تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[أبو معاذ الرويحلي]ــــــــ[13 - 02 - 07, 03:39 م]ـ

حياك الله أخي أبا عروة، وأشكرك على إثراء الموضوع , ولي على ماتفضلتم به ملاحظات:

فقولكم (عفا الله عنك لو تأملنا الحديث لوجدت الشرط قبل رقية اللديغ مع العلم الذي لايخفى أنهم ماأقدموا إلا بعدما اشترطوا الأجرة ولم يتقيدوا بشفائه لأن الشفاء ليس بأيديهم)

وهل ثمت أثر لكون الشرط قبل الرقية أوبعدها؟!

ثم إني قد بيّنت سبب اشتراطهم للجعل وقد جاء ذلك منصوصاً عليه في الحديث حيث قالوا (والله لقد استضفناكم فلم تضيفونا , فما أنا براق لكم حتى تجعلوا لنا جعلاً)

فدل على أنهم اشترطوا لأن لهم حقاً لم يأخذوه , ولايتمكنون منه إلا بهذا الشرط مع حاجتهم إليه.

وكون الصحابة لم يقيدوا الرقية بالشفاء فلأنه من المتقرر عندهم أن الجعل لايستحقونه إلا بعد الانتفاع.

وقولكم (وتعلم عفا الله عنك أن أخذ الأجرة على تعليم القران يجوز وكذا ورد إن لم تخني الذاكرة أن أحمد بن حنبل كتب بأجرة عند الحاجة عندما كان في رحلته في طلب العلم فهو كأخذ الأجرة على القراءة)

أما مسألة أخذ الأجرة على تعليم القرآن فهذه مسألة أخرى لادخل لها في موضوعنا وتعلم خلاف العلماء فيها على ثلاثة اقوال , رجح شيخ الإسلام رحمه جواز أخذها مع الحاجة كما قال تعالى في ولي اليتيم {ومن كان غنياً فليستعفف ومن كان فقيراً ليأكل بالمعروف}

ثم إن التعليم أمره معلوم ظاهر بخلاف الرقية فالمقصود منها الشفاء وهو غير معلوم فتجوز فيها الجعالة دون الإجارة.

وماذكرته عن أحمد يدخل في التعليم، وليس كالرقية.

وقولكم (أيضا لو سألت ماحكم الراتب الذي يأخذه الأئمة على اإمامة في المساجد أليس هو كالحكم مع أن الصلاة فرض عين)

أخي ,,, بين المسألتين فرق , ووجهه: أن ما يأخذه الأئمة والمؤذنون ليس من الأجرة بل هو رزق من بيت المال نظراً للإلتزام بالإمامة والأذان.

وكم بودي لو كان هناك مراكز للرقية الشرعية تشرف عليها وزارة الصحة ووزارة الشئوون الإسلامية أو العدل بحيث يوجد طلاب علم على معرفة تامة بالرقية وتصرف للجميع مكافآة من بيت المال , وبهذا نسد الطريق أمام المشعوذين وأمام تجار الرقية.

وقولكم (أيضا القاريء الصادق الذي عرف بين الناس بالخير وأخذ الأجرة استحقاقا لوقته الذي يقرأ على الناس به مع العلم قد تستغرق القراءة على الشخص الواحد20دقيقة تقريبا)

أقول عفا الله عنك ,, الرقية عبادة ومحض نفع للمسلمين , ولو فتح الباب لقلنا بجواز مثل هذا في كثير من العبادات ,, ثم إنه من المفترض أن يوجه الناس إلى العناية بالقرآن لاإلى البحث عن القراء وأنت تعلم أن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - كان يأمر الصحابة أن يرقوا أنفسهم ولذا كان طلب الرقية فيه نقص في كمال التوحيد كما في حديث السبعين ألفاً وفيه (ولايسترقون).

وعليه فلا حاجة أن يفرغ القارئ وقته لأخيه المسلم إذاكان لابد أن يتقاضى عليه أجراً ولايريد الاحتساب.

وقولكم (وأما قولكم هي من حق المسلم على أخيه نعم لكن إذا كان الحج وهو من أركان الإسلام أباح الشارع سبحانه البيع والتجارة وأخذ أهل العلم أن النية إذاكانت متبوعة بعمل دنيوي لابأس بها فكبف بالرقية؟؟؟؟)

أقول عفا الله عنك ,,,الأعمال التي تتعلق بها نية مع نيتها على قسمين:

الاول / أعمال يجب ألا يريد بها ثواب الدنيا , وهذه أكثر العبادات كالصلاة والصوم ونحوها.

الثاني / أعمال حث الشارع عليها بذكر ثوابها من الدنيا كالحج والصلة والجهاد , وأدلة ذلك مشهورة لاأطيل بذكرها.

فهذا القسم لو نوى فيه الإنسان الثواب الدنيوي جاز لأن الشارع ماذكره إلا وقد أذن بطلبه , لكنه ينقص الأجر بحسب ما دخل عليه من النية.

والأصل في الرقية أنها من القسم الأول , لكن لما جاء الحديث قلنا به وقصرنا دلالته على ماكان في حكمه ولايجعل ذلك حكماً عاماً في كل صور الرقية.

وقولكم (أما القول بأن الصحابة لم يرد منهم القراءة بأجرة فهذا يحتاج إلى دليل لأن الصحابة رضي الله عنهم هل وردت لنا أفعالهم كلها)

أخي ,, هذا حكم لايمكن أن يخفى. ثم إن الدليل يطالب به المثبت لا النافي لأنه متمسك بالأصل.

وقولكم (وقول ابن عبدالبر رحمه الله تعالى لو قلنا به لدخل ذلك بعدم جواز المستشفيات الخاصة لأنهم يأخذون على الدخول إلى الطبيب بأجرة ويصف الدواء ولايضمن الشفاء لأنه من عند الله)

لعل مراده رحمه الله إذا اشترط الانتفاع , فإن لم يحصل فأكل المال عليه باطل , والله أعلم.

وأما أخذ الأجرة البسيطة فهذه لاأعلم أحدا من القراء يفعلها،،، نعم قديكون ذلك في بداياته ثم يتطور الأمر إلى عيادات ومواعيد وحجّاب واستراحات ورسوم دخول ... الخ

ومن المعلوم أن سد الذرائع أصل في الشريع تبنى عليه أحكام كثيرة.

وأما العسل والماء ونحوها مما قرئ عليه فهذه لابأس بأن يأخذ الإنسان ماتكلفه فيها دون مغالات، وأنت تعلم أن القراءة على الماء ونحوه لابأس بها عند طائفة من أهل العلم رحمهم الله.

وشكراً لك على المداخلة الطيبه وأسأل الله أن يلهمني وإياك رشدنا وأن يقينا شر أنفسنا.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير