ـ[أبو معاذ الرويحلي]ــــــــ[20 - 02 - 07, 09:51 م]ـ
أهلاً بالإخوة جميعاً , وأعتذر عن التأخر الشديد، لكني كنت مشغولاً جداً ولم أفرغ إلا ساعتي هذه وسأذكر لكم وجهة نظري فيما تفضلتم به ,, ولكن أحب أن أنبه إلى أنه لاعلاقة فيما يظهر لي بين مسألة تعليم القرآن وبناء المساجد وكتابة المصاحف ... إلى آخر ماذكره الإخوة ,, ومسألة الجعل على الرقية , وذلك أن الرقية يراد منها الشفاء لا مجرد القراءة , ولو سألت القارئ والمريض لأقرا بذلك , بخلاف التعليم وبناء المساجد وكتابة المصاحف فهذه أمور معلومه واضحة ظاهرة للعيان.
ثم إن الجعل لايستحقه المجعول له إلا بحصول المراد.
وبهذا يحصل الجواب عن النقول التي نقلها أخي أبو عروة.
أولاً / ماذكره أخي أبو عروة:
! / قوله عن النووي: (قال: وهذا صريح لجواز أخذ الأجرة على الرقية بالفاتحة والذكر وأنها حلال لاكراهة فيها)
ونتيجة بحثنا السابق أنه لاكراهة فيها ,, ولكن بالشرط المذكور، بدلالة سياق الحديث ومعنى الجعالة.
2/ وقوله (ولو كان أخذ الأجرة محرما لبين النبي صلى الله عليه وسلم ذلك لهم لأن تأخير الحكم عن وقت الحاجة لايجوز أيضا لبين النبي صلى الله عليه وسلم سدا للذرائع)
أقول ,, قد بيّن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - غاية البيان , إذ بيانه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قد يحصل بـ:
قوله أو
فعله أو
إقراره
وهنا أقرهم على فعلهم لأنه كان موافقاً للشرع , ولم يحتج إلى سد الذريعة لأنهم إذا كانوا يستشكلون الجعل في مثل هذه الصورة فغيرها أولى منها.
3/ وقوله (في قولكم سددكم الله أن الدليل ينبغي على المثبت لا النافي فأنتم عفا الله عنكم أثبتم النفي فإثباتكم على النفي يحتاج إلى دليل)
أقول أخي بارك الله فيك ,,, الصحابة نقلت إلينا أقوالهم وأفعالهم , فمالم ينقل عنهم فهو باق على الأصل وهو النفي (يعني أنهم لم يتكلموا به) وحين ينفي الإنسان فهو متمسك بهذا الأصل , فمن أثبت خلافه فعليه الدليل.
أما قولك غفر الله لك إني أثبت النفي!!!!!!! فلا أعرف في كلام العلماء أنه يجب الدليل على من أثبت النفي إذ معه الأصل.
ثانياً / ما تفضل به أخي أبو يوسف التواب:
فأكثر الإيرادات التي أوردها أجبت عنها فيما سبق.
وأما قوله (كون الرقية محض نفع للمسلم لا يمنع من أخذ الأجرة)
فأقول نعم أيها الموفق ,, ولكن بالشرط الذي ذكرته.
وأنت تعلم أن المشروع بأصله قد يمنع إذا صاحبته كيفية مستحدثة , كما في إنكار ابن مسعود على من سبح بطريقة مخالفة للسنه , وقال (لقد جئتم ببدعة ظلماً , أو لقد غلبتم أصحاب محمد علماً).
وقولك (كون الصحابة اشترطوا الجعل لسبب، لا يفيد المنع عند تخلف ذلك السبب.)
أقول ,, نعم لايفيد المنع بالشرط الذي ذكرته , أما إذا جعلته عاماً فعليك الدليل , إذ سياق الحديث يأباه.
وقولك عفا الله عنك (تردد الصحابة في قسمته لا يلزم منه أن يكون لأجل كونهم نكلوا بالقوم، بل الأظهر لريبةٍ عندهم في أخذ الجعل على هذا العمل.)
أقول ,, ماهي هذه الريبة؟؟ ألا يمكن أن نقول إنهم ارتابوا في أخذهم جعلاً على كتاب الله؟ ثم تأمل معي قول الراقي: (والله لقد استضفناكم فلم تضيفونا , فما أنا براق لكم حتى تجعلوا لنا جعلاً).
وقولك: (الجزم بأن الصحابة لن يأخذوه لو لم يشفَ السليم يحتاج إلى برهان، وهو ما بني عليه ما بعده.)
أقول ,, تأمل الحديث أكثر يتضح لك ذلك , فالمشارطة هي البرهان الواضح , فلو لم يحصل الشرط فليس لهم حق في الجعل.
وقولك (كون الصحابة لم ينقل عن أحد منهم أخذ الإجارة لا يدل _والله أعلم_ على المنع؛ بل حرصهم على الأجر ونفع إخوانهم يجعلهم يستبقون على الخير دون التفات لمتاع الدنيا، بل ربما لم ينقل عن أكثرهم أنه رقى.)
إذاً نبقى على دلالة الحديث , والخير في اتباع الصحابة , وسلوك سبيلهم , والشر في تنكب طريقهم وهديهم , ولو كان خيراً لسبقونا إليه , أو جاء في السنة مايدل عليه.
وقولك عفا الله عنك (على فرض أنهم لم يأخذوه إلا بعد تحقق شفائه، فإنه لا مانع منه بدليل قول المصطفى الذي لا ينطق عن الهوى: (إن أحق ما أخذتم عليه أجراً كتاب الله)، وفيه إفادة عموم في الرقية دون تخصيص بكون المريض قد عوفي بعدها أم لم يعافَ.)
أقول ,, سياق الحديث يدل على التخصيص وهذا مافهمه شيخ الإسلام ابن تيمية في النقل المتقدم عنه.
ثم إنك تعلم أنه جاءت أحاديث أخرى (بمجموعهاتتقوى) في معارضة هذا العموم ,, فتبقى دلالته على الصورة التي ورد بسببها.
وقولك (نعم! المريض يقصد الدواء للشفاء، ولكنه قد يعطي المداوي الذي اجتهد، ونحن على يقين أن القرآن خير شفاء لأمراض القلوب والأبدان.)
أقول ,, لو أعطاه من غير شرط من الراقي فله ذلك؛ إذ ماله ملك له يتصرف فيه كيف يشاء.
ولكن مسألتنا هي ((هل للقارئ حق إذا لم يشف المريض بمجرد القراءة؟؟؟))
وأخيراً ,,, هذه طاقتي ومبلغ علمي والله يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم ,,, وأكتفي بما ذكر سابقاً , والمسألة اجتهادية ,, والله أعلم وأحكم.
فائده ... ممن يذهب إلى مااستظهرته شيخنا العلامة عبدالله الغنيمان حفظه الله ,,,
¥