تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

من أفضل ما يستغل به المسلم وقته هو العمل الصالح الذي يذهب معه في قبره وحشره فما هي أفضل الأعمال التي يقضي بها المسلم وقته وجهونا في ذلك .. ؟؟

الجواب:

أحب الأعمال إلى الله عز وجل توحيده والإيمان به وحسن الظن به عز وجل وصدق اللجأ إليه، ولذلك عظم الله في كتابه أعمال القلوب من خشيته -سبحانه- والخوف منه وحبه -سبحانه- والتوكل عليه، وكذلك ما يصحب ذلك من أعمال الجوارح التي تزيد الإيمان بالله عز وجل وإذا وقر الإيمان في القلب صدقه العمل، ولا صلاح للقلوب إلا بالإيمان بالله والتوكل على الله وكمال اليقين في الله عز وجل، وإذا صلح القلب بالإيمان صلحت الجوارح قال صلى الله عليه وسلم ((ألا إن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب)) ولا يمكن للقلب أن يصلح إلا بالإيمان بالله قال الله- تعالى-: {وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ} (1) فإذا آمن العبد بربه وأصبح وأمسى وليس في قلبه إلا الله ولا يرجوا إلا رحمة الله، ولا يخاف إلا من الله إن أصابته ضراء صبر فكان خيراً له وإن أصابته سراء شكر فكان خيراً له، إذا كمل إيمانه بالله وعظم يقينه في الله فإنه ينال السعادة الأبدية في الدنيا والآخرة، فأول ما ينبغي على من يريد أن يلقى الله عز وجل بأحب الأعمال وأفضل الأعمال أن يصلح ما بينه وبين الله ومن أصلح ما بينه وبين الله أصلح الله ما بينه وبين الناس: {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمْ الرَّحْمَانُ وُدًّا} (2) فيجعله الله محل الحب ومحل الإجلال ويصلح له ما يكون بينه وبين أهله وزوجه، قال الله عن نبيه زكريا: {وَأَصْلَحْنَا لَهُ زَوْجَهُ} (3) فالله يصلح لك جميع الشئون ويتولى لك جميع الأمور متى ما أمسيت وأصبحت مؤمناً به، متوكلاً عليه مفوضاً أمورك كلها إلى الله، ووالله إن الإنسان يعلم الله الذي لا إله غيره ولا رب سواه أننا لانأسف في هذه الدنيا على ذهاب الأموال، ولا على ذهاب الأولاد، ولا على غيرها من ما فيها من لذات الدنيا وشرورها؛ ولكن والله نأسف أننا نخرج وما قدرنا الله حق قدره، الإنسان إذا أمسى وأصبح في نعمة عبدٍ، تحدث بنعمة العبد صباحاً ومساءً وحفظ معروفه وذكره بين الناس، ولكن قل أن يذكر فضل الله وإحسانه، وهو في كل طرفة عين وفي كل لمحة بال يغدق الله عليه من النعم ويدفع الله عنه من الشرور والنقم ما لا يعلمه إلا هو عز وجل، فالواجب على الإنسان إذا فكر أن يعمر وقته: أن يعلم أن الله لا يبارك له في هذا الوقت وأن الله لا يصلح له وقته ولا يضع له فيه الخير والبر إلا إذا أصلح ما بينه وبين الله بصلاح قلبه، ويملأ قلبه من إجلال الله وتوحيده وتعظيم الله عز وجل فإذا فعل ذلك آثر ما عند الله على ماعنده وآثر الآخرة على الدنيا وبذلك يشمر عن ساعد الجد في طاعة الله ومرضاة الله ولا تكل له عزيمة ولا تفنى له نفس في طلب ما عند الله عز وجل من رضوانه العظيم ومحبته الكريمة –ونسأل الله العظيم أن يجعلنا وإياكم ذلك الرجل- فإذا أراد المسلم أن يصلح الله له وقته وأن يصلح له عمره حرص على فضائل الأعمال التي تثبت الإيمان في القلب وتزيد الإنسان تمسكاً بطاعة الله وأحبها إلى الله وأزكاها عند الله كثرة الصلوات وكثرة النوافل قال صلى الله عليه وسلم: ((استقيموا ولن تحصوا واعلموا أن خير أعمالكم الصلاة)) فيستكثر المؤمن من النوافل ويحرص على أنه يمسي ويصبح وله في صحيفة عمله من النوافل خاصة في قيام الليل، فنوافل الصلوات لها سر عظيم في حفظ الإنسان والله- تعالى- جعل الصلاة من أعظم القربات التي يحفظ بها العبد، يحفظ بها من الفتن ومن الشهوات، وكان بعض العلماء والأئمة إذا اشتكي إليهم من الفتن أمر بالصلاة، وذكر صاحبها بالصلاة وقال له لن تفتن ما دمت محافظاً على الصلاة فإن الله يقيم للعبد أمر الدنيا والآخرة بالصلاة، ولذلك جعل الجنة مقرونة بإقام الصلاة وثبت في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم: ((أن من حفظ للصلاة طهارتها وركوعها وسجودها ووقتها وأداها على وجهها صعدت إلى السماء وعليها نور ففتحت لها أبواب السماء حتى تنتهي إلى ماشاء الله وتقول حفظك الله كما حفظتني)) ولن تجد شاباً ملتزماً على طاعة الله -لأن أكثر ما يتعرض للفتن الشباب-

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير