صريحاً يقتضي التغاير بين اسحاق والذبيح.
قال ابن القيم رحمه الله: وأما القول اسحاق فباطل باكثر من عشرين وجهاً.
وهكذا يترجح لنا ان الذبيح هو اسماعيل عليه السلام وقد اجاد من قال:
ان الذبيح هديت اسماعيل نطق الكتاب بذاك والتنزيل
شرف به خص الإله نبينا وأبانه التفسير والتاويل
ـ[محمد أبو عمر]ــــــــ[22 - 07 - 08, 11:45 م]ـ
جزاكم الله خيرا