تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[بحث عن حكم صبغ الشعر بالسواد .. مفيد!!! (2)]

ـ[ابو عبدالرحمن الاثري]ــــــــ[10 - 04 - 07, 01:55 م]ـ

تتمة البحث ....

والثاني: ما أخرجه مسلم في: ((صحيحه)) من حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنه أنه قال: أُتي بأبي قحافة يوم فتح مكة، ورأسه ولحيته كالثغامة بياضاً. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((غَيِّروا هذا بشيء واجتنبوا السواد)). وفيه النهي عن السواد، وأقلُّ درجاته: الكراهة، وعليها يُحْمل الحديث جمعاً بينه وبين ما سبق عن صحابة النبي صلى الله عليه وسلم. قال ابن القيم - رحمه الله -في ((أعلام الموقعين)) حاكياً عن البيهقي قوله: "وفي الرسالة القديمة للشافعي - بعد ذكر الصحابة وتعظيمهم - قال: وهم فوقنا في كل علمٍ واجتهادٍ، وورعٍ وعقلٍ، وأمرٍ استُدْرِكَ به علم، وآرائهم لنا أحْمَدُ وأولى بنا من رأينا "انتهى المراد. ومن ثَمّ قال ابن القيم -رحمه الله -في: ((تهذيب السنن)): "وأما الخضاب بالسواد: فكرهه جماعة من أهل العلم، وهو الصواب بلا ريب"ا. هـ.

وقوله في الخبر: "ولحيته كالثغامة بياضاً "بَيَّنه القرطبي - رحمه الله - في: ((المُفْهِم)) بقوله: " (الثغامة): نبتٌ أبيض الزهر والثمر، شَبَّه بياض الشيبه. قاله أبو عبيد. وقال ابن الأعرابي: هو شجرةٌ تبيض كأنها الثلجة "ا. هـ وبنحوه عند القاضي عياض رحمه الله في ((إِكْمال المُعْلِم بفوائد مسلم)).

فائدة:

قيل: إن لفظة: (واجتنبوا السواد) في الحديث: مُدْرَجة، وليست من قوله صلى الله عليه وسلم، وقد حكى ذلك وجوابه جماعة، ومنهم: المباركفوري - رحمه الله - في: ((تحفة الأحوذي)) (/-) حيث قال حاكياً ذلك: "إن قوله: (واجتنبوا السواد) مُدْرَج في هذا الحديث، وليس من كلام النبي صلى الله عليه وسلم. والدليل على ذلك أن مسلماً روى هذا الحديث عن أبي خيثمة عن أبي الزبير عن جابر إلى قوله: (غَيَّروا هذا بشيء) فحسب، ولم يزد فيه قوله: (واجتنبوا السواد).وقد سأل زهير أبا الزبير هل قال جابر في حديثه: (جنبوه السواد)؟ فأنكر، وقال: لا. ففي ((مسند أحمد)): حدثنا عبد الله حدثني أبي حدثنا حسن وأحمد بن عبد الملك قالا حدثنا زهير بن أبي الزبير عن جابر، قال أحمد في حديثه: حدثنا أبو الزبير عن جابر، قال: أُتي رسولُ الله صلى الله عليه وسلم بأبي قحافة، أو: جاء عام الفتح، ورأسه ولحيته مثل: الثغام، أو: مثل الثغامة. قال حسن: فأمر به إلى نسائه، قال: غَيِّروا هذا الشيب. قال حسن: قال زهير: قلت لأبي الزبير: قال: (جنبوه السواد)؟ قال: لا. انتهى. وزهير هذا هو زهير بن معاوية المُكَنَّى بأبي خيثمة أحد الثقات الأثبات، وحسن هذا هو حسن بن موسى أحد الثقات.

ورُدَّ هذا الجواب: بأن حديث جابر هذا رواه ابن جريج والليث بن سعد، وهما ثقتان ثبتان عن أبي الزبير عنه. مع زيادة قوله: (واجتنبوا السواد) كما عند مسلم وأحمد وغيرهما.

وزيادة الثقات الحفاظ مقبولة والأصل عدم الإدراج. وأما قول أبي الزبير: (لا) في جواب سؤال زهير: فمبني عليه - كذا؛ ولعل صوابها على - أنه قد نسي هذه الزيادة، وكم من محدِّث قد نَسي حديثه بعدما أحدثه. وخَضْبُ ابن جريج بالسواد لا يَسْتلزم كون هذه الزيادة مُدْرَجة كما لا يَخْفى "ا. هـ.

وفي قوله - رحمه الله -: (وخُضْبُ ابن جريج …) إشارة إلى ما حكاه من قَبْلُ - كما في: ((تحفة الأحوذي)) - بقوله: "وأجاب المُجوِّزون - أي: للخضاب بالسواد - عن هذه الزيادة - أي: (واجتنبوا السواد) -: بأن في كونها من كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم نظراً، ويُؤيِّده أن ابن جريج راوي الحديث عن أبي الزبير كان يَخْضب بالسواد "ا. هـ.

فائدة:

صنَّف ابن أبي عاصم وابن الجوزي رحمهما الله في الخضاب بالسواد مصنَّفاً، وقرَّرا فيه الجواز دون تحريم، قال المباركفوري رحمه الله في: ((تحفة الأحوذي)): "وكان ممن يَخْضب بالسواد ويقول به: محمد بن إسحاق - صاحب المغازي -، والحجاج بن أرطأة، والحافظ ابن أبي عاصم، و ابن الجوزي - ولهما رسالتان مفردتان في جواز الخضاب بالسواد - وابن سيرين، وأبو بردة، وعروة بن الزبير، وشرحبيل بن السمط، وعنبسة بن سعيد وقال: (إنما شعرك بمنزلة ثوبك فاصبغه بأي لون شئت، وأحبه إلينا أحلكه) ا. هـ.

تنبيه:

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير