تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

الأخ أبو عبد العزيز .. كلامك طيب و لكنك تبحث كما قلت عن مذهبي "قح" أي أنه لن يقول لك المذهب يقول كذا و لكن المذهب خالف الدليل و الدليل كذا إنما سيقول لك المذهب يقول كذا و هو الصواب،، و ليس هذا الأصل فعليك بعالم في مذهبه و لكن على طريقة مؤسسي المذاهب و المجتهدين يذكر لك قول المذهب فإذا خالف الدليل قال لك اضرب هذا الرأي في الحائط و عليك بالدليل ..

أخي من قال لك أن الأصل طلب العلم وفق ما تبحث عنه؟

بل الأصل ما كان عليه سلف الأمة من الصحابة،فهؤلاء أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم خير هذه الأمة بعد نبيها إذا بلغهم شيء عن رسول الله –صلى الله عليه وسلم- عملوا به وتركوا قول غيره كائنا من كان، فقد بلغ علياً -رضي الله عنه- أن عثمان -رضي الله عنه- ينهى عن متعة الحج، أهلَّ علي -رضي الله عنه- بالحج والعمرة جميعا، وقال: ما كنت لأدع سنة النبي -صلى الله عليه وسلم- لقول أحد. أخرجه البخاري (1563)، ومسلم (1223).

ولما احتج بعض الناس على ابن عباس -رضي الله عنهما- في متعة الحج، بقول أبي بكر وعمر -رضي الله عنهما- في تعيين إفراد الحج، قال ابن عباس: يوشك أن تنزل عليكم حجارة من السماء!! أقول: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وتقولون: قال أبو بكر وعمر

فإذا كان من خالف السنة لقول أبي بكر وعمر تخشى عليه العقوبة فكيف بحال من خالفهما لقول من دونهما، أو لمجرد رأيه واجتهاده!.

ولما نازع بعض الناس عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما- فقال: إن عمر يقول كذا وكذا؟ قال له عبد الله: هل نحن مأمورون باتباع عمر أو باتباع السنة؟

وعلى هذا سار من بعدهم من سلف هذه الأمة، إذا بلغهم الدليل عملوا به وتركوا ما سواه. فقد أخرج البيهقي في المدخل (234) عن عامر بن يساف قال: سمعت الأوزاعي -رحمه الله- يقول: إذا بلغك عن رسول الله –صلى الله عليه وسلم-، فإياك يا عامر أن تقول بغيره، فإن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان مبلغاً عن الله تعالى.

وهكذا جميع الأئمة من الفقهاء يوصون جميع أتباعهم باتباع ما دل عليه الكتاب والسنة:

قال مالك رحمه الله: (ما منا إلا راد ومردود عليه إلا صاحب هذا القبر)، وأشار إلى قبر رسول الله -صلى الله عليه وسلم-

وقال أبو حنيفة رحمه الله: (إذا جاء الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فعلى الرأس والعين).

وقال الشافعي رحمه الله (متى رويت عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حديثاً صحيحاً فلم آخذ به، فأشهدكم أن عقلي قد ذهب)،

وقال أيضا رحمه الله: (إذا قلت قولاً وجاء الحديث عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بخلافه، فاضربوا بقولي الحائط)

وقال الإمام أحمد بن حنبل -رحمه الله- لبعض أصحابه: (لا تقلدني ولا تقلد مالكاً ولا الشافعي، وخذ من حيث أخذنا)،

وقال أيضا رحمه الله: عجبت لقوم عرفوا الإسناد وصحته عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يذهبون إلى رأي سفيان، والله –سبحانه- يقول: "فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ"، ثم قال: أتدري ما الفتنة؟ الفتنة: الشرك، لعله إذا رد بعض قوله عليه الصلاة والسلام، أن يقع في قلبه شيء من الزيغ فيهلك). فمن أحب هؤلاء الأئمة فليعمل بهذه الوصية العظيمة.

و إليك المزيد من أقوال العلماء في مسألة اتباع الدليل و أنه الأصل و ليس التمذهب الأصل ((منقول من موقع ديننا عن الأخ مشرف الموقع سطان العمري)):

(1) قال ابن عطاء " من ألزم نفسه آداب السنة نور الله قلبه بنور المعرفة , ولا مقام أشرف من متابعة الحبيب في أوامره وأفعاله وأخلاقه" مدارج السالكين 2/ 486.

(2) قال الإمام أحمد: " من علم طريق الحق سهل عليه سلوكه , ولا دليل على الطريق إلى الله إلا متابعة الرسول صلى الله عليه وسلم في أحواله وأقواله وأفعاله" مدارج 2/ 486, مفتاح دار السعادة (1/ 165).

(3) وقال ابن القيم: "فمن صحب الكتاب والسنة وتغرب عن نفسه وعن الخلق وهاجر بقلبه إلى الله فهو الصادق المصيب " مدارج2/ 487

(4) قال أبو إسحاق الرقي: " علامة محبة الله: إيثار طاعته ومتابعة رسوله صلى الله عليه وسلم. مدارج 2/ 487

(5) قال ابن أبي العز: " والعبادات مبناها على السنة والإتباع لا على الهوى والابتداع " شرح الطحاوية ص/37 وانظر الفتاوى لإبن تيمية (4/ 170)

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير