[هموم التفسير: من قطرة "الدكاترة" إلى ميزاب "المهندسين".]
ـ[أبو عبد المعز]ــــــــ[14 - 10 - 07, 12:30 ص]ـ
[هموم التفسير: من قطرة "الدكاترة" إلى ميزاب "المهندسين".]
لك في تصنيف التفاسير معايير:
فقد تعتبر التحقيب الزمني كما في ترتيب الطبقات عند المحدثين، وقد تعتبر الموضوع ذا الصدارة عند المفسر فيتفرع التفسير إلى فقهي ولغوي واجتماعي .. وقد تعتبر المنهج المسلوك فتجد أمامك تفاسير بألوان الطيف مثل المأثور والكلامي والإشراقي والفلسفي والإشاري ...
وقد حاولنا اصطناع معيار آخر للتصنيف اعتمدنا فيه على "النمذجة"لاستيعاب طبقات جديدة من المفسرين شرعت تطفو على الساحات في هذه العقود المتأخرة .. فكان هذا التصنيف الرباعي:
1 - تفسير الأئمة.
2 - تفسير الشيوخ
3 - تفسير الدكاترة
4 - تفسير المهندسين.
وفيما يلي توصيف مختصر وتقييم سريع لكل نموذج.
-أما تفسير الإمام فهو التفسير حقا،ورتبته أغلقت إلى يوم القيامة لا يزاحم فيها متأخر، وأنى له المزاحمة!، لأن هؤلاء الأئمة انفردوا بما يستحيل تكراره:شهدوا عصر التنزيل، واتحدت عندهم لغة القرآن ولغة السليقة ..
وكل متأخر لا بد أن يظهر صغره -مهما أوتي من ذكاء -على قاعدة "ليس الخبر كالعيان"،مثلما أن الشرخ بين لغة القرآن ولغة السليقة ضربة لازب عند المتأخر، على قاعدة" الطبع غير التطبع".
هذه الرتبة إذن محفوظة للصحابي والتابعي وإمام اللغة ومن دار في فلكهم.
-وأما تفسير الشيخ فهو التالي في الفضل والعلم،ينهل من تفسير الإمام ويقتفي أثره،يبدع لكن على نهج الإمام، ويحدث قولا لكن على ضوابط سلفه، وهذه المرتبة مفتوحة لكل العصور يتبوؤها أهل الاجتهاد والتدبر الذين اكتملت أدواتهم العلمية والمنهجية وتحلوا بالتقوى وسكنهم الخوف من التقول على الله بدون سلطان.
-وأما تفسير الدكتور فهو حديث النشأة،واشتقاق اللقب فيه يشي بأصله، وينم عن منهجه، فالمادة غربية والصيغة عربية، وكذلك تفسيره يجمع بين الموروث ومستحدثات العلوم والفنون ..
وأهم سمة تفسير الدكتور هي "النصف-نصف" -وهو اصطلاح ظريف أستعيره من مالك ابن نبي رحمه الله-.فهو نصف سلفي -نصف حداثي،نصف شرقي -نصف غربي، نصف اتباعي -نصف ابتداعي وهلم جرا ..
وقيمته (نصف- نصف) أيضا .. ففيه المقبول والمردود والغث والسمين، و المبهر والسمج ...
-وأما تفسير المهندس فهو آخر العنقود ... وأتوسم فيه أن يطم، فلا يبقى بيت إلا دخله، بفضل ميزته العجيبة الفريدة: إنه لا يشترط علما باللغة، ولا علما بالأصول، ولا علما بالأثر، ولا علما بأي شيء .. !
ليس إلا شرط واحد: حسب المفسر أن تكون عنده يدان فيهما عشر أصابع صالحة للحساب ...
فإن لم تكن يدان فآلة حاسبة ...
لقد كسر تفسير المهندس القطبية الثنائية القديمة: المنقول/المعقول ... فثلثها ب "المعدود".
وتفسير المهندس هو خير من يعبر عن روح العصر:
عصر الغوغاء ليس له إلا تفسير الغوغاء ...
وعصر الجهل ليس له إلا تفسير الجهال ..
أعني تفسير المهندس فقد أسقط كل شروط التفسير بما فيها العلم بالعربية لأن معرفة" المعدود" عند المهندس لا يشترط نقلا ولا عقلا ... بل لا يشترط الآدمية نفسها فالحاسوب يكشف عن إعجاز القرآن!!!
وسبحان الله ..
عشنا إلى زمن بات فيه الإنسان -الذي حمل الأمانة –و"ميكروسوفت" سواسية في تفسير كلام رب العزة.
ملاحظة:
لا أعني بالدكاترة والمهندسين أصحاب هاتين الدرجتين العلميتين بل أعني خصائص النهج المتبع في التفسير ... ف"تفسير المهندسين" قد يصدر عن شخص ليس له أي درجة علمية رسمية بله أن يكون مهندسا ... والدكتور –صاحب الدرجة-قد يصدر عنه تفسير الشيوخ إذا سيج تفسيره بمنهجهم ... وقد يكون من أصحاب التفسير الهندسي إذا عشق الأرقام وأحب اللعب بها.
ـ[أبو عبد المعز]ــــــــ[14 - 10 - 07, 02:20 ص]ـ
لنصرة مذهب باطل سبيلان:
اختلاق نصوص غير موجودة
أو تحريف نصوص موجودة ...
والتحريف كما هو معروف نوعان: تحريف مادي يستهدف اللفظ بالزيادة والنقصان والتبديل، وتحريف اعتباري يستهدف المعنى بالتأويل والتوجيه ..
¥