[كيف نجمع بين كثرة ختم القرآ من السلف وبي حديث إن عمرولا يفقهه من يقرؤه في أقل من ثلا]
ـ[سل بابكر]ــــــــ[23 - 09 - 07, 04:14 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وبعد: فإننا نجد في الحديث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((لا يفقهه من يقرؤه في أقل من ثلاث))
كيف نجمع بين هذا الحديث وبين كثر ة ختم القرآن في اليوم الواحد مرة أوأكثر عند سلف الصلح
أفيدونا مأجورين!!!
ـ[عبدالله الميمان]ــــــــ[23 - 09 - 07, 06:35 م]ـ
ذكر ابن رجب رحمه الله في اللطائف جوابا عن ذلك ونصه: (و إنما ورد النهي عن قراءة القرآن في أقل من ثلاث على المداومة على ذلك فأما في الأوقات المفضلة كشهر رمضان خصوصا الليالي التي يطلب فيها ليلة القدر أو في الأماكن المفضلة كمكة لمن دخلها من غير أهلها فيستحب الإكثار فيها من تلاوة القرآن اغتناما للزمان و المكان و هو قول أحمد و إسحاق و غيرهما من الأئمة و عليه يدل عمل غيرهم)
ـ[أبا قتيبة]ــــــــ[23 - 09 - 07, 06:36 م]ـ
قال شيخ الاسلام فى مجموع الفتاوى:
فصل في " تحزيب القرآن " وفي " كم يقرأ " وفي " مقدار الصيام والقيام المشروع ". عن {عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال: أنكحني أبي امرأة ذات حسب فكان يتعاهد ابنته فيسألها عن بعلها فتقول: نعم الرجل لم يطأ لنا فراشا ولم يفتش لنا كنفا مذ أتيناه فلما طال ذلك عليه ذكر ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فقال: القن به فلقيته بعد فقال: كيف تصوم؟ قلت: كل يوم. قال: متى - أو كيف - تختم؟ قلت: كل ليلة. قال: صم من كل شهر ثلاثة أيام واقرأ القرآن في كل شهر. قلت: إني أطيق أكثر من ذلك. قال: صم ثلاثة أيام من كل جمعة. قلت: إني أطيق أكثر من ذلك. قال: أفطر يومين وصم يوما قال: قلت إني أطيق أكثر من ذلك. قال: صم أفضل الصوم صوم داود صيام يوم وإفطار يوم واقرأ القرآن في كل سبع ليال مرة. قال: فليتني قبلت رخصة رسول الله صلى الله عليه وسلم وذلك أني كبرت وضعفت} " فكان يقرأ على [ص: 406] بعض أهله السبع من القرآن بالنهار والذي يقرؤه يعرضه من النهار ليكون أخف عليه بالليل ; فإذا أراد أن يتقوى أفطر أياما وأحصى وصام مثلهن كراهية أن يترك شيئا فارق عليه النبي صلى الله عليه وسلم.
وقال بعضهم: في ثلاث وفي خمس وأكثرهم على سبع. وفي لفظ: " {اقرأ القرآن في شهر قلت: إني أجد قوة. قال: فاقرأه في سبع ولا تزد على ذلك} " رواه بكماله البخاري وهذا لفظه. وروى مسلم الحديث بنحوه واللفظ الآخر مثله. وفي رواية {ألم أخبر أنك تصوم الدهر وتقرأ القرآن كل ليلة فقلت: نعم يا نبي الله. وفيه قال: اقرأ القرآن في كل شهر قال: قلت يا نبي الله إني أطيق أفضل من ذلك قال فاقرأه في كل عشر قال: قلت يا نبي الله إني أطيق أفضل من ذلك قال: فاقرأه في سبع ولا تزد على ذلك. قال: فشددت فشدد علي وقال لي النبي صلى الله عليه وسلم إنك لا تدري لعلك يطول بك عمرك قال: فصرت إلى الذي قال النبي صلى الله عليه وسلم} " وعن عبد الله بن عمرو عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " {اقرأ القرآن في كل ثلاث} " رواه أحمد وأبو داود.
قلت هذه الرواية نبه عليها البخاري. وقال بعضهم: في ثلاث وهو معنى ما روي عن {سعد بن المنذر الأنصاري أنه قال: يا رسول الله أقرأ القرآن في ثلاث؟ قال: نعم وكان يقرؤه حتى توفي} [ص: 407] رواه أحمد من طريق ابن لهيعة. وذكر أن بعضهم قال: في خمس وأكثرهم على سبع فالصحيح عندهم في حديث عبد الله بن عمرو أنه انتهى به النبي صلى الله عليه وسلم إلى سبع كما أنه أمره ابتداء بقراءته في الشهر فجعل الحد ما بين الشهر إلى الأسبوع وقد روي أنه أمره ابتداء أن يقرأه في أربعين وهذا في طرف السعة يناظر التثليث في طرف الاجتهاد.
وأما رواية من روى: " {من قرأ القرآن في أقل من ثلاث لم يفقه} " فلا تنافي رواية التسبيع فإن هذا ليس أمرا لعبد الله بن عمرو ولا فيه أنه جعل قراءته في ثلاث دائما سنة مشروعة وإنما فيه الإخبار بأن من قرأه في أقل من ثلاث لم يفقه ومفهومه مفهوم العدد وهو مفهوم صحيح أن من قرأه في ثلاث فصاعدا فحكمه نقيض ذلك والتناقض يكون بالمخالفة ولو من بعض الوجوه.
فإذا كان من يقرؤه في ثلاث أحيانا قد يفقهه حصل مقصود الحديث ولا يلزم إذا شرع فعل ذلك أحيانا لبعض الناس أن يكون المداومة على ذلك مستحبة ; ولهذا لم يعلم في الصحابة على عهده من داوم على ذلك أعني على قراءته دائما فيما دون السبع ولهذا كان الإمام أحمد - رحمه الله - يقرؤه في كل سبع. ا. هـ