تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

الشيخ الشنقيطي, يوجه من استفتى عالمَين, ولم يدرِ بأي القولين يأخذ .. !!!

ـ[أبو زيد الشنقيطي]ــــــــ[14 - 01 - 07, 12:01 م]ـ

الجواب للشيخ محمد المختار الشنقيطي - الفقيه المدني المعروف- المدرس بالحرم النبوي -

إذا سأل طالب علم أحد العلماء وأفتاه ثم سمع من عالم آخر فتوى تختلف عن فتوى العالم الأول وطالب العلم يثق في علم العالمين فماذا يصنع وبأي فتوى يأخذ؟

الجواب:

بسم الله، الحمد لله، والصلاة والسلام على خير خلق الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أمابعد:

فقد اختلف العلماء-رحمهم الله- في هذه المسألة إذا اختلف العالمان:

إما أن يكون الذي سمع القولين من العالمين يمكنه أن يميز بين العالمين في الفتوى بأن يتتبع الأدلة وينقل إلى هذا أدلة هذا دون أن يقول: فلان يفتي بغير قولك؛ لكن يقول: يا شيخ ما هو الجواب عن حديث كذا أو عن آية كذا أو عن دليل كذا؟ والشيخ يجيبه، ثم ينقل جواب هذا حتى يستطيع أن يصل إلى القول الراجح أو يتبين له القوة والحجة في أحد القولين فحينئذٍ إذا كان طالب علم يمكنه التمييز لا إشكال أنه يميز ويسأل هذا العالم عن دليله ويسأل العالم الثاني عن دليله دون أن يحدث فتنة.

وبالمناسبة:

اسوأ ما يكون من آفات العلم النميمة بين أهل العلم، وويل ثم ويل لمن نَمَّ بين العلماء، الذي يأتي إلى عالم ويأخذ فتوى، وأحذر أحذر كل مؤمن يؤمن بالله واليوم الآخر من عذاب في القبر للنمامين وأعظم النمامين من نّمَّ بين العلماء وأفسد ما بينهم، فتجده يحضر لدرس شيخ أو يحضر مجلس شيخ أو يزوره في المناسبات، ويطعم من طعامه ويتحرم بشرابه، ولربما يكون منتفعاً به، أو يلبس عليه ويخدعه ويجلس في مجلسه والله يعلم أنه يسمع الآيات والأحاديث، ثم يقوم-والعياذ بالله- مطموس البصيرة سقيم القلب-والعياذ بالله- لكي ينقل ما يعارض به غيره من العلماء فيأتي إلى شيخ ويقول له: فلان يقول بغير قولك، وهكذا يتنقل من شيخ إلى آخر، ويظن المسكين أن الأمر سدى، وأن الكون عبث، وأنه ليس هناك رب يؤاخذه في دينه ودنياه وآخرته، كم من أمثال هؤلاء رأيناهم حينما كان مشايخنا وعلماؤنا يقطعون أواصر الحب فقطع الله أواصرهم في العلم، فو الله ثم والله لقد رأينا من سوء العاقبة لهم في علمهم وتعليمهم ما هو أعظم زاجر لكل من يخاف الله -عز وجل والدار الآخرة، فعلى المسلم أن يخاف من الدار الآخرة حينما يحاسبه الله عز وجل عن هذه الفتن والمحن التي توغر الصدور، وقد ثبت في الحديث الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم كما في الصحيحين من عذاب القبرين قال: ((أما هذا فقد كان يمشي بالنميمة)) وبعضهم يجلس في مجالس الدعاة والهداة إلى الله في محاضراتهم وينقل كذلك أقوالهم لدعاة آخرين في المحاضرة فيقول: هو يقصد من كلامه كذا، فلينتظر هؤلاء لينتظر عقوبة الله العاجلة والآجلة إن لم يتأدبوا ويلتزموا بالشرع، وهذا لا يظن البعض أقسم بالله العظيم ما قصدت به أن أحداً ينقل حديثي، فوالله لا أبالي بأحدٍ أقبل فضلاً عمن أدبر، لكني أقول هذا؛ لأنه يشتكي منه كثير من الدعاة والأخيار والصالحين، وكنا نعاني ويعاني منه علماء أفاضل في أزمنة ماضية، وعلى هذا نحذر.

ينحدر من هذا الأمر العظيم أنه إذا اختلف عالمان في مسألة، كان أحد العلماء من أفاضل العلماء وله مكانة ومنزلة، وكان بعض العلماء ينشؤن في زمانه لهم مكانة ومنزله، فكان بعض الحساد يأتون إلى هذا العالم الجليل ويقولون له: فلان يفتي في المسألة الفلانية بكذا، والعالم يرجح خلافه، ثم يرسلون له رجلاً ثانياً ثم ثالثاً ثم رابعاً حتى يحسوه أنه كالعدو له، وهذا لا شك أنه يجب على العلماء ويجب على المدرسين والمعلمين أن لا يقع هذا فقط بين العلماء بين المعلمين بين المدرسين حتى في التحفيظ يأتي شاب ويرى معلماً ومدرساً على طريقة يختلف مع آخر فينقل له أنه على خلاف طريقته وأن فلاناً أفضل منك؛ لأنه يذهب بطلابه إلى كذا، كل هذا من النميمة، كل هذا مما يفسد الصدور ويوغرها على بعضها ويوجب الشحناء والبغضاء والذي يريد أن يتقحم نار الله على بصيرة وعذاب الله على بصيرة فليفسد ما بين المسلمين من الود والحب فنحذر أمثال هؤلاء من عقوبة الله العاجلة والآجلة، فإذا رأيت خلافاً بين عالمين فلا تدخل بينهما فإن

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير