تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

504 - حدثنا موسى بن اسماعيل: ثنا جويرية، عن نافع، عن ابن عمر قال: دخل النبى صلى الله عليه وسلم البيت وأسامة بن زيد وعثمان بن طلحة وبلال فأطال، ثم خرج فكنت أول الناس دخل على أثره، فسألت بلالا: أين صلى؟ فقال: بين العمودين المقدمين.

505– حدثنا عبد الله بن يوسف: ابنا مالك بن أنس، عن نافع، عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل الكعبة، وأسامة بن زيد وبلال وعثمان بن طلحة الحجبى، فأغلقها عليه، ومكث فيها، فسألت بلالا حين خرج: ماصنع رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: حعل عمودا عن يساره، وعمودا عن يمينه، وثلاثة أعمدة وراءه، وكان البيت يومئذ على ستة أعمدة، ثم صلى.

وقال اسماعيل: حدثنى مالك فقال: عمودين (137 – أ / ك 1) عن يمينه.

قد دل هذان الحديثان على أن البيت الحرام كان فيه ستة أعمدة حيث دخله النبى صلى الله عليه وسلم (173 – ب / ط) زكانت الأعمدة صفين فى كل صف ثلاثة أعمدة فجعل النبى صلى الله عليه وسلم الأعمدة الثلاثة التى تلى باب البيت خلف ظهره وتقدم الى الأعمدة المتقدمة فصلى بين عمودين منها. وفى رواية مالك التى ذكرها البخارى (467 – ب / ق) تعليقا أنه جعل عمودين عن يمينه، وعمودا عن يساره. وقد خرجها مسلم، عن يحيى بن يحيى، عن مالك.

وهذا يدل على أنه كان الى جهة الركن اليمانى أقرب منه من جهة الحجر.

ويشهد لذلك – أيضا – رواية سالم، عن أبيه أنه سأل بلالا: هل صلى فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فقال نعم، بين العمودين اليمانيين.

وقد خرجها البخارى فى " الحج ".

والمراد باليمانيين ما يلى جهة الركن اليمانى. ويدل عليه – أيضا – حديث مجاهد، عن ابن عمر أنه سأل بلالا: أصلى النبى صلى الله عليه وسلم فى الكعبة؟ قال: نعم، بين الساريتين اللتين على يساره اذا دخل. وقد خرجه البخارى فى " أبواب استقبال القبلة " وقد مضى.

وقد روى عبد العزيز بن أبى رواد قال: حدثنى نافع أن ابن عمر سأل بلالا: أين صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فأشار له بلالا الى السارية الثانية عند الباب، قال: صلى عن يمينها، تقدم عنها شيئا.

خرجه الأزرقى.

وقوله " السارية الثانية عند الباب " كأنه يريد السارية الثانية مما يلى الباب؛ فان الباب يليه سارية من الصف المؤخر ثم يليها سارية ثانية من الصف المقدم وهى السارية الوسطى من ذلك الصف.

وقوله " صلى عن يمينها " يوهم أنه جعلها عن يساره حتى يكون مصليا على يمينها، وعلى هذا التقدير فيكون قد جعل عمودا عن يمينه وعمودين عن يساره، وهذا يخالف رواية مالك المتقدمة. وتلك الرواية مع ماعضدها وشهد لها أصح من رواية ابن أبى رواد ويزيد بن أبى زياد التى ذكرناها فى الباب الماضى.

وقوله فى رواية ابن أبى رواد " تقدم عنها شيئا " يدل على أنه صلى متقدما عنها الى مقدم البيت، وسيأتى فى الباب الذى يلى هذا أنه صلى الله عليه وسلم جعل بينه وبين الجدار نحو (174 – أ / ط) ثلاثة أذرع.

وقد روى الأعمش، عن عمارة بن عمير، عن أبى الشعثاء – وهو: سليم المحاربى – قال: خرجت حاجا فجئت حتى دخلت البيت، فلما كنت بين الساريتين مضيت حتى لزقت بالحائط فجاء ابن (468 – أ / ق) عمر الى جنبى، فلما صلى قلت له: أين صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم من البيت؟ قال: أخبرنى أسامة بن زيد أنه صلى هاهنا.

خرجه الأمام أحمد، وابن حبان فى " صحيحه ".

وفيه دليل على أنه صلى متقدما على الساريتين وان لم (139 – ب / ك1) يكن جعلهما خلف ظهره كما جعل الأعمدة الثلاثة المتأخرة التى تلى باب البيت، فانه جعلها وراء ظهره فى صلاته.

ومقصود البخارى بهذا الباب: أن من صلى بين ساريتين منفردا كمن يصلى تطوعا فانه لايكره له ذلك كما فعله النبى صلى الله عليه وسلم فى الكعبة وكان ابن عمر يفعله. وكذا لو صلى جماعة وكان امامهم ووقف بين الساريتين وحده، وقد فعل ذلك سعيد بن جبير، وسويد بن غفلة ورخص فيه سفيان للأمام وكرهه للمأمومين.

وانما لم يكره ذلك لصف تقطعه السوارى، فلو صلى اثنان أو ثلاثة جماعة بين سلريتين لم يكره – أيضا. هذا قول أصحابنا، وأصحاب الشافعى وغيرهم من العلماء وعلى مثل ذلك حملوا ماورد من النهى عنه مرفوعا وموقوفا.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير