تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

قال شيخ الإسلام ابن تيمية _ رحمه الله _: (قال مهنا سألت أحمد عن حديث ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم احتجم وهو محرم صائم فقال ليس فيه صائم إنما هو محرم ذكره سفيان عن عمرو بن دينار عن طاووس عن ابن عباس احتجم النبي على رأسه وهو محرم وعن طاووس وعطاء مثله عن ابن عباس وعن عبد الرزاق عن معمر عن ابن خثيم عن سعيد بن جبير عن ابن عباس مثله وهؤلاء أصحاب ابن عباس لا يذكرون صائما.

قلت: وهذا الذي ذكره الإمام أحمد هو الذي اتفق عليه الشيخان البخاري ومسلم ولهذا اعرض مسلم عن الحديث الذي ذكر حجامة الصائم ولم يثبت إلا حجامة المحرم) مجموع الفتاوى (25/ 253)

ولو صحت فلا حجة فيها هنا كما سيأتي.

وأما رواية (احتجم وهو صائم محرم) فهي التي احتج بها من يرى الحجامة لا تفطر ووجهه:

أن سماع ابن عباس من النبي عام الفتح ولم يكن يومئذ محرما ولم يصحبه محرما قبل حجة الإسلام فذكر ابن عباس حجامة النبي عام حجة الإسلام سنة عشر وحديث أفطر الحاجم والمحجوم سنة ثمان فإن كانا ثابتين فحديث ابن عباس ناسخ كذا قال الشافعي وابن عبد البر وغيرهما.

لكن يجاب عن هذا بأجوبة:

الجواب الأول: الطعن في صحة الرواية وذلك أنها كما سبق وردت من رواية بشر بن هلال عن عبد الوارث بن سعيد عن أيوب عن عكرمة به، والنضر عن عكرمة به، ومحمد بن المثنى وأبي مسلم ومحمد بن إسحاق الصغاني وعبد الله بن محمد بن محاضر عبدوس الرازي أربعتهم عن محمد بن عبد الله الأنصاري عن حبيب بن الشهيد عن ميمون بن مهران به، ويزيد بن أبي زياد عن مقسم به، وابن أبي ليلى عن الحكم عن مقسم به، والشعبي عن ابن عباس به.

- أما بشر بن هلال فقال ابن حبان في الثقات (8/ 144) عنه: (يغرب) وهو وإن كان محله الصدق ومن رجال مسلم إلا أنه خالف هنا رواية الثقات، وقد رواه النسائي في الكبرى عنه بلفظ " احتجم وهو صائم " بدون ذكر الإحرام.

- أما رواية النضر فالنضر هو ابن عبد الرحمن أبو عمر الخزاز ضعفه أحمد وابن معين وأبو زرعة وأبو حاتم وأبو داود وغيرهم.

- وأما رواية محمد بن عبد الله الأنصاري فهي التي تكلم عليها يحي القطان ومعاذ بن معاذ والإمام أحمد وابن المديني.

قال أبو خيثمة: أنكر معاذ بن معاذ ويحيى بن سعيد حديث الأنصاري عن حبيب بن الشهيد عن ميمون بن مهران عن بن عباس احتجم النبي صلى الله عليه وسلم وهو محرم صائم.

وقال أبو بكر الأثرم: سمعت أبا عبد الله يعني أحمد بن حنبل يقول ما كان يضع الأنصاري عند أصحاب الحديث إلا النظر في الرأي وإما السماع فقد سمع قال وسمعت أبا عبد الله ذكر الحديث الذي رواه الأنصاري عن حبيب بن الشهيد عن ميمون عن بن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم احتجم وهو صائم فضعفه وقال كانت ذهبت للأنصاري كتب فكان بعد يحدث من كتب غلامه أبي حكيم أراه قال وكان هذا من ذلك.

وسئل علي بن المديني عن حديث الأنصاري عن حبيب بن الشهيد عن ميمون بن مهران عن بن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم احتجم وهو صائم قال: ليس من ذلك شيء إنما أراد حديث حبيب عن ميمون عن يزيد بن الأصم تزوج النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - ميمونة محرماً.

ينظر: تاريخ بغداد (5/ 410) الكامل لابن عدي والضعفاء للعقيلي (4/ 91) تهذيب الكمال (25/ 545)

وقال الحافظ في الفتح (1/ 440): (أنكر عليه يحيى القطان وغيره حديثه عن حبيب بن الشهيد عن ميمون بن مهران عن بن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم احتجم وهو صائم قال بن المديني: صوابه عن ميمون عن يزيد بن الأصم أن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - تزوج ميمونة وهو محرم وقال أبو داود كان قد تغير تغيرا شديدا وقال أحمد ذهبت له كتب فكان يحدث من كتاب غلامه يعني فكأنه دخل عليه حديث في حديث)

وقال ابن القيم في زاد المعاد (2/ 56): (ولا يصح عنه أنه احتجم وهو صائم قال الإمام أحمد: وقد رواه البخاري في صحيحه قال أحمد: حدثنا يحيى بن سعيد قال: لم يسمع الحكم حديث مقسم في الحجامة في الصيام يعني حديث سعيد عن الحكم عن مقسم عن ابن عباس أن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - احتجم وهو صائم محرم "

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير